{ حضور نوعي كثيف ظل الإعلام بمختلف وسائله، المقروء والمرئي والتفاعلي، يؤدي دورا بارزاً سلباً وإيجابا في مجمل القضايا المطروحة في الساحة والقضايا الوطنية، وظل البعض ينظر إليه ناقماً والبعض الآخر مادحا، وإن تدافع الكل الآن من أجل النفرة العامة التي تنتظم البلاد غداة الهجوم الغادر على هجليج، فنفر أهل المال بمالهم وأهل الجهاد بأرواحهم وأهل الدين بنصحهم وتعبئتهم، فإن أهل الإعلام كانوا المرآة العاكسة لكل هذا الجهد ووقف الجميع في حالة اصطفاف تجاه قضايا الوطن المصيرية التي يمثل الاعتداء على مدينة هجليج أبرزها فتوافدوا زرافات ووحدانا استجابة لملتقى الإعلاميين السودانيين بالداخل والخارج والنفرة الإعلامية لمواجهة العدوان على السودان التي نظمها المركز القومي للإنتاج الإعلامي وشرفها بالحضور والمخاطبة الدكتور الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية. الخرطومتوافد لهذا الملتقى جمع كبير ونوعي من الإعلاميين يمثلون مختلف أجهزة الإعلام فجاء الأستاذ معتصم فضل المدير العام للإذاعة القومية ومعه الكثير من مديري الإذاعات الخاصة وحضر ممثلو التلفزيون القومي والعديد من القنوات الخاصة وشكل حضور الإعلام العسكري بشقيه الشرطي والعسكري لوحة في الملتقى وحضر كذلك بعض رؤساء تحرير الصحف منهم فتح الرحمن النحاس رئيس تحرير صحيفة «اليوم التالي» وراشد عبد الرحيم رئيس تحرير «الرائد» وحضرت الأحزاب السياسية ممثلة في البروفيسور بدرالدين أحمد إبراهيم أمين الإعلام والتعبئة بالمؤتمر الوطني وكان لافتا حضور يوسف محمد أبو الحسن ممثلا للحزب الاتحادي الأصل الذي ظل وفيا لعهده في كل الملمات. هذا الحضور النوعي عكس حالة الاصطفاف التي عبر عنها الإعلاميون واضعين انتماءاتهم الحزبية والفكرية جانباً رافعين من قيمة الوطنية حاملين لهموم الوطن ملبين لندائه. { دعوة للاصطفاف أم التمايز بدا من دعوة المركز القومي للإنتاج الإعلامي لجموع الإعلاميين بالداخل والخارج أنها دعوة إلى الاصطفاف ولم يبعد عنها التمايز بين الصفوف ويتضح هذا من خلال الحضور الذي غاب عنه الكثير من الإعلام المعارض أو الذي في حالة خلاف مع الحزب الحاكم الذي يعتبر المركز صاحب الدعوة واحدة من واجهاته الإعلامية ودل على ذلك أيضا حديث نائب رئيس الجمهورية لاحقاً الذي ذكر أن للإعلام دورا مهما في تمايز الصفوف. تمايز إيجابي ما بين الوطن وقضاياه وما بين الذات واهتماماتها. ولم ينفصل الحديث في هذه النقطة عن ما سبق من أحاديث لقادة الوطني ولكن في هذه المرة بنسخة مخففة. { رسائل واشارات أشار نائب الرئيس الحاج آدم يوسف خلال كلمته في هذا الملتقى إلى أهمية الدور المتعاظم الذي ظل يمثله الإعلام عبر الحقب المختلفة واللافت في حديث نائب الرئيس ربطه لرسالة الإعلام بالرسالة القرآنية مستنفراً جهود الإعلام والإعلاميين من أجل الإسهام الفاعل في قضايا الوطن عموماً ومواجهة الاعتداءات المتكررة التي ظل يتعرض لها السودان من جاره القريب دولة الجنوب بقيادة الحركة الشعبية. وأشار السيد النائب إلى أهمية أن يلعب الإعلام دوراً بارزاً في التعبئة والاستنفار من أجل إسناد القوات المسلحة والمجاهدين القابضين على الزناد في الثغور، وبدا السيد النائب واثقا من نصر الله وفتحه القريب لقواته وبلاده قائلا إن هذا النصر لن يأتي حتى تتمايز الصفوف ليميز الله الخبيث عن الطيب وبرغم إقرار السيد النائب بوجود بعض الأصوات النشاز والمخذلين الذين يستخدمون الإعلام إلا أن هذا لن يدعوهم إلى مصادرة الحريات أو تكميم أفواه الآخرين داعياً إلى مواجهتهم بالحجة والمنطق والدليل على الرغم من أن القضية تهم الوطن وليس حزبا بعينه.وأرسل السيد نائب الرئيس خلال حديثه عدة رسائل إلى الإعلام محاولاً استنهاض جهود الإعلام للخروج من المحلية ومخاطبة العالمية إيصالا لوجه السودان المشرق متناولاً نوايا دولة الجنوب وفضحاً لسلوكها وأعمالها العدائية المتكررة. { الإعلام في قلب المعركة تحدث خلال الملتقى عدد من الإعلاميين يتقدمهم الأستاذ معتصم فضل وطارق البحر وفتح الرحمن النحاس وبدرالدين أحمد عمر وأجمعوا جميعهم على أهمية الإعلام ودوره الفاعل في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد داعين الحكومة إلى إيلاء الإعلام مزيدا من الاهتمام وأجمعوا على استعدادهم لتقديم كل ما في وسعهم من أجل دعم وإسناد القوات المسلحة والنظاميين والمجاهدين الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية وبثا للطمأنينة وتماسكاً للوحدة الوطنية الداخلية مبدين استعدادهم للذهاب إلى أرض المعركة لنقل الحدث بالصورة والصوت إن سمحت لهم الدولة بذلك، واستهجن الكثير ممن تحدثوا تعامل الحكومة مع الإعلام المحلي في الحروب والنزاعات موضحين حرمانهم من نقل الأحداث على الرغم من فتح الباب للإعلام الخارجي ولكن أذهب استهجانهم هذا بعض الطمأنات التي بثها نائب الرئيس بأنهم ينسقون مع الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية لزيارات لأهل الإعلام والسياسيين إلى الصفوف الأمامية إسناداً ونقلا وعكساً لما يجري في أرض المعركة. { طمأنات بعث اللواء ركن السر أحمد عمر الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة بطمأنات لجموع الشعب السوداني ولقواته المسلحة على وجه التحديد قاطعاً بتوحيد الجبهة الداخلية وتماسكها وأنهم في الشرطة لا يدخرون جهداً في الحفاظ على أمن وسلامة السودان والداخلية تؤدي واجبها بكل اقتدار ووفاء للقوات المسلحة التي ترابط في الثغور وتقدم الغالي والنفيس حفاظاً على السودان وتراب أرضه