الآلاف من أتباع الطرق الصوفية خرجوا عصر أمس في النفرة الصوفية الجهادية ضاقت بهم جنبات ميدان الخليفة. رجالات الطرق الصوفية ابتهلوا بالدعاء إلى القادر الكريم بنصر قوّاتنا المسلحة فيما لفّ جنبات المكان صدى التكبير والتهليل. رايات الصوفيّة، صهيل الخيول ودقّات النوبة تفاعل معها الجميع بالأمس، بمن فيهم المرضى بمستشفى أم درمان الكائن قرب ميدان الخليفة؛ خرجوا فرحين بالمشهد من عنابرهم وآثروا الجلوس على الممرات يلوّحون بعلامة النصر، لعلّ الجميع التمسوا شفاءهم في حضرة الذكر بين يدي النفرة الجهادية لأهل الصلاح. قيادات العمل الإسلامي وأهل التصوف شكلوا حضوراً بارزاً في الفعالية، بجانب قيادات الدولة وفي مقدمتهم مساعد رئيس الجمهورية د.نافع علي نافع الذي خاطب المحفل. نافع أشاد خلال كلمته بدور الطرق الصوفية فى مسيرة الجهاد وقال إن هذه الدعوة هي دعوة لله مشيرا إلى أن النصر الذي تمّ للقوات المسلحة ما كان له أن يتحقق لولا إرادة الله، مؤكداً بالقول: نحن لم ننتصر بالعتاد، وما رمينا إذ رمينا ولكن الله رمى. عملية استعادة هجليج تمّت عنوة كما قال نافع، نافيا في الوقت ذاته حديث رئيس دولة الجنوب العميلة بحد وصفه عن انسحاب قواتهم، مؤكداً على أنهم سحقوا تماماً، وتساءل بالقول: لماذا يستنكر رئيس حكومة الجنوب طلب الأمين العام للأمم المتحدة بسحب قواته من هجليج؟ نافع أكد على أنّ حكومة الجنوب استنجدت وطلبت الانسحاب على أن لا تضرب، ولكن رجال السودان أبلغوهم أنه قد (سبق السيف العذل). الذي حدث في هجليج أتى بخير كثير لنا، بحد عبارات مساعد الرئيس، والنصر في هجليج سوف تتحدث عنه الأيام: (نصر كفلق الصبح ومعركة بدر)، ومضى بالقول: أكثر من 400 قتيل خلفهم العدو وراءه وغنائم عدة. نافع شنّ هجوماً على أجهزة الإعلام الدولية التي ظلت تردد الحديث عن انسحاب قوات جنوب السودان من هجليج واصفاً إياها بالموالية للغربيين، وهي التي دأبت على تحريض الأوباش والمرتزقة ضد السودان، مشيراً إلى أنّ الغربيين هؤلاء لم يرضوا باتفاقية السلام إلا عندما فشل الأمريكان في مخططاتهم. ودمغ مساعد الرئيس رافعي شعارات إيقاف الحرب من القوى السياسية بوصف المخذلين، وقال: لا نسمع لمثل هذه الأصوات المخذلة. ومضى بالقول إن مسيرة الجهاد ماضية حتى نحرر أرض السودان شبرا شبراً. من جهته أكد والي الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر أن ولايته فتحت 15 معسكراًَ جديداً للتدريب العسكري، وقال الخضر الذي خاطب نفرة الأمس: إننا على استعداد لفتح معسكرات في مواقع الطرق الصوفية. تأكيد فتح المعسكرات جاء استجابة لطلب ممثل الطرق الصوية الشيخ الطيب الجد العباس الذي أكد استعدادهم للجهاد ووجه شبابهم بالتوجه إلى المعسكرات دفاعاً عن الوطن. العباس أشار إلى أن القوات المسلحة ظلت تقاتل في حروب مفروضة على السودان ورغم ذلك لم تنكسر لأنها تستمد عقيدتها القتالية من إيمان عميق بالله، داعياً المسؤولين بالدولة إلى أن يغتنموا الفرصة لتوحيد الصف الوطني، مضيفاً: ندعو أبناء الوطن كافة لتجاوز الخلافات والعمل سوياً من أجل الوطن، معتبراً إياها فرصة تاريخيّة. الاحتفاليّة اتّسمت بروح الحماسة وحفتها ابتهالات التضرّع إلى الله في تأكيدا لدور الطرق الصوفية في مسيرة الجهاد في السودان، وهو ما ذهب إليه وزير الدولة بالإرشاد الشيخ محمد مصطفى الياقوتي، الذي أكّد أنّ رجالات الطرق الصوفية هم من قامت مسيرة الجهاد على أكتافهم، فسائر قادة الثورة المهدية كانوا من المتصوفة، مضيفاً: من هنا، من هذا المكان المقدّس خرجت جيوش المهدية - في إشارة إلى ميدان الخليفة الذي أقيمت فيه النفرة - وإن القوات المسلحة من تلك المدرسة الجهادية