* ربما هي سانحة مغايرة، أن يكون في أيامنا هذه أشخاص يتجاوزون كل خطوط الأحداث الجسيمة في عالمنا العربي، بالتفكير بعيداً عن حلبة «المصارعة السياسية» وألسنة النيران المتصاعدة هنا وهناك، وأخبار الجنرالات الذين ينجزون مع «عزرائيل» المهام..! * ربما شيء من الترف أو الغفلة، وضيق الأفق، يجعل بعضنا محدقاً في كون مختلف عن هذا الواقع المزري بكل «حمياته» وانكساراته الداوية وطغاته السمان..! فإذا كان لكل مقام مقال، تظل أولوية الكاتب الراهنة هي التحليق بأجنحة الحقيقة في مواجهة طيور الظلام وقص أرياشها.. لكن ما أغرب هذا الحاضر لطائر الهوى.. ذاك الذي عبّر عنه شاعرنا الحسين الحسن أبلغ تعبير: سرى مرفرفاً كما الغمام.. كالأحلام.. كالسكينة أنشودة من ثبج الخلود.. ذات رنّة حنونة حبورة.. كالجوذر الممراح في البيادر الأمينة نقية.. كقطرة الندى على خدود ياسمينة النص: * بكل قوة القلب أو «مواته» وقف الشاب السوداني أمام أحد الأبواب المصرية مخاطباً سيدة الدار: «يا طنط أنا بحب منّة وعاوز إتجوزها».. فبُهتت السيدة من هذا الطلب الذي أبداه الغريب، وسرعان ما أغلقت الباب في وجهه واستنجدت بمديرية أمن الجيزة.. ثم أُلقي القبض على الشاب الحالم الوديع، وأُودع القضبان..! * كانت الشاكية هي الفنانة «زيزي مصطفى» والدة الممثلة المعروفة ذات العيون الواسعة «منة شلبي». أما العاشق لابنتها فهو الشاب فارس محمد «24 عاماً» من أسرة سودانية ميسورة، ووالده «نظامي»..! * من قبل تكررت محاولة الشاب السوداني للظفر ب«العشيقة المستحيلة» وقد اعترف بجرأة قائلاً: إنه ارتبط بقصة حب من طرف واحد بالفنانة الشابة، وحصل على رقم هاتفها المحمول بعد شهور من البحث المضني... اتصل بها مراراً، لكنها لم ترد عليه، مما دفعه لمحاولة طلب يدها من والدتها، ثم فوجئ بالأخيرة تبلِّغ الشرطة رغم أنه لم يظهر أية عدوانية تثير عليه الغضب، فقد جاء بالباب..!! * أمس حملت مواقع الإسفير الخبر التالي: (أخلت نيابة العجوزة سبيل الشاب السوداني فارس محمد الشهير ب«مجنون منة شلبي» وأخذت عليه تعهداً بعدم محاولة الوصول إليها)..! * مؤكد أن الخبر يقدح في «السمعة السودانية» بإضافة «السمعة السياسية»، ويفتح المجال للتهكم علينا من قبل الأعراب «أصحاب الرأي السالب فينا أصلاً»، وبالفعل بدأ بعضهم يتجاذبوننا عبر فضاءات الإنترنت بالسخرية، وتارة بالمدح، وأحياناً بالشتائم المباشرة».. كل ذلك بسبب هفوة شاب تشده براثن العشق للأسفل.. و.. «ممكن يكون من بلد آخر».. فالواقعة ليست هي الأولى في مصر أو غيرها..!! * ذكرتني الحادثة بأفعال بعض «المسؤولين» السودانيين، وقد تغزلوا من قبل وهاموا بالوزيرة الموريتانية المعروفة، دون أن توبخهم جهة... كيف يُوبخ العاشق.. وقديماً باح المجنون: قالوا: جننت بليلى؟ قلت: ويحكم ما لذة العيش إلاّ للمجانين قالوا: تموت بها حباً، فقلت لهم: ألا اذكروها على قبري فتحييني قالوا: تخيّر سواها فهي قاسية فقلت لا غير ليلى ليس يرضيني قالوا تردد على الروض النضير ففي أزاهر الروض سلوى والرياحينِ فقلتُ: بعد شذاها لا أطيق شذًى وقلت لا خير في زهر البساتين قالوا: لعل أغاريد الطيور بها تخفيف ما فيك من آهات مفتونِ فقلت إن لم تكن ليلى مغردَةً فلتخرس الطير من فوق الأفانين قالوا انتحر، فلعل الموت يخمد ما يثور في النفس من نار البراكين فقلت في الموت فصل الروح عن جسد والروح ليلى وهذا الفصل يشقيني * ليت عشق ذلك الشاب يكون أصماً للنجمة المصرية، مهما كانت درجة الحمق والانسداد.. أما أن يكون لهواً وبحثاً عن شهرة، فهو شبيه بما يفعله ساستنا «المنجزون بألسنتهم»..!! أعوذ بالله