* كدت أضحك ملء شدقيّ -لولا حزني الكبير- على البيان الذي أطلقته ما تسمى ب(حركة العدل والمساواة) مؤخراً وهي تستنكر وتدين وتشجب الاعتداء الأخير على الكنيسة الإنجيلية بالجريف غرب وترى فيه ضرباً من ضروب البربرية والعنصرية!!!! ولا شك أننا قد استنكرنا ما حدث وأعربنا عن أسفنا الشديد على مثل هذا السلوك غير الحميد الذي لا يشبه ديننا ولا أخلاقنا ولا موروثنا الاجتماعي، ونعلم أن الفتنة والعصبية لا تؤدي بنا إلى غير المهالك.. ولكن الغريب في أمر ذلك البيان أنه يخرج من هذا الكيان المتناقض الذي لا يمت للعدل بصلة وليس فيه من ملامح المساواة سوى إمعانه في مساواتنا بالتراب، وحرصه على نسف أمتنا وكرامتنا وإنسانيتنا لحساب أجندة غير واضحة. * وقد جاء في بيانهم كونهم يحملون رئيس الجمهورية وحزبه الحاكم مسؤولية الاعتداء على دور العبادة والتخطيط لتطهير عرقي وإبادة جماعية واغتصاب وقتل لأهلنا في جبال النوبة ودارفور والأنقسنا!!!! وقد نصبوا أنفسهم مدافعين عنهم ومتحدثين باسمهم! فمن يصدر بياناً يدين فيه ما قامت به هذه (الحركة) من دعم لتلك (الحركة) للقيام بتلك (الحركة) التي (حركت) الشارع ووحدت الجهود والأرواح على قلب رجل واحد (يشجب) الهجوم الذي شنه أولئك العملاء بمعاونة المرتزقة على (هجليج) وإنسانها وترابها وبترولها؟... من يحمل (اللا عدل ولا مساواة) مسؤولية الأرواح التي أزهقت، والدماء التي بذلت، والمنشآت التي دمرت، والاقتصاد الذي تضرر، والأمن الذي زعزع، والمواطن الذي روّع؟؟؟ ومن أين واتتهم الجرأة لتبني المواقف النبيلة ولا تزال بصماتهم الواضحة مطبوعة على الأسلحة التي استخدمت في الهجوم.. دليلاً دامغاً على الخيانة العظمى كونهم ساعدوا بلداً أجنبياً على غزو (وطنهم) الذي ليس للانتماء إليه علاقة بحكومة أو كيان حزبي أو نعرة قبلية، فال(عملاء) وحدهم هم الذين يقومون بدور التخابر لصالح العدو ثم يعينونه بالقوة والرجال والمال أو يشاركون في فلوله الغازية ك(مرتزقة) يندى الجبين لما قاموا به. * إن الشعارات الكاذبة تفضحها الوقائع... وليس أبلغ من التعدي على المواطنين العزّل والمدنيين في شمال كردفان ودارفور المثبتة وقائعه في أضابير بلاغات الشرطة إبان المواجهات التي قتل بها زعيمهم. فما قولهم في ما قاموا به من نهب للممتلكات هناك؟ وما دخل المواطن البسيط الذي حرم من المياه من الآبار الإرتوازية لأنهم تعدوا على (الدونكي) للحصول على الوقود؟ أو دمروا أبراج الاتصالات لدواعي الحفاظ على سرية معلوماتهم وخططهم فقطعوا عليه سبل التواصل مع العالم؟ أو هاجموا الأسواق ونهبوا البضائع التي رؤوس أموالها من حر مال التجار ولا علاقة لها بالحكومة أو النظام الحاكم؟ وأين (العدل) المزعوم إذا كنتم تقومون بتعطيل حركة التنمية بتلك المناطق ولا تسمحون لأي مشروع بالنهوض والنجاح من باب مكايدة الحكومة رغم أن المتضرر الأول هو إنسان ذلك الإقليم الذي تدعون حرصكم على مصلحته ومطالبتكم بحياة أفضل له وتعلو أصواتكم منادية بحقه في حياة كريمة من فوق أبراجكم العاجية هناك في بلاد العالم الأول حيث الدعة والعيش الرغيد بعيداً عن معاناته اليومية عملياً!! * لقد تأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن أغراضكم الانتقامية قد بلغت حداً لا يغتفر. ولم يعد للمبادئ أو الأخلاق متسع في موقفكم (المعارض) لأنها (تتعارض) مع أهدافكم السوداء. وعلى الجبهة الداخلية الشعبية أن تدرك ذلك وتدينه وتتحد مثلما فعلت مؤخراً لتتصدى لدعواكم الكاذبة. فقد خنتم البلاد والعباد... هذا وحده يكفي لتسقط عنكم المواطنة وتعزلوا من المجتمع المحلي والدولي. فحينما تدافع كل الشعب ملتفاً حول (هجليج) كنتم تبيعونها في سوق التنازلات والتبعية لأجل (حشرة) بغيضة لا تعرف سوى الجحود. وأكثر ما يعيبكم أنها كانت يومها قد أصبحت فعلياً دولة أجنبية غازية ولكنكم –كنتم- لا تزالون أبناء هذا الوطن الطيب، غير أنه لم يعد للطيبة مجال، وما قمتم به يدرج ضمن لائحة تهديد الأمن القومي الذي تدينه القوانين الجنائية والدولية ويستدعي الملاحقة داخل السودان وخارجه. فأي بيان ستصدرون تبريراً لتلك العمالة؟ وما لكم كيف تعدلون وأنتم لا تمتون للعدل رديف النصرة والتكاتف والأمانة والصدق بصلة؟! إنه حقاً زمن المهازل والتناقضات. * تلويح: هذا النوع من (العدل) لا يستحق منا سوى (العزل).... وعجبي!!!!