انعقدت بمحكمة جنايات دار السلام برئاسة مولانا سليمان خالد موسى أمس الأول الثلاثاء، الجلسة الإجرائية الأولى في إعادة محاكمة خالة الطفلة المغتصبة القتيلة (رماح محمد عبد الواحد)، المتهمة بقتلها تعذيباً وكياً بالنار بقرية نيفاشا غربي أم درمان. وعقدت المحكمة جلستها بغياب المتهم الثاني لعدم القبض عليه، وحضور ممثل الاتهام الأستاذ متوكل خالد ووالد الطفلة القتيلة وممثل الدفاع عن المتهمة، التي أحضرت مخفورة وأمرت بالقبض على المتهم الثاني الذي تمت تبرئته من التهمة المنسوبة إليه، وأطلق سراحه بعد أدائه اليمين المتممة أمام المحكمة التي أمرت بإعلان مدير مشرحة أم درمان دكتور جمال يوسف الذي شرح جثة الطفلة، وأكد أن سبب وفاتها الهبوط الحاد بالدورة الدموية بسبب الحروق والاغتصاب، وفقاً لما جاء من موجهات بمذكرة المحكمة القومية العليا، والتي ألغت الإدانة والعقوبة الموقعة على المتهمة الإولى بالإعدام شنقاً حتى الموت قصاصاًَ، عند وضع الأوراق أمام قضاة الدائرة الجنائية للنظر في تأييد الحكم عملاً بنص المادة 181 من قانون الإجراءات الجنائية، ورأوا عند نظرهم في محضر المحاكمة أن الركن المادي ثبت شقه الأول بفعلها الجنائي المتمثل في قيامها بحرق أعضاء ومواضع من جسم المجني عليها، وقرروا لإثبات وتحديد علاقة السببية بين فعل المدانة وموت المجني عليها إعادة استجواب مدير مشرحة أم درمان، واستفساره عما إذا كانت الحرائق وحدها كافية لتسبيب موت المجني عليها دون أن يقرن بالاغتصاب المدعى به، وما تمخض عنه من آثار، ورأت أن محكمة الجنائية في سبيل التحقق من ذلك انتدبت خبيراً آخر من الطب الشرعي للاطلاع على نتيجة التشريح إذا تعذر التحقق من ذلك من مدير المشرحة، وندبه لهذه المهمة وفقا ً للسلطة المخولة للمحكمة. وتعود وقائع القضية إلى أن المدانة خالة المجني عليها البالغة من العمر 6 سنوات زارت وزوجها أسرة الطفلة بقرية (أم كريدم) بولاية شمال كردفان، وطلبا من والديها السماح لابنتهما بالإقامة مع خالتها، وبعد حوالي سبعة أشهر توفيت في ظروف غامضة، وأقرت المتهمة بأنها حرقت الطفلة بالنار وضربتها بالخرطوش وصفعتها لأنها تتبول لا إرادياً في الفراش، وادعت أن المجني عليها سقطت من كرسي واصطدم رأسها بالحائط.. بيد أنها تراجعت عن اعترافاتها عند المحاكمة وعند إبلاغها للشاكي بوفاة الطفلة شك في وفاتها، وعندما شاهد جثتها وعليها آثار ضرب وحروق أخبر والدها فكانت إجراءات البلاغ الذي حققت فيه شرطة السلام.
