نجح فريق المباحث الجنائية بولاية الخرطوم في تنفيذ عملية أمنية معقدة أطلق عليها اسم (ساري الليل) استرد على خلفيتها الطفلة (رنين) المختطفة من ذويها منذ 25 يوماً، وكذا أوقفت (اللص) الذي هاجم منطقة الدروشاب واطلق الرصاص على شرطي وتسبب في وفاته وأصاب مواطنا آخر بعيار ناري على ساقه. وكشف مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء محمد أحمد علي بأن البلاغين أثارا (الرأي العام) منذ وقوعهما وأن ادارته تعاملت مع التحريات باحترافية عالية ونفذت العمليتين في توقيت واحد. وروى (علي) قصة اختطاف الطفلة (رنين) التي وقعت بأمبدة عندما كان والداها يشاركان في مناسبة زفاف ونامت الطفلة البالغة من العمر عاماً ونصف العام على حجر أمها التي حملتها ودخلت بها منزل المناسبة وأرقدتها مع (3) أطفال آخرين، وعند عودتها وجدتها قد اختفت وقد ابلغ والدها (أمير عبد الله توتو) شرطة حماية الاسرة والطفل التي عممت نشرة عنها، موضحا بأن مثل تلك الحوادث مزعجة لادارته لذا اسندت المهمة لرجال المباحث الذين ظلوا يتابعون المعلومات عن الطفلة المختطفة، ونجحت فرعية المباحث بمنطقة الحاج يوسف - وصفها بأنها من فرعيات المباحث النشطة - في الحصول على معلومات بأن الطفلة مع سيدة بمنطقتهم وتعاملوا مع تلك المعلومات بدقة عالية ونفذوا عملية دهم على منزل السيدة التي أوقفوها ولكن لم يجدوا الطفلة وخلال التحري مع المتهمة البالغة من العمر 58 عاماً اعترفت بأنها قامت بخطف الطفلة (رنين)، وعزت دوافعها بأنها تزوجت منذ (3) سنوات واكتشفت بأنها (عاقر) وقد أعجبتها الطفلة ببراءتها فحملتها وهربت من المنزل وارشدت المباحث إلى مكان اخفائها باحدى القرى بولاية الجزيرة، وأضاف (علي) بأن فريق المباحث الذي كان يعمل تحت اشراف مباشر من مديره اللواء عبد العزيز حسين عوض، قد تحرك في مأمورية إلى المنطقة وعثر على الطفلة هناك ليتم إعادتها إلى ذويها. وشهدت (الأهرام اليوم) لحظة اللقاء بين الطفلة ووالديها اللذين أقعدتهما المفاجأة ولم يصدقا عندما أجلسوهما ثم حملوا إليهما طفلتهما. وقال والد الطفلة (أمير) بأنه لم يذق طعم النوم خلال ال (25) يوماً الماضية فقد كان يؤرقه اختفاء طفلته ولا يدري ما مصيرها، موضحاً بأن المتهمة التي شاهدها وأوقفها رجال المباحث تقيم بالحي وأنهم لا يعرفونها على الاطلاق، وأشاد بالدور الكبير الذي قامت به الشرطة، وقد تبرعت شرطة ولاية الخرطوم بكل تكاليف الاحتفال بعودتها بدءاً من الصيوان والذبائح وتم مشاركة الأسرة في فرحتها التي تقاطر لها أهالي الحي بمنطقة أمبدة الحارة (28)، وشهد الاحتفال معتمد محلية كرري ومدير الشرطة هناك بجانب اللواء محمد أحمد علي واللواء عبد العزيز حسين وقادة من شرطة الولاية ورجال المباحث الذين وقفوا بعيداً وهم ينظرون لتلك الفرحة التي عمت المنطقة، ولم تكن هي الفرحة الوحيدة التي قدمتها المباحث فكانت في الوقت الذي تتابع فيه جريمة خطف (رنين) ودفعت المأمورية لاستعادتها كان هناك فريق آخر يعمل للقبض على المتهم في جريمة قتل الشرطي (وجدي) التي وقعت أحداثها بمنطقة الدروشاب الأسبوع قبل الماضي عندما زار المنطقة (لص) تسلل أولاً إلى منزل العم (عبد الكريم) الذي كان ينام في فناء منزله فشاهد شبحاً يتحرك نحو غرفة بها ابنته التي وضعت حديثاً فأخذ يتحسس عصاه التي سقطت في تلك اللحظة مما لفت انتباه اللص الذي أطلق عيارا ناريا إلى ساق الرجل وتسور المنزل هارباً ليقفز مرة أخرى في منزل الشرطي (وجدي) الذي كان ينام مع أشقائه فشعروا بحركة داخل المنزل فاتخذوا مسارات مختلفة للقبض عليه فكان نصيب القتيل أنه التقى باللص في أحد الأزقة فبادره بإطلاق رصاصة إلى صدره سقط بعدها الشاب البالغ من العمر 28 عاماً قتيلا وهرب اللص. وقال اللواء محمد أحمد علي إنه ومنذ الحادث استنفرت الولاية قواتها ووضعت مهمة القبض على اللص (تحدياً) لها وكونت عدة فرق من المباحث أخذت تجمع المعلومات حول معتادي جرائم السطو الليلي، وبحسب مصادر خاصة فإنه تم تكوين فريق متخصص في سرقات الليل التي ينفذها أفراد من قبيلة معينة بجنوب كردفان؛ ونجح الفريق في تحديد (3) متهمين نفذت فيهم عملية مداهمة في الساعات الأولى من الصباح داخل أحد الأوكار بمنطقة أمبدة وكان من بينهم المتهم الاساسي الذي أطلق الرصاص، وعثر معه على المسدس الذي استخدمه في الحادث وكان جاهزاً لإطلاق النار وتشتبه التحريات في أن المسدس مسروق بجانب العثور على الهاتف الجوال الخاص بالقتيل، وكشفت التحريات بأن منفذ الجريمة من معتادي الإجرام المعروفين وقد أطلق سراحه في نوفمبر الماضي بعد قضاء عام ونصف بالسجن بعد إدانته في جريمة سطو. من جانبه أكد اللواء السر أحمد عمر مدير الإدارة للإعلام بوزارة الداخلية أن الإنجازات التي قدمتها المباحث الجنائية هي إنجاز للشرطة، موضحاً أن انتصارات الشرطة المتوالية تأتي من خلال دورها في حفظ الأمن والاستقرار وواجبها بمنع الجريمة واكتشاف وقوعها، وأعرب عن حاجتهم للمزيد من الثقة مع المواطنين لتحقيق ذلك ونبه لضرورة إرسال رسالة بأن المواطنين (وديعة) يجب الحفاظ عليها فالسهو عنهم لدقائق قد يتسبب في فقدهم