والعنزان تنتطحان في أنيّ.. سراب أم حجر عشب طري أم شرر هذا الخريف تغيّر الديكور خلف عباءتين فصفق الديكور للجمهور.. واشتعل المطر وحدي صرخت فكان هزواً أو عناداً قلت يا ريح أطفئينا.. نارنا ولدت رماداً فليس هذا المنتظر ٭٭ الشاعر عبد القادر الكتيابي *وزير ماليتنا الأستاذ علي محمود، بعد خسارة ميزانية نفط الجنوب، ظل يدور في دائرة مفرغة، ليكشف في كل مرة أن المخرج الأوحد يكمن في «رفع الدعم عن المحروقات» المعادلة التي يرفضها السياسيون بشدة، والسيد علي محمود يقطع هذه المرة بأن الميزانية المرتقبة للعام 2013، التي تبقى من الإعداد لها أشهر معدودات، لا يمكن أن تمر هذه الميزانية إلا وهي محروقة ومرفوعة الدعم عن المحروقات. وحتى لا نظلم السيد وزير المالية، فلو أتيتم بأي عبقري محاسبة سيقول القول ذاته، رفع الدعم عن المحروقات، ولا شيء غير رفع الدعم عن المحروقات، لأنه ببساطة شديدة أن الميزانية المنهكة أصلاً تظل «تدعم الشرائح المقتدرة» فهذا حديث الأرقام والاقتصاد، غير أن للسياسة قولاً آخر، فإذا ما رفعت الدعم عن المحروقات فإن معظم الأسعار السلعية في المقابل ستزداد اشتعالاً، لأنه وببساطة ساذجة إن وسائل النقل في السودان لا تتحرك بطاقة الكهرباء ولا بالطاقة الشمسية ولكنها تتحرك بهذه المحروقات، فارتفاع الدولار زائداً ارتفاع أسعار المحروقات سيجعل أسواقنا تحترق، وباحتراق هذه المحروقات سيصنع «الربيع السوداني» على أن ربيعنا أصلاً يراهن على مسوغ الأسعار، فكل البضاعة التي عرضتها أحزاب المعارضة لم تجد مشترياًٍ وأصيبت بالكساد، إلا بضاعة «اشتعال الأسواق» قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، فساعتئذ لا ذنب للمواطن إذا ما خرج للشارع استجابة لنداء بطنه إذا كان هذا الخروج سيخدم أجندة المعارضة، فالجوع كافر ولا يعترف بأي فواصل فكرية أو سياسة، وقبائل اليسار تمتلك من الحيل والعبقريات ما يجعلها تخرج بالجماهير إلى طرقات الثورة تحت لافتات «الجوع كافر والجماهير مؤمنة»، وتكمن هذه المعضلة في أن العالم كله يعمل لأجل هذه الغاية، غاية انهيار الاقتصاد، وهو الوسيلة التي تبقت أمام «المجتمع الدولي» للتخلص من حكومة الخرطوم، فهجليج لن تكون «المحطة النفطية» الأخيرة ولن تترك الخرطوم لتلتقط أنفاسها، فإن شياطين الإنس والجن ستأتيها من النيل الأزرق والأبيض وكادقلي، .. و.. والمقصد إرهاق الحكومة وتبديد ثرواتها وأوقاتها. *وأزمتنا الآن ليست «أزمة محاسبية» أو سوء إدارة مصرفية لما بأيدينا من عملات أجنبية، فأزمتنا هي أزمة إنتاج وموارد، فكنا ننام على «حقل نفط» وأوهام بأن هذا النفط لن ينفصل يوماً، فلم نكلف أنفسنا في استخدام النفط كطاقة تحرك قطاعاتنا الزراعية والصناعية، ولما استيقظنا على «انفصال الجنوب والنفط» أصبحت موازنتنا مختلة، إن سترنا بها رأس هذا البلد المديد العليل انكشفت الأرجل، وأن غطينا الأرجل انكشف الرأس، هذه هي باختصار أزمتنا الحقيقية. صحيح أن عبقرية تشخيص العلة وحدها لا تكفي، فمطلوب من منابر الصحافة وصالونات النخب أن تنتج بعض الحلول والمخارج. *مؤسسة الملاذات، الجناح الفكري، ترى أن تجدد الحكومة إرادتها و«تشيل حيلها» وتسوق الجماهير ورجال المال والمستثمرين إلى الحقول الزراعية، بوعي وخطط علمية، فنجاح خريف واحد واستغلاله استغلالاً جيداً، يمكن أن يعيد كل الحسابات. أيضاً نحتاج أن نذهب بقوة ومعرفة في استغلال كنوز ومعادن الأرض السودانية التي تفجرت في الفترة الأخيرة. *مخرج.. نحتاج لقوة دفع موازية لمجهودنا الحربي، تحرث الأرض وتزرع وتنتج، فالأعداء يسعون إلى أن نتحول بكلياتنا إلى ميادين القتال، فلولا نفر من كل فرقة طائفة.. لتبقى طائفة في الحقول والمزارع وثغور الإنتاج.. *سيدي وزير المالية.. اذهب في شراء الوقت، فحسب رؤية الشيخ فرح ود تكتوك: «بعد عام ربما تتغير أحوال.. الفقير أو الأمير أو البعير».. وقد لا تحتاج وقتها لإحراق البلد برفع دعم المحروقات.. والله ولي التوفيق