مقولة شهيرة لدكتور عوض الجاز ظلّ يكرّرها على الدوام في المؤتمرات الصحفية، ويطلب من الصحفيين دوماً أن لا يهتمّوا كثيراً بالأخبار الرّسمية، بل عليهم أن يكونوا في موقع الحدث متابعين ومراقبين لكل ما يجري، وأن يتناولوا ذلك بالنقد البناء أو الإشادة الصريحة بما تحقّق من إنجاز، ولكن هذه المرة فعلها د.الجاز في هجليج. اختفى عن مكتبه وذهب متابعاً ومراقباً للعمل بنفسه. والله أشفقنا عليه حينما رأينا منظره ووجهه المرهق، وتمنينا أن نكون معه لنكتب ونتابع معه خطوة بخطوة، ولكن تركنا بعيدين عن موقع الحدث والإنجاز الكبير، إما لقناعته أن الصحفيين مازالوا أفندية مكاتب أو لاعتقاده أن العمل مرهق بالنسبة لهم، مهما يكن فالإنجاز تحقق بأيد سودانية، ورجل المهام الصعبة ترك مكتبه وشارك العمال والمهندسين حتى تحقق له ما أراد في فترة وجيزة. نقولها بكل صراحة إن استئناف ضخّ النفط أعاد البسمة لكل سوداني، ومثلما فرح الجميع بنبأ عودة هجليج كان الجميع سعيدين بضخ النفط من جديد في فترة وجيزة بأيد سودانية، يساندهم رجل المهام الصعبة الذي رفض العودة للخرطوم إذا لم يعاود النفط ضخه مرة أخرى، والحمد لله تحقق له ما أراد، وكان البيان بالعمل الذي ظل دوماً د. الجاز ينادي به ولا نملك إلا أن نقول: مبروك وألف مبروك سعادة الوزير، فالتحدي كان كبيراً ولكن ما تحقق كان أكبر، ولا يفوت عليك أن تبذل قصارى جهدك لتأمين وحماية هذه المنشآت الاقتصادية المهمة التي توفر جزءاً مهماً من موارد النقد الأجنبي الذي تحتاجه الدولة في هذه الأوقات الحرجة. ندرك تماماً حجم الخسائر التي أرهقت موارد الدولة لإعادة نفط هجليج في أسرع فرصة، خاصة وأن الآثار السلبية التي حدثت في الفترة الماضية وأشعلت نيران الأسواق أطفأتها حلاوة عودة نفط هجليج، وبالفعل بدأت تظهر آثاره وتدريجياً بدأت الأسواق تستعيد عافيتها من جراح الأسعار، ويستحق المواطن الذي خرج للشارع سعيداً بعودة هجليج أن يتناول سلعاً بأسعار مناسبة لأن الأحوال المعيشية أرهقت موارده المحدودة. فالمرحلة القادمة تتطلب من الدولة النظر بعين الاعتبار لما يحدث بالأسواق من غلاء فاحش بسبب لعنة الدولار المشؤوم، فالجميع على قناعة بأنّ الغلاء الطاحن معلّقة أسبابه على مشجب الدولار