كشف تقرير سري للبنك الدولي عن سير اقتصاد «جنوب السودان» بسرعة نحو الهاوية؛ على ضوء قراره إغلاق إنتاج النفط المصدّر عبر السودان. وبحسب ما نشرته «سودان تريبيون» أمس فقد استنفد جنوب السودان 75 ٪ من احتياطيات النفط التي كانت موجودة قبل الانفصال. وذكر التقرير أنه ليس بإمكان الدولة الوليدة تصدير نفطها إلا عبر خط الأنابيب الذي يمر بالأراضي السودانية إلى ميناء بورتسودان بالبحر الأحمر. ونقلت تريبيون تنويراً لمسؤول كبير في البنك الدولي، في الأول من مارس يرسم صورة قاتمة لما ينتظر الاقتصاد في جنوب السودان في الأشهر المقبلة. ونقلت عن مدير البنك الدولي للسياسة الاقتصادية وبرامج الحد من الفقر في أفريقيا مارسيلو جيوقلي قوله لممثلي المجموعات المانحة الرئيسية بما في ذلك الولاياتالمتحدة، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي والنرويج وصندوق النقد الدولي وغيرها، إن البنك الدولي لم يشاهد أبداً أزمة مثيرة كالتي يواجهها جنوب السودان. وقدم العرض ذاته لكبار المسؤولين في جنوب السودان في 29 فبراير الماضي. وقال جيوقلي إنه لا الجهات المانحة ولا الرئيس سلفا كير ولا أعضاء بارزين في مجلس وزرائه «كانوا على علم بالآثار الاقتصادية لإغلاق النفط». وأضاف «بصراحة إن القرار كان صادماً، وإنه يتوجب على المسؤولين أن يدركوا العواقب المترتبة عليه». وقال جيوقلي إن حالة جنوب السودان فريدة من نوعها وغير مسبوقة على الصعيد العالمي، وذلك لأن «الدولة في أزمة تواجه عادة حدوث انهيار في النمو وليس من الناتج المحلي الإجمالي». ونتيجة للانخفاض الحاد لتدفق العملة الصعبة وتراجع العملة المحلية؛ فإن المواطنين سيعملون على إيداع مدخراتهم بالعملة الصعبة خارج جنوب السودان. وأشار جيوقلي إلى أن معظم مواطني الجنوب لا يعرفون القراءة والكتابة المالية بشكل كامل، وأنهم حتى يتعلموا هذه الأصول تكون العملة قد انهارت انهياراً كاملاً. وتابع مسؤول البنك الدولي بشأن تحليل الوضع من احتياطيات جنوب السودان الخارجية؛ أنه حتى مع تدابير التقشف التي اعتمدتها الحكومة في جوبا، ونضوب الاحتياطي «وعند هذه النقطة فإن انهيار الدولة سيتحول من احتمال إلى حقيقي» ويمكن أن يحدث هذا الانهيار بحلول شهر يوليو المقبل. وذكر مسؤول البنك الدولي أن الآثار الاجتماعية المترتبة على إغلاق النفط لا تقل صعوبة عن الآثار الاقتصادية، فقد قفزت أرقام الذين يعيشون تحت خط الفقر عام 2012 إلى 51 % وسترتفع إلى 83 % في عام 2013م، أي بإجمالي أرقام 3.6 مليون مواطن سيقعون تحت خط الفقر. وذكر أن نسبة وفيات الأطفال دون الخامسة سترتفع من عام 2012 بنسبة 10 ٪ إلى 20 ٪ في عام 2013 ونسبة الالتحاق بالمدارس ستنخفض من 50 ٪ إلى 20 ٪ خلال نفس الفترة الزمني