تنطلق اليوم (الاثنين) رحلات تفويج الجنوبيين العائدين إلى وطنهم من مطار الخرطوم عبر ست رحلات على مدار اليوم، بعد أن تأجّلت هذه الرحلات من يوم أمس (الأحد) نسبة لعدم توفر الطائرات من قبل منظمة الهجرة الطوعية الدولية للترحيل. حدث هذا التأجيل رغم الترتيبات الجيدة التي قامت بها هيئة الطيران المدني وإدارة النقل الجوي لجهة تسهيل أمر عودة الجنوبيين. وقد تمّ تخصيص صالة الحج والعمرة للتفويج كما اكتمل التنسيق بين كل الوحدات العاملة في المطار بما في ذلك الوحدات الشرطية بغية تسهيل إجراءات التفويج وفقاً للمعمول به في كل المطارات العالمية. وتشير (الأهرام اليوم) إلى وجود (379) جنوبيا تم إيواؤهم في أرض المعسكرات بسوبا عقب تفويجهم من ميناء كوستي أمس الأول. وسيتواصل التفويج يومياً من كوستي لمطار الخرطوم عبر البصات بواقع عشر رحلات يومياً، وتشرف على معسكرات الجنوبيين بأرض المعسكرات بسوبا المنظمة الطوعية للنزوح التي تتولى رعايتهم وتوفير احتياجاتهم عبر تنسيق تام مع قوات الشرطة. وتقوم المنظمة بإعداد كشوفات حصر يومية للجنوبيين وتدفع بها إلى هيئة الطيران لتسهيل عملية انسياب الرحلات دون تعقيدات. وكان والي ولاية النيل الأبيض يوسف الشنبلي قال في أعقاب اجتماع لجنة أمن الولاية الأسبوع الماضي إن عملية التفويج للمواطنين العالقين ستتم حسب الاتفاق الموقع بين وزارة الرعاية الاجتماعية، ومنظمة الهجرة الدولية، ومفوضية دولة الجنوب، والمركز القومي للنزوح والعودة الطوعية لترحيل العائدين من الولاية إلى العاصمة الخرطوم، ومنها جواً إلى جوبا أو إلى عواصم بحر الغزال صبيحة (الأحد) الموافق الثالث عشر من مايو (أمس). ونوّه الشنبلي إلى أنّ عملية الترحيل ستتوالى يومياً إلى حين ترحيل جميع العالقين في ميناء كوستي النهري، مبيناً أن الأمتعة ستنقل عبر البرّ إلى داخل حدود دولة الجنوب، وأكّد أنّ حكومته ظلّت تقدّم الحماية الأمنيّة والدّعم الإنساني والرعاية الصحيّة للعالقين، بجانب تقديم التسهيلات اللازمة للمنظّمات الدولية والوطنية التي تعمل في المجال الإنساني والطوعي، لافتاً إلى احتجاز دولة جنوب السودان ل(34) صندلاً نهرياً و(5) جرّارات اُستخدمت في ترحيل الجنوبيين العائدين إلى دولتهم، ممّا أدَّى إلى عرقلة عملية ترحيل العائدين عبر النقل النهري. من جهته قال معتمد محلية كوستي العقيد عبد المولى موسى محمد ل(الأهرام اليوم) التي استنطقته نهار (الجُمعة) الماضي إنّ الجنوبيين العالقين بميناء كوستي استمرّ وجودهم لأكثر من عام ونصف، كان من المفترض أن يتمّ ترحيلهم في ظرف شهر واحد إلى دولة الجنوب. مبيّناً أنّ حكومة الجنوب أخفقت في الاستفادة من ترحيل المجموعة الأولى لعدد (3000) مواطن على ظهر (14) جرّارا نهريا في أعقاب استغلالها للجرّارات في نقل العتاد الحربي لشنّ الهجمات على شمال السودان، رغم علمها بأنّ الجرّارات ملك لأفراد لا للحكومة السودانية. وقال عبد المولى إن الميناء الجاف أُعدّ لاستقبال (3000) جنوبي، إلا أنّ العدد الموجود الآن لا يقلّ عن (15) ألفا، دون وجود للمرافق الصحية الكافية، مما يُسبب تهديداً بيئيّاً وتلوثا لمياه النيل، مما يشكّل خطورة كبيرة للمواطنين في مدينتي كوستي وربك. وأكّد المعتمد أنّ الأرض التي أُقيم عليها المعسكر تعدّ ملكاً للمزارعين دون زراعتها والاستفادة منها طيلة الفترة الماضية، مشيراً إلى أنّ حكومة الولاية رغم بسطها للأمن، لكن الإجراءات الأمنيّة لم تحل دون وقوع الجريمة ليلاً من بعض المتفلّتين، موضحاً أنّ كل هذه التداعيات دفعت حكومة الولاية إلى اتخاذ الإجراءات بسرعة لنقل المواطنين الجنوبيين إلى دولتهم بتفويج (13) حافلة إلى مطار الخرطوم، على أن يستمر الترحيل يومياً إلى أن ينتهي في السابع والعشرين من مايو الجاري. يذكر أنّ مراكز العودة الطوعية التي أنشأتها حكومة الوحدة الوطنية تحتوي على (10) جملونات بمساحة (160) متراً للواحد، ويسع المركز (900) أسرة، وتمت تهيئة هذه المراكز لتكون محل انتظار لمدة يوم أو يومين وليس لأسبوعين أو ثلاثة كما هو حادث الآن. ويقول مفوّض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض فكري عرديب طبقاً لما أورد المركز السوداني للخدمات الصحفية إنّ العودة في الفترة السابقة كانت طبيعيّة وبمعدّلات عاديّة، لكن قبل أسبوعين بدأت أعداد كبيرة من المواطنين الجنوبيين بالتوافد إلى الميناء للسفر إلى مناطقهم بالجنوب دون أن يأتي إخطار للمفوضيّة كما في السابق، وهو ما تطلّب توسيع العمل لتقديم الاحتياجات الضروريّة لهؤلاء المواطنين حتى لا تحدث مشكلات خاصّة في الجانب الصحّي. وزارة الصحة بدورها أنشأت أيضاً غرفة طوارئ وهي تتابع أحوال المنتظرين يومياً وقاموا بدعمهم بعيادة متحركة، علماً بأنّه يوجد (36) حمّاما فقط لكل الموجودين وهو ما يهدّد بانفجار صحّي وإن كانت الجهات المسؤولة تقوم بدورها في إصحاح البيئة. المفوّض كشف عن مشكلة وسط الراغبين في العودة في الحصول على المياه التي هي مسؤولية الشركات حيث يتم نقل الماء ب(التناكر) للمراكز لكنها لا تكفي، ما يستدعي تحرّك المنظّمات، ويؤكّد المفوّض بأنّ الموقف تحت السيطرة، رغم العدد الكبير الذي يصل إلى حوالي (500) أسرة، بواقع (2.755) فردا، لكنّها أرقام غير نهائية، تتغيّر من الصباح للمساء ومن يوم إلى آخر. "في السابق كان معدل الرجوع (700-900) أسرة في الشهر لكن الواقع تغير الآن" كما يقول عرديب