الفنان المصري كمال أبو ريا من الوجوه المألوفة لدى المشاهد السوداني عبر العديد من المسلسلات (سوق العصر، حارة العوانس، امرأة في شق الثعبان، الحلوة والبهلوان، على وتر مشدود، أوراق مصرية)، ومن الأعمال التاريخية (قاسم أمين) وأحمد رامي في مسلسل (أم كلثوم). لمع نجمه في التلفزيون عبر مسلسل (الهروب إلى السجن) و(جمهورية زفتي) و(الحاكم بأمر الله). متزوج من الفنانة ماجدة زكي في رحلة زواج امتدت لأكثر من عشرين عاماً. بسيط غير متكلف في أدائه ومظهره تلقائي يعيش تفاصيل حياته بصورة طبيعية جداً ولا يحب الأضواء رغم أنها لا تبتعد عنه. استطاع أن يثري فن التمثيل بأدواره التي أجاد فيها التعبير عن الشخصيات التي أداها بصدق إذ حباه الله بقبول وإطلالة محببة وقد عرف بتجسيده للأدوار الصعبة. التقيته بقاهرة المعز وتحدث لنا عن بداياته ومساره الفني؛ وعن رأيه بوضوح في الدراما المصرية وبعض القضايا المهمة... فإلي مضابط الحوار. (سوق العصر) و(أم كلثوم) أهم أعمالي وأعترف بأنني كسول!! متى بدأ ارتباطك بالفن؟ - بدايتي مع الفن منذ تخرجت في المعهد عام 1983-1984، ولكن بدايتي الحقيقية عندما عملت مسلسل الثلاثية لنجيب محفوظ واشتركت في الجزء الأول منه وقمت بأداء شخصية سامي عبد الجواد الشاب الثوري الذي يشارك في مظاهرات الثورة واستشهد فيها عام 1909م. من هم أبناء دفعتك في المعهد؟ - الأستاذ محمد الشرقاوي، وفادية عبد الغني، وإلهام شاهين، وغيرهم من النجوم. ولوجك لمجال الفن هل كان عن رغبة أكيدة.. أم هناك ظروف ساعدت في ذلك؟ - رغبتي الأكيدة عبرت عن نفسها في مراحل التعليم الأولى (الابتدائي) وكنت أعشق الرسم والتمثيل، وشاركت في عروض مسرحية في المسرح المدرسي وأيضاً مسرح قصر الثقافة الذي كان له نشاطات تتبع لوزارة الثقافة التي كانت تقوم بعروض سنوية وكان ذلك في عام 1973م بعد حرب أكتوبر وعملنا وقتها مسرحية بعنوان (يا حبيبتي يا مصر) من إخراج الأستاذ عبد المنعم عبد الحليم. أما عن احترافي للتمثيل فكان عام 1988. ما أهم الأعمال التي عرفتك بالناس وقادتك لعالم الشهرة؟ - عرفني المشاهد من خلال ثلاثية نجيب محفوظ التي قدمت بالخليج من إنتاج دبي من تأليف منى فؤاد، وسيناريو محسن زايد، ومن إخراج يوسف مرزوق، وبطولة محمود مرسي ومدام هدى سلطان ومعالي زايد وصلاح السعدني. أين يجد أبو ريا نفسه؛ في المسرح أم السينما.. أم دراما المسلسلات؟ - الفيصل في الأمر درجة تميز العمل أن يكون عملاً مميزاً وهذا ما أجد نفسي فيه وأتعامل معه سواء أكان على المسرح أو أمام كاميرات التلفزيون. لماذا لا نرى لك أعمالاً سينمائية؟ - في بداية الثمانينيات وفي الوقت الذي كان يمكن أن تكون لنا فيه أعمال سينمائية ونحن شباب كانت السينما المصرية تمر بأزمة والمطروح في السوق وقتها يسمى (أفلام مقاولات) موضوعاتها لا ترقى للمستوى. على الرغم من مشاركتك الضعيفة في السينما؛ ما عدد الأفلام التي قمت بتمثيلها؟ - عملت ثلاثة أفلام؛ الأول بعنوان (الطوفان) بطولة مجموعة كبيرة من النجوم على رأسهم محمود عبد العزيز، ومحمود الجندي، وفاروق الفيشاوي، ومدام أمينة رزق. والثاني (وداعاً يا ولدي)، بطولة ممدوح عبد العليم، ومدام سميرة أحمد.. والأخير (تل العقارب) مع الأستاذ المخرج نيازي مصطفى. ما أشهر أعمالك التلفزيونية والمسرحية؟ - (سوق القصر) (والنوة) مع الأستاذ المخرج الكبير محمد فاضل ومسلسل (الست أم كلثوم) في دور الشاعر أحمد رامي، ومن الأعمال الدينية مسلسل الليث بن سعد، ومثلت شخصية قاسم أمين وهو من أوائل الذين دعوا لتحرير المرأة في بدايات القرن ال (19). وهناك شخصية علي مبارك وهو قائد النهضة الحديثة في مصر، وسيف اليقين، والحلاج، وغيرها من الشخصيات التاريخية. أما بالنسبة للمسرح فقدمت مسرحية (زوجات مرحات) من تأليف الكاتب المعروف محمد سلماوي، ومسرحة (القاتل خارج السرب)، ومسرحية (الشبكة) وغيرها. يلاحظ أن هناك تراجعا في الدراما المصرية بشكل عام مقارنة بالفترة الماضية؟ - التراجع لم يكن في الدراما فقط بل في كل جوانب الحياة اقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً، وبالتالي انعكس ذلك على الفن لأن الفن في حد ذاته يعكس واقعا معاشا ونتاجا لذلك تأتي أعمال دون المستوى فارغة من أي قيمة وأصبح الأداء تجارياً. هل أثرت ثورة 25 يناير على حركة الفنون في مصر؟ - ما حدث في مصر هو حراك شعبي واجتماعي عنيف نظراً لفترة طويلة من قمع الحريات وحكم استبدادي يهمه مصلحة قلة من الناس وأدى ذلك لحالات الانفجار بعد صبر طويل والرؤية غير واضحة حتى الآن ولا نستطيع أن نتحدث عن حركة الفنون في الفترة المقبلة ولكن المؤشرات تقول إن الفن سيعود إلى حاله السابق، إذا قدّم ما يرسخ للقيم القديمة التي افتقدناها. ماذا عن الفن السوداني؟ - لا أعرف الكثير عن الفن السوداني ولكنني أذكر من دفعتي بالمعهد الفنانة السودانية نادية أحمد بابكر، التي كانت علاقتها بالأسرة قوية وصلت إلى مرحلة الزيارات حيث زارت بيت العائلة في طنطا وقابلت جدتي. وأعلم أن هناك حركة مسرحية جيدة بالسودان وعلى مستوى التلفزيون والسينما غير موجودة ولم يصلنا شيء منكم وهذه مهمة النقابات الفنية ووزارة الثقافة في التواصل بين مصر والسودان. أستاذ كمال أبو ريا، ما رأيك في الجيل الحالي مقارنة بجيلكم؟ - نحن جيل أكثر موهبة وعمقاً في التناول، وأكثر إحساساً بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا. أي الأدوار تحبها.. الكوميديا أم التراجيديا؟ - الكوميديا والتراجيديا هما شقان لا ينفصلان فالأولى ينتج عنها الضحك والأخرى تنتج عنها حالة من حالات التعايش والتأثر بالحدث والتعاطف معه وأنا أرى نفسي في الشخصيات التي تحتاج لبحث ودراسة واستيعاب. مخرجون تعاملت معهم وتكن لهم كل الحب والاحترام؟ - تعاملت مع المخرج إسماعيل عبد الحفيظ، والدكتور خالد بهجت في (ملفات سرية) وهاني إسماعيل في (سوق العصر) وإبراهيم الشقنقيري ومحمد فاضل ونور الدمرداش وهنالك مدارس كثيرة مختلفة ولكل واحد منهم طريقته المميزة. أنت كسول بعض الشيء وأعمالك قليلة إلى ماذا نعزو ذلك؟ - أعترف وأقر بأنني (كسلان شوية) ولست متكالبا على العمل وبتركيبتي الإنسانية ليست لدي الجرأة أن أقتحم الآخرين، ولا أفرض نفسي على أحد. هل الوسامة جواز مرور بالنسبة للفنان؟ وهل أنت وسيم؟ - يرد ضاحكاً: يعني إلى حد ما وفي وجهة نظري إذا اعتمد الفنان على وسامته فقد تزول وإنما تبقى الروح الحلوة والتربية والموروث الاجتماعي وهذا يمكن أن يصل للناس أكثر من الشكل والملامح ويعيش كثيراً. كلمات ثناء أدخلت في نفسك السعادة والسرور؟ - كثيرة هي الكلمات التي سمعتها ولكن المرحوم خيري شلبي كتب في حقي مقالاً لم يكتب مثله وقال كلاماً أكبر من حجمي ولا أستطيع أن أقوله حتى لا يحسب غروراً. جوانب أخرى من حياتك؟ - اسمي الحقيقي عبد الرحيم كمال عبده، وأبوريا وهو اسم العائلة. - نحن فلاحون من دمياط وليس لدينا داخل الأسرة من يهتم بالفن.. ووالدي كان تاجرا بسيطا.. ووالدتي ربة منزل.. وجدي ناظر مدرسة وخريج الأزهر. - متزوج من الفنانة المعروفة ماجدة زكي ولا توجد غيرة فنية بيننا ولديَّ ثلاثة أبناء. - ومن الأصدقاء في الوسط الفني.. محمود حميدة، محمود الجندي، هشام سليم، ممدوح عبد العليم. - أستمع لشيرين عبد الوهاب.. أنغام.. آمال ماهر.. ومدحت صالح، وبهاء سلطان.