* تعود ساقية الدوري الممتاز للدوران اليوم بست مبارايات بمدن السودان المختلفة.. وتأتي هذه الانطلاقة لتثبت بأن السباق على نيل البطولة لن يخرج عن دائرة المريخ والهلال خاصة وأنهما يعملان خلال فترة التسجيلات على إضعاف بقية الفرق مستغلين التدفق المالي الذي ينالانه من جيوب الأفراد بعيداً عن ما يسمّى بالاستثمار او الاستفادة من الجماهير الكبيرة والممتدة والهائمة في عشق الفريقين..!! * الى جانب ذلك فإن الاهتمام بالإعداد في المريخ والهلال يفوق بعشرات المرات ذلك الإعداد الذي تقيمه الأندية الأخرى والتي تقف عاجزة أمام الصرف الخيالي الرهيب للمعسكرات ونجدها تعلن إفلاسها أمام المطالب الصغيرة المتعلقة بإيفاء نثريات اللاعبين في التمارين والترحيل وخلافه.. فكيف لها أن تصمد أمام حبروت المال السائب الذي تتعامل به أدارات القمة عندنا بدون تخطيط ولا عمل مدروس ولا حتى تفكير في التوظيف بالشكل السليم..!! * يبدأ الدوري، ومع البداية تبدأ الفرق الأخرى المشاركة في القيام بدور الكومبارس بعدما أدمنته وأجادت القيام به جراء التكرارا الممل والقاتل في كل عام خلال «15» عاماً هي كافية بلا شك لتعليم الشطار كيف يستسلمون ويجيدون القيام بدوهم الهامشي وبالصورة المُثلى في ظل اختلال الميزان التنافسي والكروي..؟! * يبدأ الهلال حامل اللقب بملعبه أمام الجزيرة الصاعد هذا العام.. وسيدخل فريق الجزيرة ولاعبوه يدركون أن النتيجة لمنافسهم سواء بالتحكيم أو خلافه، ويسألون أنفسهم: لماذا التعب ولماذا الاجتهاد..؟؟ ولم لا يسعى كل لاعب من أجل التألق لنفسه حتى يكتب عنه الإعلام كلمتين عسى ولعل تكونا سبباً في انتقاله الى أحد طرفي القمة في الموسم القادم..؟؟!! * وفي كادقلي يحاول الإعلام أن يوجد تنافساً بالقوة بين فريق استعد بمعسكر خارجي لأسابيع عديدة وأدى العديد من التجارب الدولية القوية وشارك في بطولة أفريقية هو المريخ.. وفريق آخر اعتمد على امكانياته الضعيفة واستعد بمعسكر فقير في إحدى ضواحي الخرطوم ولم يجد فرصة لأداء تجارب قوية تعينه على الدخول في المنافسة والتطلع لإحراز النقاط الثلاث هو هلال كادقلي..؟! * ويستند الإعلام، الذي يمارس التشجيع أكثر من المهنية، على التعادل الصدفة الذي انتهت عليه مباراة الفريقين في الموسم الماضي باستاد كادقلي بهدفين.. ونقول إن الاستناد على ذلك الحدث، الذي كانت للصدفة دور البطولة فيه، نقول إن المريخ سيفوز بعددية وافرة من الأهداف اليوم ولن يجد لاعبوه، الذين هم في قمة الجاهزية، صعوبة تذكر في عبور المنافس.. وإذا حدث شيء آخر غير ذلك فإن الصدفة ستكون هي السبب..!! * وحتى لا يتهمنا أحد بأننا هلالاب نقول إن استنتاجنا ذلك مسنود بدرجة الإعداد التي وصل اليها كل فريق الآن.. فالمريخ وصل لأعلى المعدلات وكذلك الهلال وبالمقابل فإن الهلال كادقلي والجزيرة لم تتح لهما فرصة المعسكرات الخارجية التي اتيحت للمريخ والهلال، لذلك فإن الشقة الكبيرة تبقى قائمة وبالتالي انتصارات المريخ والهلال الدورية مستمرة على أن يُحسم لقب الدوري لصدفة تحدث هنا للهلال أو المريخ بأن يتعادل أحدهما أو تأتي مباراة القمة لتحسم الأمور..!! * في المباريات الأخرى تتقاتل الفرق ذات الصفات المشتركة مع بعضها البعض ويسعى كل فريق ومنذ اليوم الأول لبداية المنافسة من أجل تأمين استمراريته في الممتاز؛ لأن المنافسة على القمة وبطولة الدوري، وفيما يبدو، من الحقوق التي لا يملكون أدواتها أو أسلحتها.. والمال هو السلاح الأهم والأمضى في كرة القدم التي أصبحت صناعة واستثماراً، إذا أردت النجاح فيه لابد أن تدفع وتوظف إمكانياتك المالية والبشرية في الاتجاه الصحيح حتى تنال ماتصبو اليه.. * دوّرت بالجد البطولة المحلية ومعها ستدور حلقات من الوهم والاستخفاف بالمتابعين من جانب الإصدرات الرياضية التي تتخذ من هذا الموسم سوقاً للتربح على حساب الإنسان السوداني العاشق لكرة القدم والمتيّم بها.. وهو بذلك العشق الخرافي يستمتع عندما تدور عجلة السباق أو (تدوّر) ويكون أكثر قابلية لممارسة النقاش وملاحقة الأحداث ومتابعة المباريات من داخل الاستادات على الأقل لأنها، أي الكرة، هي المتنفس الوحيد له في هذا الزمان الأغبر.. * السؤال المهم هنا هو بكم سيفوز المريخ على هلال كادقلي وكم مرة سيهز الهلال شباك ضيفه جزيرة الفيل..؟؟!!