التمرُّد على الموروث ومجاراة خطوط الموضة الغربية في ارتداء الأزياء وتوجيه السلوك وتقليد نُطق الكلمات والجُمل ثم تخزين الثقافات المختلفة واعتناقها أبرز سمات ومميزات الجيل الحالي من الشباب. فأبسط الأزياء ظهرت عليها صيحات التقليد الغربي. وفي جولة (الأهرام اليوم) داخل السوق الأفرنجي بالخرطوم قال التاجرآدم دينق إن (السستم) وهو بنطلون يُرتدى في آخر الخصر هو الأكثر رواجاً واستهلاكاً ما بين الشباب وأتى من أوروبا وأمريكا حيث ارتداه الفنانون والنجوم الغربيون وأُدخل إلى السوق السوداني عبر الفضائيات والاحتكاك بالغرب. يليه في الترتيب (الأسكن جينز) وهو بنطلون جينز ضيّق من أعلى وأسفل. ثم (البوقي) وهو بنطلون من الجينز أو القماش المفصّل بصورة فضفاضة جداً ابتداءً من أعلى البنطلون وصولاً لأواخر الساق. وبالحديث عن أماكن استيراد مثل هذه البضائع أوضح بعض التجار أن التصاميم تأتي من أوروبا وتُصنع في بعض الدول الأخرى مثل الصين وسوريا حيث يتم بعد ذلك تصديرها للسودان. ومن داخل السوق الأفرنجي أيضاً إلتقينا الشاب (يحي) وهو صاحب معرض للاكسسورات الرجالية مثل الأساور والسلاسل والأحزمة وولاعات السجائر . وهذه الاكسسوارات تلقى رواجاً كبيراً من قِبل الأولاد الشباب وبالمحل عدد كبير من الزبائن المهتمين بشراء السلاسل والولاعات والعلاّقات، فرؤية الشاب السوداني مرتدياً الأساور والسلاسل والختم بات منظراً طبيعياً في المدارس والجامعات. فتصاميم هذه الاكسسوارات غالباً ما تأتي في شكل رموز أو حروف أوحيوانات أو شخصيات فنية لنجوم المجتمع الفنانين والممثلين ولاعبي كرة القدم الأوروبيين. فيما أشار (ود مختار) تاجر (جلاليب وعراريق بلدية) إلى أن المحليات إذا التزمت الصمت تجاه ما يرد من هذه الأصناف الغربية من ملابس (الأولاد) وسماح شرطة أمن المجتمع لهم بلبس السلاسل والختم فإن الخرطوم ستخلو في أقل من خمس سنوات من منظر الرجل السوداني (الحِمِش) وحينها لا يمكن التفريق بين البنت والولد!!