أحد أمراض الرجولة المباهاة بالمغامرات العاطفية والفتوحات النسائية التي غالباً ما تكون من باب (الفشخرة) الرجولية لا أكثر ، ذلك لأن الرجل الذي يحطِّم قلوب النساء ويأسرهن ويسلب عقولهن من دون جهد، هو بالضرورة لا يحتاج إلى التبجُّح بفحولته وسحره وجاذبيته، لأن مثل ذلك الرجل تثرثر به النساء أنفسهن ويتباريْن في الحديث عنه وعن علاقتهن به! وفي دراسة حديثة أجرتها مؤسسة غربية لاستطلاع الرأي العام، إعترف ثلثا الرجال الذين شملتهم الدراسة بأنهم يفضلون أن يعتقد الآخرون أنهم على علاقة حميمة بامرأة ما حتى وإن كان الأمر غير صحيح. ويا حبذا لو كانت امرأة مشهورة أو صارخة الجمال. الطريف في الأمر أنني قرأت قبل مدة مقابلة مع الفنانة الأمريكية الشهيرة (مادونا) تحكي فيها بكل سفور عن زمن كانت فيه إذا أعجبها أحد المارة من الرجال لا تتردد في أن تطلب من سائقها التوقف وتدعوه إلى سيارتها الشاسعة الفارهة، وبالبساطة والإباحية الأوروبية المعتادة تقضي معه ما شاءت من وقت ثم تطلب منه بكل تهذيب وود مغادرة السيارة. وقد أضافت النجمة العالمية الكبيرة التي لا تستحي لأنها تضع مجدها من هذا المجون، أضافت ضاحكة (أطرف ما في الأمر لا أحد سيصدقه أبداً إن روى لهم أنه كان مع «مادونا» شخصياً وأنها من إصطادته من الطريق العام وسيبقى دائماً في محاولة فاشلة لإقناع الآخرين بذلك)!! ولشد ما أشفق على رجل له مثل هذه المأساة .. رجل لا يجد أحداً يصدق حكايته التي هي أقرب للكذب ويعيش ويشيخ مقهوراً بسره.. (ياخي فكّنا بالله) ما جدوى إنجاز رجالي كهذا لا يملك صاحبه دليلاً عليه؟ بل ما هو الممتع والمفيد في رواية بطولات غرامية وليالٍ حمراء بعضها زائف أو مبالغ فيه حتى وإن اقتصر الأمر على زمرة من الأصدقاء والندماء المقرّبين؟! لماذا يميل الرجال بطبعهم لفرد عضلاتهم وإقناع الآخرين والأخريات بأنهم مرغوبون ومطلوبون؟ لماذا يتباهى بعض الرجال بأنهم (دونجوانات) وبارعون في الخيانة الزوجية وتعدُّد العلاقات؟ ما الممتع في محاولة إقناع الآخرين بأنه داهية (ومُفتِّح) وزير نساء ولاعب بالبيضة والحجر؟! المراقب للواقع يجد أن مُعدل الخيانات الزوجية في ارتفاع من الجنسين ولكن الفرق أن الرجال أكثر جُرأة في ممارسة الخيانة بوجود الزوجة، أما النساء و(العياذة بالله) فالغالبية منهن يمارسن الخيانة في غياب الزوج لأسباب عديدة وبوسائل عجيبة كذلك! وهذا موضوع عميق يحتاج لوقفة مستقلة. على إثر زيادة الخيانة الزوجية عالمياً أثبتت الدراسات أنه في إيطاليا وحدها زاد معدل الخيانة الزوجية بنسبة 45% في الأعوام الأخيرة وربما ذلك بسبب اقتداء الإيطاليين برئيس وزرائهم الذي استباح الخيانة والفضائح مما جعل (جمعية أطباء النفس) الإيطالية تجعل خطاً هاتفياً متخصصاً تحت تصرُّف الزوجات المخدوعات. وإثر دراسة أجريت على 500 حالة تبيّن أن الزوجة تبدو أكثر استعداداً لمسامحة زوجها إن هو خانها مع امرأة جميلة فارعة القوام. أما إذا كانت تلك الأخرى قبيحة أو عادية، فإن الغضب يتحول إلى شعور جارف بالرغبة في الإنتقام للكبرياء الجريح! أما لماذا إذن لم تغفر زوجة رئيس الوزراء المعني (برلسكوني) لزوجها خيانته لها مع نساء فاتنات طبقاً لهذه الدراسة؟ فهذا ربما لأن هناك سبع خطايا لا تستطيع الزوجة أن تغفرها لزوجها وهي: 1 - أن يشارك الأخرى أسراره التي لم تعلمها الزوجة. 2 - أن يحقق للأخرى حلماً بخل به على زوجته التي كانت أيضاً تتمناه. 3 - أن يقدم الأخرى لأصدقائه ويظهر معها علناً في مكان ما. 4 - أن تشم رائحة عطر الأخرى على ملابسه في بيتها. 5 - أن تكتشف أنه يحمل صورة للأخرى في محفظته. 6 - أن يهدي الأخرى هدية أهداها لزوجته يوماً. 7 - أن يتحدث إليها على الهاتف وهو في منزل الزوجة أو يمضي ليلته في مراسلتها عبر ال SMS. ويبدو أن برلسكوني قد اقترف كثيراً من هذه الخطايا إن لم تكن جميعها. فالزوجة ( قد) تتجاوز علاقة سرية لزوجها لكنها تتمرد وتكابر عند انتشار أنباء الخيانة إذ لا يبقى أمامها خيار التسامح مفتوحاً حتى لا تكون مثاراً لسخرية واحتقار الأخريات. والمؤسف أن معظم شائعات الخيانة التي تبلغ مسامع الزوجات تكون أحياناً من نسج خيال الزوج البطل الذي أراد أن يستعرض مهاراته الزائفة. ٭ تلويح: إذا لم يتمكن الرجل من ممارسة التعددية بشجاعة كما يجب، راح يبحث عنها في بطولات ورقية غير محمودة العواقب.