بقدر عظمة الرثاء يكون الحضور، وبقدر عظمة النساء كانت الدموع وصمت الرجال. المقاعد التي أعدها منظمو تأبين الراحلة سيدة البر والإحسان نجاة صالح، حرم د. محمد مندور المهدي، لم تسع الحضور؛ فقد نافس المسؤولون ووزراء الولاية المشاركين من زملائها ورفا ق العمل الطوعي . ولم تستطع وزيرة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم الأستاذة أميرة الفاضل كبح دموعها التي تقاطرت دون توقف وهي تجلس جوار وزيرة الرعاية الاجتماعية الأستاذة سامية أحمد محمد. وتوافد الحضور الذي ضم والي الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر، والدكتور التجاني الأصم والبروفيسور مامون حميدة الذي ألقى كلمة عن مآثر الراحلة، والأستاذة رجاء حسن خليفة وأعضاء الاتحادات الفئوية الذين ضاق بهم المكان. ٭ مشاهد من تأبين الراحلة لوحة ضخمة وُضعت بمدخل المكان أكدت صدق المقولة الرائجة (الطيب ما بعيش) فالراحلة (مشت) في طريق الصعاب وحدها لتحصل على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وضحايا الألغام من المدنيين والعسكريين، ولتحسين وضعهم في الحياة في مجتمع بالكاد يعترف بحقوق الآخرين. التأبين بدأ بتلاوة القرآن الكريم ثم كلمة مسؤولة الإعلام بالمنظمة الأستاذة آمال موسى التي أبانت أن مسيرة الراحلة بدأت بميلادها في مدينة الأبيض لأسرة أسهمت في الكفاح الوطني، وحصلت الراحلة على دراسات عليا في القانون وكانت تعد لنيل الدكتوراة في ذات المجال، ومشاركتها في وضع مسودات قانون (جنيف) لحقوق المعاقين، ونجاحها في افتتاح أول شبكة معلومات عن الإعاقة بالسودان، ومشروعها الناجح (إبصار) الذي أتاح لذوي الإعاقة البصرية التعامل مع الكمبيوتر، وحلمها الكبير بإقامة مدينة أبرار التي تجمع الفئات الخاصة، ودورها في دعم مصابي الألغام وإعادة دمجهم وتأهيلهم. البروفيسور مامون حميدة أشاد بدور الراحلة في العمل الطوعي ونجاحها في تحويل أحلام المعاقين الى واقع يعيشونه الآن. كما تحدث زملاؤها عن تفانيها في العمل وكيف اجتهدت لتوفير التمويل لمشروعات المنظمة الخيرية من مالها الخاص.