تحية واحترام.. وجدتني مدفوعاً للكتابة إليك لأنني أحد الحريصين على متابعة (الاندياح) والذين يشعرون تجاهك بالحميمية والثقة. لذلك قررت أن أبعث برسالتي هذه للأخ الرئيس عمر حسن أحمد البشير، من خلال هذا العمود المميّز وعبر هذه الإصدارة (الواصلة) والمقروءة والتي جاءت قوية وناجحة وجريئة (الأهرام اليوم). وأود أن أحدثكم وأحدث القراء وأحدث الأخ الرئيس عن حكاية صديقي العزيز (محمد)..، هذا الشاب الخلوق الإنسان الذي شاءت الأقدار أن تنال من شبابه الغض الريان ليُصاب -والحمد لله- بمرض عُضال في الدم يتطلّب إجراء عملية جراحية عاجلة لزراعة نخاع عظمي. والحمد لله أيضاً إذ تطابقت أنسجته مع أنسجة شقيقه ولم يتبق سوى الشروع العاجل في إجراء العملية. و(محمد) يا أخي الرئيس واحداً من مريديك الذين لا يتعاطون السياسية ولا يدرون عنك أكثر من كونهم أحبوك في الله واختاروك دائماً لتكون القائم على أمرهم وقائدهم.. أفلا يكفي ذلك لتكون مأساته هذه ضمن أولوياتك؟ ألا يكفيك أن تعلم أنه لم يتمكن من إتمام نصف دينه بالزواج وليس له ذريّة صالحة تعينه على دهره ليستحق شفقتك وعطفك؟! إن أكثر ما يعذبني الآن حديثه الدائم عن ندمه الكبير لأنه لم يتزوج وينجب، ورغبته الصادقة في الزواج إلا أن أوضاعه الصحية لا تسمح له بذلك الآن على الأقل. أخي الرئيس.. طوال العشرون عاماً التي هي عمر الإنقاذ وعمر معرفتنا بك ونحن نرى فيك الرجل الشهم الكريم (أخو الأخوان) الذي يهِب لنجدتنا ويزود عن حمانا ويهتم لجميع أمرنا. لذلك أسألك بالله الذي جعلك علينا أميناً وإماماً وراعياً..، بحق ما بيننا من محبة صادقة وإنسانية أن تشرع في مد يد العون أنت وكل الشعب السوداني للأخ (محمد) علماً بأن المستشفى الإسلامي الأردني قد أفادنا بعد إرسال الأوراق والتقارير الطبية اللازمة أفادنا بأن التكاليف العلاجية للمريض حوالي مائة ألف دولار، وذلك على حساب الدرجة الثالثة وقد تتغير التكاليف تبعاً للحالة المرضية وتبعاً للدرجة ما لم تحدث مضاعفات. كما أن المريض والمرافق يحتاجان إلى حوالي (1500) دولار أخرى للإقامة والإعاشة في حال كانت الإقامة لمدة شهر على الأقل ولم تزد. الآن أنا وبعض الإخوة تمكنا من توفير حوالي (25) ألف جنيه سوداني بعد أن بذلنا كل ما نستطيع من جهد وطرقنا كل الأبواب ولم يعد لنا سوى بابك الرحب الذي أتيناه وكلنا ثقة بك وبحسن شمائلك وصدق معرفتنا بك. وأرجو ألا تردنا خائبين، جزاك الله عنا وعن (محمد) وعن كل مواطنيك (الغلابا) خيراً بإذن الله. مرفق كافة الأوراق الرسمية الخاصة بحالة الأخ (محمد) بما فيها قرار سفر العلاج بالخارج الصادر من القومسيون الطبي والبرقية الصادرة من سفارتنا بالأردن إلى مدير إدارة القنصليات والمغتربين وكافة أوراق التحاليل والتقارير الطبية الصادرة من الجهات الرسمية المعنية والأطباء المتخصصين والمراكز المختصة. ومن لنا وللوطن العزيز ولكل المساكين الذين يلهجون لك بالدعاء ويتمنون لك التوفيق والسداد. مهندس/ عادل عبد الحليم عبد الجليل شركة أويل المحدودة تلويح: تأثرت جداً لهذه الرسالة التي جاءتني باليد ولم أملك سوى أن أنشرها، وكافة الأوراق المطلوبة بطرفي ولا يسعني سوى المناشدة والأمنيات الطيبة وأنا أعلم أن الخير فينا وفي قائدنا وفير بإذن الله.. مع أمنياتي لمحمد بعاجل الشفاء.