{ وقد لازمني لسنوات طويلة - لم أعد أعدها - دعاء جميل وبسيط حين الوضوء مررته لي صديقة قديمة منذ سنواتنا الأولى في الثانوي بأن أدعو حين غسل يدي اليمنى عند الوضوء (اللّهم آتني كتابي بيميني ) و(ولا تأتني إياه بشمالي اللهم يسر ولا تعسر)حين غسل يدي اليسرى..ولكل عضو دعاء يخصه حين الوضوء. وحفظته بترديده دون شك في صحته أو روايته لأنه ببساطة مفيد وقريب للقلب مما يقرب احتمالية أن يستجيب لي الله به يوما ما... - آمين - وبصوفية عقلية ملازمة لي أو من كذلك بأن عمل الدنيا مهم جدا لهذا يجب أن تكون يمين الخير في عملك أعلى من يسار الشر فيك وأقرب للعمل للناس من انانية عملك لنفسك... { هذا الإيمان الشخصي حولته منظمة (عافية سودان ) الى واقع ملموس لكل الناس بإخراجها لفكرة غير مسبوقة أبدا وهي دفع كتاب كتذكرة لدخول حفل غنائي! ولما قرأت الخبر في الصحف شدتني الدهشة لوهلة خاصة وأن الخبر كان به بعض الغموض حول راعي الفكرة وأسبابها الخ ..ثم حلّ المساء لتطل حسناء النيل الأزرق (رشا الرشيد) بضيفيها وتتحدث عن ذات الموضوع ! { وكان (د.فيصل أحمد سعد ) المدير العام للمنظمة يتحدث عن المبادرة وكيف خطرت الفكرة (المجنونة ) لهم بعد أن ضخ في حساب تبرعهم حوالي 40 الف كتاب أو يزيد من مختلف العالم كمساهمة في مشروع معرفي للكليات والمدارس والمكتبات، فأرادوا أن ينال السودانيون بعضا من أجر المناولة هذا بالمشاركة في جمع مليون كتاب عبر دفعه كتذكرة ثمنا لدخول حفل ستحييه مجموعة (عقد الجلاد) الغنائية - وهي من المبادرين في المنظمة -. { وفي أوان خريف التفاوض هذا ومباحثات الدوحة والاتفاقات الإطارية فإن المجتمع المدني الذي بدأ يعرف ويعترف بدوره الأكبر من كل الثرثرات السياسية التي تأخذ أوقاتا إضافية دائما حين كل مباراة اتفاقية وتوسع بذلك المساحة بين الاستقرار ومتطلباته وبين الناس فلا يستطيعون مهما طالت أياديهم الحصول عليه.. يقول المدنيون كلمتهم المسموعة عبر الأنغام لا الألغام وبالكتاب لا الحراب الكلمة البليغة المتمثلة في مثل دارفوري أن (الدار بيعمرها سيدها). وسيّدها في هذا المقام منظمة (عافية سودان) بشراكة ذكية مع منظمة (الهيئة الشعبية لتنمية دارفور) و أيادينا التي طالت لتصل كل ولايات السودان بالكتاب فقط ! { فكم يمكن أن يبلغ ثمن التذكرة لدخول حفل (عقد الجلاد) بعد اضافة ثمن تذكرة المواصلات العامة أو الخاصة؟ { أنه بلا شك أقل من ثمن كتاب خاصة اذا كان ضمن مكتبة أنشأتها لسنوات واخترت أصنافها بعناية أو ببالغ كرم كاتبها في أهدائه المتواضع لك. لكنها كأموال نقدية أكثر في قيمتها من حفنة ورقات كتاب عينية يمكنك التخلص منها أحيانا بدعوى قراءتها أو امتلاكها لمساحة كبيرة في البيت! أو لاستفادة شخص آخر منها لا يملك حق الكتاب أو التذكرة! { كما أن بعض الأشخاص يمتلكون الكتب كما قد يمتلك المخصي الحريم _كما قال فولتير!_فالأولى إطلاق سراحها لتذهب حرة لعقول جديدة وطازجة تود التهامها لتمام عافيتها! { وفكرة مقاربة - ابتدرها استاذ جامعي - بدأت منذ عام مضى باختلاف عدم شرطيتها بحفل وتحديد الكتب بالمدرسية والمدارس المجموع منها بالخاصة فقط لإعادة توزيعها للمدارس الفقيرة في أطراف الخرطوم وبقية الولايات.حيث انه يجتمع عشرة طلاب في كتاب واحد هذا إن وجد! { هي دعوة مجانية لتسهيل منحك كتابك بيمينك هناك بتقديم كتابك بيمينك هنا، فإن كانت كتبا مدرسية أو تذكرة لحفل أو قصة (ذات الرداء الأحمر!) فإنها فكرة غير مسبوقة بالتأكيد ومعجزة مجتمعية في السودان تؤكد استجابة الله بتيسير الحال لمّا نمد أيادينا لناس الدنيا بالكتاب!! { شكرا يا رب لضمان الدعاء بهذا الجمال والعطاء!.