المعارضة تصرخ هذه الأيام بهستيريا، وذلك مما أطلق عليه «عدم حيادية الأجهزة الإعلامية»، فالمعارضة لا يطربها أن تنقل الأجهزة الإعلامية الأنشطة الحكومية اليومية؛ لأن هذه الأنشطة بطبيعة الحال تتضمن الإنجازات وتشتمل على افتتاح المشروعات الخدمية، فلا يكاد يمضي يوم إلا وتفتتح الحكومة مستشفى هائلاً أو معهداً حرفياً باذخاً، أو طرقاً معبّدة أو طاقة إضافة. والأزمة كل الأزمة أن «معارضاتنا» بنسخها المتعددة هي بلا إنجازات وليس عندها ما تفتتحه من مشروعات! وإذا حجب التلفزيون في نشراته الإخبارية هذه الأنشطة المعتادة فماذا سيقول لجماهير المشاهدين، اللهم إلا أن يقول لهؤلاء القادة «إنّي أرَى في المنام أنّي أذبحُك»، الآية الكريمة، لكني أستطيع أن أذهب الى أبعد من ذلك، فلا أرى حرجاً في أن تضاعف الحكومة من وتيرة وإيقاع خدماتها بين يدي الانتخابات، وذلك لأجل استحواذ المزيد من ثقة الجماهير؛ فالصوت مقابل الخدمة أفضل ألف مرة من «الصوت مقابل التاريخ»، بل ما فائدة التاريخ الذي لا يسنده نفط وطاقة وسدود وجسور، فهنالك بعض الزعماء يعتقدون أنهم أصلاً بُعثوا «ليملأوا الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً»، ولكنهم ملأوها جوراً وفقراً وخطباً! لهذا لم استنكف في هذا السياق أن ألبّي دعوة من قبل «منظومة الشبكة الطلابية»، إحدى عبقريات ومشروعات الاتحاد العام للطلاب السودانيين، وذلك لأجل الوقوف على «عطاء الطلاب الوطنيين» ومدلولات كتابهم، وذلك بين يدي عرض الكتب، فحكومة الحركة الإسلامية إن جاز أن نعبّر يفترض أنها الآن في مواسم عرض كسبها على مختلف المستويات، والطلاب دائماً هم الفصيل المتقدم. لهذا جلست نهار أمس الأول في مقر الشبكة الطلابية بالخرطوم جنوب لكوكبة من الشباب الرائعين المجتهدين المجاهدين، وقلّبت معهم بعض صفحات هذا الكتاب، فتبارى كوادر من هذا القطاع «الجيلاني، علاء الدين وسيف الدين» في تقديم عصارة جهدهم وأفكارهم. لكن قبل ذلك يجدر بنا أن ننشط ذاكرتكم، بأن «الشبكة الطلابية» هي الذراع المنظماتي للاتحاد العام للطلاب السودانيين، وعبرها يقدم كثيراً من الخدمات المهمة للطلاب المحتاجين، وهي تتشكل من «باقة منظمات»، منظمة تُعنى برعاية الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنظمة أخرى تعنى ب«الأيدز والمخدرات»، ومنظمة «محو الأمية»، ومنظمة مدّكر القرآنية، ومنظمة لبسط التقانة، والبطاقة الخدمية، وهي بطاقة مصرفية تؤهل الطلاب للحصول على خدمات مهمة مخفضة، وقد يصل تخفيض بعض الخدمات لنسبة خمس وعشرين بالمائة، وتتوزع هذه الخدمات بين تذاكر السفر عبر الطائرات، وعبر سفريات البصات الولائية، وخدمات المراجع الجامعية والعلاجية والتسويقية. غير أن الشبكة الطلابية ذاهبة في منتصف هذا الشهر الجاري الى تقديم «حزمة خدمات» بولايات دارفور، فحسب ما أفادنا الأستاذ علاء الدين علي أحمد، بأن منظمته التي تهتم بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ستحتفل خلال هذا الشهر بتقديم «مشروعات سمعية وبصرية» بما قيمته (720) مليون جنيه، وذلك لشرائح الطلاب بولاية دارفور عبر «مخيم كبير»، وثلاثمائة خمسة وسبعين دراجة وعجلة للطلاب المعاقين حركياً، ومعينات حركية أخرى من أمثال «عصا المساعد وعصا المكفوفين»، ومصاحف إلكترونية وأجهزة تسجيل للطلاب المكفوفين. غير أن «مؤسسة الملاذات».. الجناح الطلابي، قد وقفت على تجربة «التقنية الناطقة» لتمليك مهارة وفنون التعامل مع الحاسوب للمكفوفين. هذه فقط «بعض ملامح» الأنشطة الهائلة التي تضج بها «منظومة الشبكة الطلابية»، الذراع الطلابي القوي القويم، الذي يسهر على تذليل كل قضايا الطلاب، وهو جهد مقدر يستحق أن يكتب بماء الورد في كتاب حكومة المؤتمر الوطني بين يدي عرض الكتب والإنجازات. لا يذكر هذا الكتاب وإلا وذكر «ديوان الزكاة الاتحادي» وأمينه العام الدكتور عبد القادر الفادني الذي يضطلع بمعظم دعومات هذه الشبكة الطلابية الخلاّقة.