لسان حالهم يقول «نرضي بما قسمه الله لنا»، فببصائرهم يرون ما عجزت عنه ابصارهم، هكذا يؤكدون، فالمكفوفون شريحة واسعة ومقدرة تحتل مكانا كبيرا في المجتمع، وفقدان نعمة البصر لم يحل بينهم وبين التواصل مع الآخرين وممارسة الانشطة الحياتية المختلفة، رغم قناعتهم ورضائهم بما كتبه الله، غير انهم عاتبون على المجتمع الذي يؤكدون أن بعض مكوناته وافراده لا يتفاعلون مع قضاياهم التي وصفوها بالكثيرة. ومن خلال زيارة قامت بها «الصحافة» الى اتحادهم، تلمسنا بعض قضاياهم التي أشاروا اليها، وفي هذا الصدد عبر محمد صالح عن بالغ استيائه من حجم المعاناة التى تواجه شريحة المكفوفين فى الطرقات، مشيرا الى ان المجارى تتسبب في حوادث كثيرة لهم، وقال إن العديد من المكفوفين سقطوا جراء سوء الطرق وعدم الاهتمام بتغطية المجاري وعدم الاهتمام بهم، غير أنه أشاد بالمواطنين الذين وصفهم بالرحماء واصحاب القلوب الطيبة، وذلك لوقوفهم ومساعدتهم للمكفوفين خاصة عند عبور الطرق والمجاري. ومن جانبه ناشد ممثل المكتب الرياضي لاتحاد المكفوفين ياسر عليش، المسؤولين والقطاع الخاص ورجال الاعمال والخيرين الوقوف معهم ودعمهم ماديا ومعنوياً خاصة منتخب المعوقين، مبيناً عزمهم وتحديهم وقدرتهم على ممارسة كافة أنواع الرياضة، وكشف انهم في اتحاد المكفوفين خلال مشاركتهم في المناشط الدولية شرفوا السودان وحصدوا العديد من الميداليات فى العاب كرة القدم واللعاب القوى، كان آخرها البطولة التى اقيمت بتونس، وقال عليش إنه ظل يمارس الرياضة والسباحة وألعاب القوى بأنواعها المختلفة، وشارك في البطولات والأنشطة الرياضية الذي يشارك فيها المكفوفون على الصعيد الاقليمي والدولي، وتتمثل فى كرة القدم وكرة الجرس والآليات الذهنية والشطرنج. فيما تحدث الطالب أنور صالح حسين الذي اتفق مع المكفوفين في ضرورة الوقوف بجانبهم، كاشفاً عن نظام تعليمهم، وقال انهم يتلقون تعليمهم عبر مسجل لكل طالب يتم عبره الاستماع الى المحاضرة لتعليم القراءة. وختم حديثه مؤكدا حاجتهم للدعم حتى يواصلوا تعليمهم. والتقينا بنائب رئيس المكفوفين محمد علي بكري الذي شرح أهداف الاتحاد، مشيراً إلى أن الاتحاد يقوم بأدوار خدمية تهدف إلى التعليم والتأهيل وحل مشكلات المكفوفين، بالإضافة إلى خدمات تكافلية تتمثل في العلاج والعناية بالمكفوفين بدعم من بعض المؤسسات الخيرية والحكومية. وكشف عن نشاط اتحادهم في رمضان الذي يتمثل فى تحفيظ وقراءة القرآن يومياً للمكفوفين، بالإضافة إلى افطارات جماعية أسبوعياً في منازل أعضاء الاتحاد.