تراجع رئيس الهلال المستقيل وعدل من قراره واستجاب كما قال للنداءات ووافق على النزول لرغبة الأصوات التي نادته بالعودة لمواصلة المشوار مع رفاقه لإكمال مهرجانات الفرح الزرقاء والانتصارات التي ظللت الكيان طوال السنوات الأخيرة ولم يفقدها إلا موسما واحدا. الجانب المضيء في عودة الأخ صلاح تحمل انطباعا جيدا سيبعث على استقرار الكيان بكل مكوناته ولجانه المساعدة وسينقذ الديمقراطية الموجودة من شبح الانهيار والتعيين معا خاصة وأن السلطة كانت تراقب الموقف عن كثب وتمد حبال الصبر لمجلس الهلال رغم افتعاله للعديد من الأزمات ومحاولة جر السلطة بل حملها حملا على اتخاذ القرارات الصعبة، ولكن الحكماء داخل الحكومة وعوا الدرس وتنبهوا للمخاطر المحدقة والمآلات المنتظرة فآثروا التريث وتفويت الفرصة. أما عهد الأرباب إجمالا فحفل بالعديد من السلبيات أبرزها ابتعاد الكفاءات والكوادر التي كانت تعول على جماهير الأسياد، ويكفي أن الرئيس نفسه عاد للحديث عن اعتذار الأخ اللواء ميرغني ادريس عن العمل بالأمانة العامة، فيما شكل إبعاد البرير أحد خسائر الهلال الكبيرة، ولعل الأرباب نفسه كان واحدا بل أكبر الخاسرين. استجاب من قبل لنداءات أطفال دارفور وتراجع عن الاستقالة ولم يذهب بعيدا هذه المرة عندما انحاز لمدينة نيالا التي زارها للوقوف خلف الأخ الصديق أسامة عطا المنان ودعمه في مشواره الانتخابي كممثل للمدينة في إحدى دائرها الجغرافية. اللافت في حديث الأرباب الذي أطلقه عبر الإذاعة الرياضية هو العودة ببرنامج جديد لإعادة الروح وبعث الحياة في اللجان المساعدة التي كونها المجلس الأول الذي تراسه الأخ صلاح بنفسه ولكنها، أي اللجان، ولدت ميتة ولم يبقَ إلا القليل منها ونتمنى أن تكون الساحة الهلالية الحالية والمناخ العام صحيا لعودة تلك اللجان لجسر الهوة وردم الفراغ الكبير والمساحات العريضة التي يتحرك فيها الأرباب بمفرده وبعون قليل من عناصر مجلسه. أما المكسب الأكبر في حديث الأخ صلاح فيتمثل في التركيز بل الطرق بقوة على أعمال لجنة لم الشمل الهلالي، ونحسب أن إطلاق المبادرة في هذا التوقيت والهلال تنتاشه سهام المطالبات ويعاني التعسر المالي نقطة مهمة تمثل اعترافا بثقل المهمة وعسر المسؤولية وضخامة التكليف وارتفاع ميزان المدفوعات وهو ما لا قبل للمجلس به في الوقت الراهن. وضع الأرباب حملا ثقيلا على لجنة الأستاذ حسن عبد القادر هلال ونائبه الخليفة مختار مكي وكأنما ناداها جهرا واستغاث بها على الملأ لتعيد نشاطها وتتحرك للعمل على رفد المجلس بالفكر والمال والدعم المعنوي والمادي واللوجستي، ونحسب انه اختار التوقيت المناسب لاستدعاء القيادات الهلالية الجالسة على الرصيف للعودة الى ساحات العمل والإسهام في تحمل نفقات النادي في هذا التوقيت الحساس والمنعرج التاريخي. وضع رئيس الهلال لجنة لم الشمل على المحك وهو يستنجد بتحركاته ويستنفرها للعمل الجاد والمسؤول وعلى جناح السرعة لبسط الشورى ولم الشمل وتوحيد وإعادة القيادات الهلالية ونرجو أن تتحرك اللجنة على الفور باعتبار إن التوقيت مثالي وجاذب، كما أن نداء الرئيس يعتبر تكليفا هلاليا واجب التنفيذ في خضم التحديات التي تواجه الفريق افريقيا والالتزامات المترتبة على المجلس. آخر الحروف ومن داخل اجتماعات لم الشمل نرجو أن يوجه مجلس أمناء الهلال بدعوة الجمعية العمومية للانعقاد وإجازة الاختيار بالإجماع او انتخاب الكوادر المطلوبة لتكون الدرع المتين للهلال والمجالس معا ولتوفير مظلة فكرية وغطاء شوري لدعم الأعمال التنفيذية والاضطلاع بدور التشريع والتفكير ورسم السياسات والخطط وتوفير التمويل اللازم لتسيير النشاط. كما نثمن عاليا إعلان الأخ صلاح الاستعداد لمؤازرة ودعم ترشيح حكيم الهلال رئيسه الأسبق السيد طه على البشير والمشاركة في حملاته الانتخابية بالولاية الشمالية. وكنا عاتبنا على الأخ صلاح على تكبده مشاق السفر لنيلا لدعم الأخ أسامة وإهمال دعم الحكيم بالدبة. ونرجو أن ينظم الأهلة برنامجا يتناسون من خلاله الانتماءات والولاءات السياسية ويهبون لنصرة الرياضيين عبر كل البقاع والدوائر فالرياضة أعمق من السياسة. قرر الاتحاد العاجي إقامة مباراة الهلال وافريكا سبورت في الثالثة ظهرا وأرجو أن ينتبه الجهاز الفني ودائرة الكرة بالهلال لإقامة التدريبات عصرا في ذات التوقيت لتعويد اللاعبين على الطقس. وأرجو أن يقرر المجلس قيام مباراة الهلال الودية مع النصر الليبي في ذات التوقيت حتى يضمن فائدة أكبر. كما أكرر التنبيه والمطالبة بحسم وسيلة السفر مبكرا حتى لا يتسبب الارتباك في إفقاد الفريق اللياقة بالتردد على المطارات والبقاء فيها لساعات والمرور على عدة دول كما حدث لنا من قبل عندما سافرنا لمواجهة اسيك حيث أجبرنا الطيران على المرور بإثيوبيا وتوغو وغانا قبل الوصول الى ساحل العاج.