غادر امس جثمان اللاعب الراحل ايداهور الى مسقط رأسه (بنين)، واعتقد ان تلك الخطوة يجب ان تكون الإعلان الرسمي لنهاية الاحزان الظاهرية، وبالتالي عودة الامور كما هي، سواء على صفحات الصحف الرياضية او في النادي وفريق الكرة الذي يجب ان يستأنف مسيرته الاعدادية ويلتفت لاعبوه لما هو آت من استحقاقات سواء في الدوري المحلي او البطولة الافريقية.. المريخ كبير باسمه وتاريخه ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يتأثر بفقد فرد مهما كانت مكانته ووضعه.. وعندما نقول ذلك فإن قناعتنا التي لا تتبدل هي ان ايداهور لاعب مهول افتقده المريخ، وبلاشك فإن المجلس وكل افراد الاسرة المريخية لم يتأخروا عن القيام بواجبهم تجاهه سواء في حياته او بعد مماته.. ولأن (الحي أبقى من الميت) أو كما يقول الاشقاء في شمال الوادي، فإن الفريق امامه مباريات مهمة تحتاج أول ما تحتاج للتركيز والعمل الجاد.. الاستسلام للاحزان لا ولن يفيد في شيء، وعلى لاعبي المريخ اتخاذ الموقف الذي حدث لإيداهور نقطة للإنطلاق نحو الانتصارات والتفوق في قادم الارتباطات على كل المستويات ولو على الاقل بالدرجة التي يحققون بها القليل من الآمال التي كان يتطلع الراحل الى تحقيقها مع الفرقة الحمراء.. استئناف الفريق الاحمر لتمارينه خطوة جيدة.. ومرور الايام كفيل بمساعدة الاسرة المريخية على تجاوز الاحزان التي لا نتمنى تأثيرها في النادي ومشواره ومسيرته في مقبل الايام.. ومن هنا نعلن تأييدنا لقرار المدرب البرازيلي كاربوني المتعلق بمواصلة الاعداد والابقاء على مواعيد المباريات الدورية في ذات التواريخ المعلنة مسبقاً، لأن السفر الى خارج السودان وتأجيل المباريات لن يحل الاشكال الذي سيبقى داخل النفوس، ومتى ما عاد الفريق الى ملعبه سيجد الذكريات تنتظره..! الدروس التي صاحبت وفاة ايداهور عديدة وغزيرة ولا حصر لها، وكل الدقائق العصيبة التي مرت على افراد الاسرة المريخية حملت معها مايفيدنا كرياضيين خاصة فيما يتعلق بالاتهامات الجزافية التي اطلقها السواد الاعظم على لاعبي الامل عطبرة بعدما تعامل الجميع مع الحدث بعين واحدة..!! ايضاً حمل موت ايداهور معلومة كاد الناس نسيانها تتمثل في ان الموت هو الحقيقة الماثلة والتي تنتظر الجميع ولا احد يعرف موعده ولا مكانه لذلك لابد من التعامل بكل الصفات الجميلة التي يدعونا اليها ديننا والبعد عن ظلم الآخرين او الاساءة اليهم او تجريحهم وبعيداً عن سوءالظن الذي ثبت أنه الاداة الأنفذ التي أصابتنا في مقتل.. ورسالة اخرى للاعلام الرياضي والزملاء فحواها ان التهاتر وتبادل الشتائم والدعوة للفرقة والشتات ليست من مهام الصحافي الذي حباه المولى عز وجل برسالة سامية عليه القيام بها بعيداً عن كل ما يسيء او يساعد على زرع الفتنة والعياذ بالله بين افراد الوسط الرياضي.. ليكن رحيل ايداهور هو البداية الحقيقة لإرتفاع مستوى لاعبي المريخ في قادم المباريات والتي يجب عليهم الدخول اليها بدوافع نفسية ذاتية بحثاً عن اسعاد الجماهير التي كانت ايضاً حزينة قبل حادثة الوفاة الاخيرة على المستوى المتراجع للفريق في معظم المباريات التي اداها هذا الموسم حتى تلك التي شارك فيها الراحل ايداهور.. نريد من جماهير المريخ العبور باللاعبين من مربع الاحزان الحالي الى مكان آخر او بداية جديدة عنوانها التفاؤل والبذل والعطاء والعمل من اجل اسعاد الجماهير الحمراء في قادم المباريات على الاقل ولو من باب الموسم التنافسي لايزال في بواكيره وبداياته وفي ذلك اشارة ايجابية لابد للجميع الاستفادة منها..!! المجلس المريخي لم يقصر وكذلك الجمهور ونجوم الفريق فإيداهور بكاه الرجال وتأثر بفقده كل من شاهد الموقف وفي ذلك وفاء ما بعده وفاء يعكس مكانة الراحل التي يجلس عليها في نفوس عشاق المريخ وكل السودانيين بلا استثناء.. وما الوفاء الذي صاحب نقل الجثمان الى المطار الاّ قليل من كثير للراحل المقيم ايداهور.. عاد رئيس الهلال لمزاولة عمله وكأن شيئاً لم يكن... وكما قال الرجل عبر صحيفة النادي امس ( الرسالة وصلت).. وضحكت كثيراً من ذلك الموقف الكوميدي الموغل في الإضحاك والذي اثبت أن الرئيس يتعامل مع الناس من حوله وكأنهم بلا عقل يقيسون به الامور.. عاد الرئيس ولا نملك الاّ القول:(العود)..يا.. علي (احمد)..!!
