كشف مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية «عمر البشير» خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة النيل الأزرق مساء أمس «الأربعاء» عن مخطط إسرائيلي لتمزيق السودان إلى دويلات والعمل من خلال المنظمات الصهيونية على أن ينال إقليم دارفور حق تقرير مصيره أسوة بإقليم (كوسوفو)، واستدل البشير بالأهداف الاسرائيلية من خلال دعم الحركات المسلحة بدارفور وزيارات بعض القيادات المعارضة لتل أبيب سراً بخلاف زيارة عبد الواحد محمد نور علناً، وقال إن المنظمات اليهودية جيّرت حملة رأي عام عالمية ضد السودان واتهامه بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية والاغتصاب في دارفور، مشيراً إلى أن اسرائيل تسعى لإثارة المشاكل في السودان حتى لا يصير قوة إقليمية معادية لها. وقطع البشير بقيام الانتخابات في موعدها حاسماً مسألة تأجيلها بالقول: «إن السلام في دارفور يمكن أن نصل إليه بعد شهر أو سنة»، موضحاً أن الانتخابات في جنوب السودان لم تُقم في العام 1986 في الوقت الذي جرت فيه في بقية أجزاء البلاد الأخرى، ووصف حديث التأجيل بأنه هروب من مستحقات الانتخابات. وتبرأ البشير من الاتهامات الموجهة للحكومة بحرق دارفور وإشعال النار في نسيج مكوناتها الاجتماعية بالقول: «إن مشكلة دارفور اندلعت قبل قيام الإنقاذ»، واستدل بحديث الصادق المهدي في ديسمبر من العام 1988 الذي أشار فيها لحرق (60) قرية، بخلاف تمرد نواب دارفور داخل حزب الأمة وحديث الراحل عبد النبي علي أحمد، الأمين العام السابق لحزب الأمة القومي، قبل اندلاع الإنقاذ، بالإضافة إلى تقارير علي حسن تاج الدين، وأشار البشير إلى أن كل تلك وثائق موجودة تدل على أن أزمة دارفور لم تصنعها حكومته الحالية. وعلق البشير على طلب مقدم البرنامج «الطاهر حسن التوم» من المخرج إعادة مقولة نائب رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية الأسبق الشريف الهندي في الجمعية التأسيسية حول نعيه للممارسة الديمقراطية «إذا أخذها كلب ما بنقول ليه جر».. حيث علق البشير بالقول إن ذلك تعبير صادق عن تردي الأوضاع والبلد في حالة يرثى لها، وأضاف البشير مذكراً بمقولة محمد إبراهيم نقد «إذا خرجنا للشعب السوداني بموازنة عام 1989 فإن مزيكا الانقلاب حتدق». وأبدى البشير تمسكه بالوحدة كخيار أول عند إجراء الاستفتاء في مطلع العام المقبل بجنوب السودان، ورأى حال وقوع الانفصال أن هنالك علاقات ثقافية واجتماعية واقتصادية لا يمكن أن تنفصل بين الشمال والجنوب، وكشف البشير عن افتتاح أكبر محطة للمياه بجنوب السودان بمنطقة بور من ضمن (252) مشروعاً تنموياً بلغت تكلفتها (500) مليون دولار خارج نصيب عائدات حكومة الجنوب، بتنفيذ الحكومة الاتحادية. ونعى البشير للأحزاب الطائفية ولاءاتها القديمة، وقال: «مقبل الأيام القادمات ستؤكد أن الخارطة السياسية تغيرت وتحررت الجماهير من الإرث القديم، ونحن لم نترك منطقة مقفولة ولم نفتحها للمؤتمر الوطني، ولكن فتحناها بالتعليم وارتفعت درجة الوعي لدى الشعب السوداني مقارنة بما قبل 1989م». وأكد البشير أن النظام الرئاسي يحقق قدراً كبيراً من الاستقرار، وقارن بين الأنظمة السياسية التي سبقت حكومة الإنقاذ، وقال إن حكوماتها كانت تتغير خلال كل (6) شهور. وأعاب البشير على الأحزاب السياسية تركيزها في حملتها الانتخابية على إسقاط مرشح المؤتمر الوطني، ودافع عن مبررات قيام ثورة الانقاذ بالقول إن هدفهم أن تكون هنالك مارسة سياسية راشدة، وكشف عن توجيه للضباط أثناء الانقلاب بعدم الإساءة لأي معتقل سياسي، وألمح إلى أن خلافات قيادات الأحزاب السياسية بعد يونيو 1989 - وذكر منها الأمة والاتحادي والجبهة الاسلامية القومية - حال دون توحيد الجبهة الداخلية، وأضاف البشير: «نحن تحولنا إلى التعددية السياسية بمحض إرادتنا، وكتبنا ذلك في دستور 1998م بعد أن رأينا أن الشعب السوداني لا يريد الحزب الواحد، ولكن كلمة التوالي السياسي كانت بمثابة الدخان الذي غطى على محاسن دستور 1998م». واستعرض البشير، خلال المقابلة التلفزيونية التي قدمها الطاهر حسن التوم، بعض المواقف الطريفة، وكشف عن سر (العرضة) التي يقدمها في اللقاءات الجماهيرية، وقال إنها إرث من منطقته وتفاعل مع الجمهور، مشيراً إلى أنه يرقص و«يعرض» مع الإيقاعات بحسب المناطق وضرب مثلاً بالمردوم في كردفان.