أرجأت محكمة جنايات كرري أمس (الخميس) إعلان حكمها في مواجهة الزوجة المتهمة بقتل زوجها والقاء جثته بالمرحاض للأحد القادم والاستماع لأقوال بقية ورثة المرحوم، وذلك بعد ان توصلت المحكمة ان للمرحوم ثلاث نساء بينهن المتهمة نفسها و(19) ابناً. وكانت الزوجة الكبرى وأبناؤها ما عدا البنت الكبرى قد طالبوا بالقصاص من المتهمة التي ارتكبت جريمة بشعة ، فيما اختارت البنت الكبرى العفو عنها. واعتبرت المحكمة بان اشقاءها القاصرين بما فيهم أبناء المتهمة تحت وصاية البنت الكبرى.وكانت الزوجة الثانية لم تحضر أمام المحكمة لمعرفة رأيها او توكيل من ينوب عنها أمام المحكمة. وتأتي خلفية الحادثة التي وقعت أحداثها بامدرمان الى أن المرحوم غادر مسقط رأسه بجنوب كردفان لولاية الخرطوم لإحضار زوجته التي استقرت بالمدينة ورفضت العودة لقريتهم بحجة ادخال ابنتها للمدرسة ثم اختفاء اخباره عن أبنائه الكبار الذين راحوا يتصلون بالمتهمة فأخطرتهم بانه موجود وسوف يعود بعد أن اقنعته بالاستقرار بالعاصمة والحضور في الإجازات المدرسية ثم أخبرتهم بأنه غادرها فعلاً بيد أنه لم يصل للمحكمة مما جعل ابناءه يتصلون باقربائهم فحضروا لها بالمنزل وتحروا معها فاعترفت بانها قد قتلته ومعها عشيقها ورموه بمنطقة خلوية شمال مدينة امدرمان، بيد أن فريق الشرطة لم يتوصل لجثته فأطلق سراحها ليكتشف ابناؤها لاحقا ان جثته داخل مرحاض المنزل الذي تقيم فيه المتهمة نفسها وأصبحت تنبعث من المرحاض روائح كريهة أدت لكشف الجريمة، وقام رجال الدفاع المدني بازالة غطاء المرحاض وانتشال الجثة مما دعا المتهمة الى أن تنهار وتعترف بأنها خططت لارتكاب جريمتها بعد أن عجزت عن إقناع زوجها في البقاء بالعاصمة فوضعت له (السم) داخل الطعام وعندما حاول الاستغاثة بعد أن سرى السم في جسده أجهزت عليه ب (المدق) مما أدى لوفاته في الحال فقامت بمعاونة شاب في إلقاء جثته بالمرحاض. وكانت المحكمة قد كلفت محاميا في العون القانوني لتولي الدفاع عن المتهمة التي قالت بأنها عاجزة عن تكليف محامي عنها وباشرت اجراءات التقاضي بالاستماع لقضية الاتهام التي قدم فيها التحري اعترافات قضائية للمتهمة وأقوال إبنتها التي شاهدت الجريمة وتوجيه التهمة لها، وقد حددت المحكمة الأحد القادم للنطق بالحكم في القضية.