السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منير شيخ الدين مرشح رئاسة الجمهورية في حوار الأسرار
نشر في الأهرام اليوم يوم 13 - 03 - 2010


حوار: عبد الرحمن العاجب - تصوير: علم الهدى حامد
كنت راعياً للأغنام والأبقار وسائق لوري وجندياً بقوات الشعب المسلحة @@@@@@@@@@@ الإنقاذ بعد قدومها للسلطة تعاملت مع كل المشتبهين بصورة ثورية ولذلك تم اعتقالي
المرشح لرئاسة الجمهورية منير شيخ الدين منير جلاب رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد ولد بقرية انقاركو بضواحي الدلنج عام 1961 ودرس مراحله التعليمية في كل من مدرستي أنقاركو والكرقل الابتدائية ومن ثم الى مدرستي هبيلا والدلنج الأميرية المتوسطة وبعدها إلتحق جندياً بالقوات المسلحة السودانية في لواء المظلات في سرية القوات الخاصة وتركها في عام 1980 وبعدها حصل على عدد من الشهادات من القاهرة والسعودية ولندن في اللغة الانجليزية ثم حصل على شهادة Access في القانون والإدارة والأعمال في كلية Enfield البريطانية بلندن وبعدها حصل على بكلاريوس مرتبة الشرف في علوم الاقتصاد وعلم اللغات في جامعةHert Ford Shive البريطانية في عام 1999م.
«الاهرام اليوم» جلست إلى منير شيخ الدين وطرحت عليه العديد من الاسئلة عن مسيرة الحزب القومي السوداني والانقسامات التي حدثت فيه علاوة على رؤية حزبه للانتخابات المقبلة وعدد من الاسئلة التي أجاب عليها بكل طيب نفس وأريحية وكانت الحصيلة هذا الحوار...
{ من هو منير شيخ الدين؟
أولاً أرحب بكم وأرحب بالشعب السوداني الكريم وأبارك لكم صدور صحيفتكم العملاقة. أنا منير شيخ الدين منير جلاب رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد من مواليد قرية أنقاركو بمحلية الدلنج جنوب كردفان 1961م. منير شيخ الدين كان راعياً للأغنام والأبقار ثم مزارعاً وولد في الحقول ثم التحقت تلميذاً بمدرسة انقاركو الاولية ثم الابتدائية ثم بعد ذلك الى مدرسة الكرقل الابتدائية ثم مدرسة هبيلا المتوسطة ثم الدلنج الاميرية وبعدها جندياً بقوات الشعب المسلحة بسلاح المظلات القوات الخاصة الكماندوز ثم بعد ذلك عاملاً بشركات بحري مصنع حلاتو للمواد الغذائية وشركة الاحذية الأهلية ثم عاملاً في الأعمال الحرة في عمل البناء في عمارة كوبر حاملاً للمونة والطوب ثم بعد ذلك سائقاً للوري سفري بين كادوقلي الدلنج - الابيض ثم بعد ذلك مغترباً في المملكة العربية السعودية ثم بحاراً في حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والبحر الأحمر ثم بعد ذلك سياسياً في الحزب القومي السوداني القديم بقيادة الأخ فيلب عباس غبوش ثم معتقلاً سياسياً في بواكير الانقاذ من 1989 حتى 1991 ثم معارضاً للانقاذ من عام 1992م حتى 2004م بالخارج ثم خريجاً في معاهد شتى المعهد الامريكي للغات isi ثم المعهد الثقافي البريطاني ثم معهد اللغة الانجليزية بلندن ثم كلية «إن فيلد» للقانون والادارة ثم جامعة هارفورسيا البريطانية في علوم الاقتصاد وعلوم اللغات والآن رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد ثم قبله عضواً في المفوضية القومية للمراجعة الدستورية ثم عضواً في المجلس الانتقالي للسلاح بجنوب كردفان ثم قبل ذلك أمين أمانة الدراسات الاستراتيجية والتخطيط في مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية الآن مستشار للمعهد العالمي للدراسات الأفريقية.
{ متى دخلت القوات المسلحة ولماذا تركتها؟
دخلت القوات المسلحة سنة 1978م ثم تركتها في عام 1980م نسبة لبعض المشاكل في تلك الفترة في قوات الشعب المسلحة وخاصة فترة نميري التي كانت تتسم بعدم الاستقرار والانقلابات والانقلابات المضادة ووقعت في تلك الفترة كذلك بعض الانقلابات العنصرية وأنا لم أكن شريكاً في أي من الانقلابات ولكن لسوء الجو والاحوال السياسية في تلك الفترة اضطررت لمغادرة القوات المسلحة الى الخارج.
{مقاطعاً: ما هي الرتبة العسكرية التي كنت تشغلها؟
كنت جندياً عادياً ولكني تلقيت تدريباً خاصاً من خلال القوات الخاصة الامريكية والبريطانية في داخل السودان وأنا كنت واحداً من ال «26» جنديا خاصا في أفريقيا في تلك الفترة.
{ متى إلتحقت بالمعارضة؟ وأين كنت؟
إلتحقت بالمعارضة في عام 1992م بعد أن تم إطلاق سراحي من المعتقلات في الدلنج والأبيض تلك الفترة التي قضيتها وهي عامين وقد إلتحقت بالمعارضة في القاهرة وكنت عضواً في التجمع الوطني الديمقراطي وعضوا في لجنة التنسيق العليا ممثلاً للحزب السوداني برئاسة الأب فيلب عباس غبوش وأنا الذي أعلنت الحزب القومي السوداني في المعارضة ثم بعد ذلك غادرت الى المملكة العربية السعودية في نهايات عام 1994م ثم منها عام 1997م الى انجلترا حيث ظللت بها الى عام 2004م عندما عدت الى السودان في هذا العام.
{ ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلتك تختلف مع حكومة الانقاذ؟
منذ قدوم الانقاذ نحن من أوائل الذين تم اعتقالهم وارسلنا الى المعتقلات وكانت المعتقلات في تلك الفترة خاصة في جنوب كردفان وجبال النوبة كانت الاستخبارات العسكرية هي التي كانت تعتقل المعارضين ونحن اعتقلنا تحت غطاء دعم الحركة الشعبية لتحرير السودان وبالرغم من إننا كنا سياسيين في الحزب القومي السوداني ولكن نسبة للاحكام العرفية التي كانت سائدة هناك لوجود العمليات في جنوب كردفان تم اعتقالنا ولم نسأل لماذا تم اعتقالنا ولكننا شعرنا أن الانقاذ بعد قدومها للسلطة تعاملت مع كل المشتبهين بصورة ثورية وعلى هذا الأساس لا أريد أن أقول كان هناك خلاف أصلاً ولكن جاءت الانقاذ واعتقلت الذين كانت تعتقد انهم اعداء بالنسبة لها وكانت هذه الفترة عصيبة في جبال النوبة.
{ ما هو شكل الاتفاق الذي تم بينك وبين الانقاذ وهنالك حديث عن صفقة تمت بينك وبينها؟
لم تكن هنالك اي صفقة على الاطلاق كانت هنالك وساطات وحوارات بيني وبين الاخوان في الانقاذ وابتدأ هذا الحوار وأنا في المملكة العربية السعودية في عام 1995م بالمرحوم مجذوب الخليفة ثم بعد ذلك عندما انتقلت الى انجلترا ثم لقاء بيني وبين الأخ قطبي المهدي والذي كان مديراً لجهاز الأمن الخارجي لأكثر من مرة ثم تبع ذلك اللقاء لقاء مع دكتور سليمان العوض الذي كان من القيادات النافذة في الجبهة الاسلامية في تلك الفترة ثم بعد ذلك التقيت بالأخ دكتور مصطفى عثمان الذي كان وزيراً للخارجية بالاضافة الى ذلك التقيت بالاخ مطرف صديق في ألمانيا وكثير من الاخوان وكانوا هؤلاء جميعاً يناشدونني بأن أعود الى السودان وفي نهاية الأمر بعد ان جرت حوارات بين الحركة الشعبية وحكومة المؤتمر الوطني في نيفاشا وبعد ان تم وقف اطلاق النار في جبال النوبة والنيل الازرق اجتمع الحزب القومي الديمقراطي الجديد بالداخل واتخذوا قراراً بإمكانية عودتي الى السودان لمتابعة العمل الجماهيري. ولم اتفق مع الانقاذ خارج السودان بالرغم من انهم كانوا يرون ذلك لكنني رأيت ان يكون الاتفاق بيني وبينهم في داخل السودان حتى اعطى المساحة الكافية للأخوة بالداخل لكي يصيغوا ورقة هذا الاتفاق. ولم تكن هنالك صفقة بيني وبينهم وأتيت الى السودان لأنه كان من الطبيعي أن اعود الى السودان لأنه وطني ورفضت أن أعود الى السودان بشروط وقلت خرجت نسبة لوجود ظروف طالما ان هذه الظروف قد انتهت سأعود الى السودان وسأمارس عملي من الداخل. وعندما عدت تمت مناقشة بيني وبين الأخوة في المؤتمر الوطني الذين استقبلوني استقبالاً جيداً وممتازاً واخوياً ولا بد لي أن أقول ذلك وهذا هو حال السودانيين دائماً اختلافهم يمكن أن يزول بمجرد الالتقاء وهذا شئ جيد وهي قيمة لا تتوفر في الشعوب الأخرى واستقبلت استقبال الابطال في مطار الخرطوم وثم بعد ذلك دخلنا في حوارات من خلال لجان كونت للحزب القومي الديمقراطي الجديد والمؤتمر الوطني وبعد ثلاثة اشهر تمخضت هذه اللقاءات باتفاق مبدئى نحن رتبنا وثبتنا فيه بأننا نريد أن ندعم السلام والوحدة والاستقرار في السودان ثم تلينا ذلك ببرنامج سياسي وشكلنا لجنة لمتابعته ولكن للأسف الشديد لم يتم ذلك ومات الاتفاق في حينه وانتهى الى هذا الحد.
{ هل يمثل حزبك جزءا من أحزاب حكومة الوحدة الوطنية؟
لا وانا لست عضواً في حكومة الوحدة الوطنية كما انني لست عضواً في منظومة احزاب جوبا.
{ مقاطعاً: لكن هذا الموقف لم يكن واضحاً؟
ليس بالضرورة على الاطلاق، نحن نمثل الطريق الثالث للسودان وهو طريق لا يقوم على الحدة ولا على التحيز واعتقد انه طريق سليم ونحن نرى في الساحة السياسية استقطاباً حاداً بين احزاب الحكومة واحزاب تحالف جوبا ونحن لدينا تحفظات وملاحظات في هذه الاطر حتى لا نحسب ولا يحسبون على طرف من الاطراف رأينا ان نقود طريقاً ثالثاً ونخاطب الكثير من الذين لا يعجبهم ما يحدث في الساحة سواء أكان مستوى الصراع بين القطبين ام كان على مستوى الصراع بين التيارين اللذين يقودان هذين القطبين. اذاً هذا الموقف هو موقف عقلاني نحن ننتهجه وهو موقف اكسبنا الكثير من المؤيدين رأينا ذلك من خلال طرحنا لبرنامجنا السياسي الذي سعينا من خلاله لقيادة السودان من خلال انتخابات رئاسة الجمهورية ونحن الآن يمكن ان تقول علينا «الحجازين» ولازم يكون هنالك «حجازين» في الوسط ..
ً{ مقاطعاً: لكن أحزاب المعارضة تنظر لكم بأنكم محسوبون ومتواطئون مع المؤتمر الوطني؟
أيضاً المؤتمر الوطني يمكن أن ينظر لنا بأننا يجب ان نكون معه ونحن متواطئون مع المعارضة، اذاً ايهما اصح في الموقف، هذه اتهامات لا أساس لها، أنا لست بالضرورة كحزب ان اكون تحت امرة حزب آخر وأنا لي كياني الخاص ولي ثوابتي التي انطلق منها وليست بالضرورة أن اتفق مع الآخرين.
{ الحزب القومي الديمقراطي الجديد هل يعني هذا الاسم إن هنالك حزبا قوميا قديما؟
نعم انا كنت عضواً في الحزب القومي السوداني، هذا الحزب الذي كنت أنتمى إليه وكنت مسؤول عمله بالخارج وأنا الذي أعلنت هذا الحزب في المعارضة وكان في تلك الفترة بزعامة الاب فيلب عباس غبوش، كان هذا الحزب يركز على قضايا جهوية وهي قضية جبال النوبة بالإطار المفهوم الجهوي الضيق نحن رأينا هذا الاطار لا يمكن أن يقود إلى الاصلاح سواء أكان على المنطقة ام على مستوى السودان، وكان لا بد لنا أن نتفاكر حول تجاوز اصلاح هذا الحزب او تقويمه في ادائه او تجاوزه ورأينا أن هذا الحزب لا يمكن ان يتم اصلاحه لمحدودية تفكيره ولمحدودية الرقعة التي كان ينطلق منها لذلك رأينا أن نؤسس حزباً وليس انشقاقاً.. حزباً يقوم على مرتكزات فكرية واضحة جداً تتجاوز فيه الحزب القديم الى رحاب أوسع نستوعب فيه كل قضايا السودان لأننا قلنا إن معالجة قضايا المناطق التي تعاني من الظلم لا يمكن أن تتم في اطار ضيق ومتى ما توفرت المساحة والفهم الكبير لمعالجة هذه القضايا على المستوى القومي هذه المعالجات هي التي يمكن أن تستقر، وكيف رأينا أن اتفاقية اديس ابابا قد تم الغاؤها بجرة قلم. اذاً نحن نعمل من خلال الحزب القومي الديمقراطي الجديد لبناء فهم قومي ولبناء انتماء قومي لوطن واحد ولتأسيس وحدة وطنية تقوم على الإنتماء الواحد للوطن الواحد.
{ مقاطعاً: لكن أي حزب يكون عنده تاريخ وانجازات ونضالات بالتالي يعني ان الذي حدث هو انقسام نريد ان نعرف اسبابه الحقيقية؟
لم يكن انقسام بل تجاوز لأن الحزب القومي القديم كان لا يقوم على مرتكزات فكرية واضحة ولا يقوم على مؤسسات واضحة كذلك كما كان لا يقوم على برنامج سياسي واضح وعندما افتقدنا ذلك سألنا انفسنا هل يجب أن نستمر في مثل هذا الحزب أم نقوم بتقويمه أم نتجاوزه وليس ننشق عنه نتجاوزه والانشقاق عندما تنشق بفهم سياسي موجود نسبة لاسباب يمكن ان تكون موضوعية ولكننا افتقدنا كل هذه الاشياء التي يقوم عليها اي حزب متمكن ولذلك نحن تجاوزنا هذا الحزب بفهم سياسي يختلف تماماً عن الفهم القديم. ويختلف تماماً في المرتكزات الفكرية التي نحن انطلقنا منها ويختلف تماماً في القيادة التي نحن الآن من خلالها أعلنا الحزب القومي الديمقراطي الجديد. اذاً مسألة الانشقاق غير واردة ونحن لدينا انجازات وقد خضنا معارك ضارية فكرية واعلامية على مستوى المنابر الخارجية مع حكومة الانقاذ والكثيرون يعلمون ذلك ونحن كذلك استطعنا ان نبني منطلقات ورؤى قائمة على أفكار واضحة جداً ميزنا فيها انفسنا عن الآخرين ونحن لا نقوم على إرث واذا كان أي حزب في الساحة قام على إرث يمكن ان أقول ان الاحزاب التي نتحدث عنها هي عمرها 54 عاماً لم تقم هذه الاحزاب على إرث واضح ولقد ظهرت فجأة بعد الاستقلال اذاً هنالك احزاب كثيرة ظهرت في تلك الفترة وهي أحزاب جديدة وليس عيباً من لا شئ ثم يعمل هذا الحزب في اطار الفهم العام بالنسبة لمفهوم بناء الدولة ومن خلاله يبني تراكمات لإرثه السياسي ونحن قد فعلنا ذلك واعتقد ان هذا العمل موضوعي واذا كانت هنالك اطر مقنعة بالنسبة لنا لما كنا في الحزب القومي الديمقراطي الجديد ولكن شعرنا ان الاطر والاحزاب الموجودة في الساحة هي احزاب لدينا ملاحظات حولها وأهمها الحزب القومي السوداني الذي نحن تجاوزناه وبنينا حزبنا الآن في فترة وجيزة اصبح من الاحزاب المعروفة في السودان اذاً هنالك رغبة وقدرة اكيدة في بناء تنظيم يقوم على فهم سياسي يختلف عن المفاهيم السياسية الموجودة في السودان حقيقةً.
{ هل هنالك تفاوض بين الحزبين لاستيعاب الحزب القومي في حزبكم؟
لا ليس هنالك أي تفاوض بل الحزب القومي السوداني قد انشطر الى احزاب كثيرة يمكن ان تقول انها 4 احزاب تقريباً وهي احزاب موجودة في الساحة ولكن لم يتم أي حوار بيننا وبينهم هم يعملون في اطرهم وقناعاتهم المعروفة وأما نحن فقد تبنينا خطاً مغايراً يختلف تماماً عن الخط القديم وقيادة حزبنا هي قيادة من كل انحاء السودان لذلك نحن نعتقد اذا كان هنالك أي تفاوض أو أي تحاور يكون من هذا المنطلق نحن لا نريد أن نعمل في اطار جهوي في أي جهة من الجهات السودانية لكن اذا كانت هنالك رغبة من الآخرين في ان يتفاوضوا معنا فنحن لا نمانع في ذلك.
{ لماذا لم يندمج حزبكم في الحركة الشعبية لتحرير السودان مع أن القضية واحدة؟
القضية لم تكن واحدة، الحركة الشعبية هي حركة عسكرية واصبحت سياسية الآن وهي عسكرية وسياسية حتى الآن ونحن حزب سياسي قائم على المفاهيم السلمية للعمل السياسي في السودان وبهذا السؤال كذلك لماذا نحن لم ننضم للمؤتمر الوطني أو أي حزب آخر، الحركة الشعبية مع احترامي الشديد لها هي حركة لها قناعتها وبدأت بتحرير السودان تم انتهت الآن بممارسة تقرير المصير للجنوب ونحن مع تقديرنا الشديد لحقوق الجنوبيين نحن كنا نريد للحركة الشعبية أن تواصل مسيرتها في بناء السودان من خلال الفهم الذي قاتلت من أجله فترة العشرين عاماً ولكن من خلال دخول مسألة تقرير المصير في اجندة الحركة الشعبية نحن رأينا ان هذا البند قد شكل انعطافاً حاداً في مسيرتها ونحن نقول كانت هنالك مساحة كبيرة في صالح الحركة الشعبية ومن خلالها في تحالف الاحزاب الاخرى الكثيرة لتأطير المفاهيم التي يمكن ان تشكل تغييراً كبيراً في الفهم السياسي السائد في السودان. نحن بأي حال من الأحوال لا نقلل من الحركة الشعبية ولا في مساعيها ولا في رؤاها ولا في التضحيات التي قدمتها ولكننا نقول ان الحركة الشعبية الآن تقاتل لانفصال الجنوب وهنالك كثيراً ما يتحدثون عن الوحدة الجاذبة والوحدة غير الجاذبة ليست هنالك ما يسمى بالوحدة الجاذبة ماهي معايير الوحدة الجاذبة ويجب ان نحترم عقول الشعب السوداني وكثيرون من الاحزاب في الشمال كذلك يقولون إننا لا يمكن أن ندعم تقرير المصير الذي يقود الى الوحدة وهذا امر عجيب كيف ليس لدينا نموذج في العالم لديه مشاكل مثل السودان تم فيها إقرار لممارسة حق تقرير المصير ثم قامت هذه المجموعة التي تعتقد انها مقموعة سياساً بالتصويت لوحدة البلد هناك نماذج نحن لدينا تيمور الشرقية لدينا اريتريا ونماذج كثيرة. اذاً الحديث عن لماذا لم ينضم الحزب القومي الديمقراطي الجديد للحركة الشعبية يمكن ان يكون نفس السؤال لماذا لم ينضم الحزب القومي الديمقراطي الجديد للمؤتمر الوطني أو للأحزاب الأخرى ولماذا انضم اصلاً ونحن لدينا كياننا ولدينا افكارنا ولدينا رؤيتنا كغيرنا من الاحزاب السياسية وكذلك الحركة الشعبية او المؤتمر الوطني لبناء السودان وليس لبناء السودان فقط بل لحكم السودان وتطبيق رؤيتنا السياسية في الدولة التي نحن نسعى لحكمها على هذا الاساس انا اعتقد نحن كيان سياسي لدينا رؤيتنا.
{ هل للمرشح منير شيخ الدين اي تاريخ سياسي، وما هو الذي يميزك عن المرشحين الآخرين؟
نعم لدى تاريخ سياسي تليد. انا احد النشطاء الذين كانوا يعملون في جبال النوبة جنوب كردفان من فترة طويلة جداً كناشط حقوقي ثم بعد ذلك ولجت العمل السياسي من خلال تنظيم «كمولو» السري، هذا التنظيم كان تنظيماً سرياً نشأ في عام 1972م ثم تحدثت عنه في كتيب بعد 34 عاماً من الخفاء، كشفت فيه الكثير بالاضافة الى ذلك انا كنت ناشطا في الحزب القومي السوداني في منطقة جنوب الدلنج بالتحديد ثم في اطار وجودي في المعارضة كنت ناشطاً في حقوق الانسان وأنا من الذين ساهموا مساهمة فعالة جداً في فرض وقف اطلاق النار في الجبال وقد تم ذلك من خلال زيارتي لامريكا سنة 2001م وانا كنت رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد في تلك الفترة وهناك قضايا تخص السودان على المستوى الدولي قد شاركت فيها مشاركة فاعلة والآن انا مشارك بصورة كبيرة جداً في القضايا الوطنية وكنت عضوا بالمجلس الانتقالي للسلام لجنوب كردفان وكنت عضوا بالمفوضية القومية للمراجعة الدستورية وعضو المجلس الاستراتيجي للتخطيط ومستشار للمركز العالمي الافريقي للدراسات الاستراتيجية وامين امانة التخطيط والدراسات الاستراتيجية بمجلس حكومة الوحدة الوطنية وساهمت في حل كثير من المشاكل والصراعات التي حدثت في الفترة من 2004- 2010م وخاصة الصدامات التي تمت بين القبائل المتاخمة في جنوب كردفان في اطار الصراعات التي ظهرت بينها، اذاً لدي تاريخ ولدي انجازات واقلها انني ساهمت كثيراً في الحفاظ على ارواح الناس من خلال التسويات ومن خلال التهدئات التي قدتها في المناطق التي ذكرتها. وعلى المستوى الفكري اعتقد انني اضفت جديداً في الساحة السياسية السودانية واذا تتبعت تاريخنا السياسي نحن نطرح مدرسة فكرية سياسية جديدة مدرسة بعيدة من المهاترات بعيدة عن سب الآخرين بعيدة عن التجريم وبعيدة عن التجريح، اذاً هذه اضافة فكرية جديدة بصراحة في الساحة السياسية بالاضافة الى ذلك ما يميزنا عن الآخرين أنا آت من قاعدة المجتمع السوداني ولدت في الحقول كنت مزارعاً وراعياً للابقار والاغنام وانا الآن افضل من يستطيع مخاطبة كل شرائح المجتمع السوداني وانا لست غريباً على أي واحدة من شرائح المجتمع السوداني وأنا أفضل من يستطيع أن يخاطبهم استطيع أن أخاطب العمال والموظفين والمثقفين واستطيع ان اخاطب الجنود سواء كانوا في داخل القوات المسلحة أو خارجها استطيع ان اخاطب الرعاة والمزارعين لأنني واحد منهم. اذاً هذا يميزني كثيراً عن الآخرين.
{ كيف تستطيع ان تتفوق على منافسين لديهم تجارب طويلة وتدعمهم احزاب تاريخية وطائفية كبيرة؟
مع احترامي الشديد جداً لمسألة كبيرة واذا كان هنالك (كُبُر) في السودان لما رأينا أن الجنوب في طريقه الى الانفصال أين (الكُبُر) والسودان الآن يتمزق أمامنا ليس هنالك كبير حقيقة كل هذه الاحزاب حقيقة قد فقدت اوزانها ويجب ان نعترف بذلك والارتكان للماضي والعيش في كفوف التاريخ هذا امر غير منطقي الآن هنالك اشكالات كبيرة جداً عبر 54 عاماً من تاريخ السودان وان السودان لم يستقر. اذا اين «الكبر» هنا والسودان لم يستقر السودان اصبح الآن دولة قبلية أكثر من أنها تكون دولة قومية ينتمى اليها الجميع وبرزت القبلية والدولة اكثر من انها تكون دولة قومية ينتمي اليها الجميع وبرزت القبلية والدولة قد تراجعت تماماً ولذلك من العيب أن نقول هنالك أحزاب كبيرة واحزاب صغيرة ليس هنالك معايير الا اذا نحن قلنا هنالك فرص توفرت، احزاب استطاعت في مرحلة من المراحل ان تحكم السودان بمفردها ولكن الآن اذا كانت هنالك احزاب كبيرة لماذا الآن هنالك 83 حزبا في السودان؟ ليست هنالك احزاب كبيرة حقيقة واقولها صراحة ان السلطة من عند الله اذا منحني الله السلطة سأحكم غصباً عن الآخرين واعلم جيداً ان هنالك انظمة كبيرة جداً وضخمة وكانت لها امكانيات لكنها انهارت في لحظة مثل الاتحاد السوفيتي وشاه ايران ورومانيا شاوسيسكو أين اين هم الآن؟ اذاً ليس الحديث عن ان هنالك اناسا لديهم تجارب كثيرة في العمل السياسي وان هنالك احزابا تدعمها قواعد طائفية واخرى لديها خبرات، هذه معايير مع تقديري الشديد لها لكنها لا تشكل معياراً حاسماً في حكم السودان في الوضع الذي نحن نعيشه ولماذا يرأس منير شيخ اليدن الحزب القومي الديمقراطي الجديد؟ ولماذا لم أكن أنا جزءا من الاحزاب التي قلت عنها كبيرة؟ واذا كانت هذه لديها القدرة في ان تستوعب الآخرين لكننا في تلك الاحزاب رأينا ان هذه الاحزاب لم تتطور سواء في قيادتها او برنامجها السياسي او في رؤيتها للسودان واصبح السودان بصراحة قاب قوسين او ادنى من التفتت واذا انفصل الجنوب غداً ليس هنالك ما يمنع انفصال النيل الازرق وليس هناك ما يمنع انفصال الشرق وليس هناك ما يمنع ان تكون هناك مشاكل في الجزيرة والشمالية. اذاً نحن أمام محكات حقيقية اذا كانت هنالك أحجام كبيرة نحن نريد من هذه الأحجام ان تظهر في هذه اللحظة لكي تستطيع ان تحمي السودان من الانهيار والتفتت ومن التشرذم ولكن الجلوس والركون في كراسي المنتديات والحديث عن ان هنالك احزابا كبيرة وهنالك احزاب صغيرة هذا لا يفيد ولقد رأينا ان هناك تيارات ظهرت فجأة وخلقت زخماً عالمياً وغطاءً كثيفاً من الظلال في مسرح السودان السياسي، الآن المفاوضات في الدوحة وخليل ابراهيم اصبح رقماً في السودان لا يمكن لأي شخص في السودان ان يتجاوزه على الاطلاق ولكنه جاء نتيجة للاخطاء السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.