{ عازمنّك لون.. على ناصية شارع أو حلة أو حيطة شينة! ما ضروري تجيب ألوان موية ولا زيت ولا طباشير، بفحمة ممكن تقول كتير.. بشخبطة ما مفهومة بتحول الحتّة للوحة من ألوان كتيرة وجميلة! { وده كلام ناس (سودان متحد) الحوّلوا حيطة مدرسة (كمبوني) في الخرطوم وحيِط (معهد سكينة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة) للوحة كبيرة شديد مرسومة بيدين كتيرة لكن فكرتها واحدة وهي الوحدة والسلام، عشان كده لما تشوفها من بعيد بتفتكر إنو الرسمها زول واحد! { الفكرة جات من أصحاب زعلانين من عدم معرفتنا ببعض، ومن عنصريتنا المدسوسة بكلام برّاني بس.. الأصحاب ديل كان بتلموا ويتكلموا.. قاموا قالوا الكلام ما كفاية تعالوا نعمل حاجة زيادة. { و(خالد حامد) الرّسام كان من الزعلانين ديل، وقال فكرتو تعالوا نرسم في الحيط ونقول الدايرنو، ونبدأ بالنيل لأنو في أي حضارة هو مقدس وبدًّي الزول الأداهو.. و... { الكلام بقى في نرسم بشنو؟ { وبرضو قالوا بأي حاجة إن شاء الله بفحمة! كل زول حسب قدرة لونو! ودخلت اليدين الجيوب وجات علبة (بوماستك) واحدة والباقي ألوان مقدّرة ظروفهم! { وحيطة (كمبوني) بقت حلوة شديد!! والشهادة دي من جامعة الشارع.. وكمان الجرايد كتبت والإذاعات الخفيفة إمكن عشان الفكرة شوية جديدة علينا وكمان لأنها بتستاهل. { واتلموا ناس كتار شديد يرسموا ويقولوا بالألوان الما قادرين يقولوه بالكلام.. رسامين بعيدين عن التشكيل المعلّب في المنتجعات السياحية البعيدة.. مثقفين بيهمّهم تمشي الفنون لقدام.. وشماشة رسّامين بالفطرة وديل اكتر ناس قالوا! وناس مارّين شالوا وقالوا حاجة واحدة دايرين السلام... بس بألوان متنوعة! { ناس السياسة بيعرفوا طبعاً الكلام أكتر من الألوان وبعرفوا يلمّوا المواطنين لحملاتهم الانتخابية الكبيرة ويرسموا ليهم أحلام يقظة عريضة عن بكره لكن بعد ما تنتهي اللّمة ويمرق الناس من صيوان الكلام بتفضل الشوارع غبشه ولاّ ملصّقة بالصور المشرّطة - وده تعبير برضو - و دايما منقّرة. { وبمشي كل زول لحال سبيلو وفي قلبو كلام أكتر من القالو السياسي داير يقولو وما عارف يقولو وين لأنو مواطن بس! { (سودان متحد) مكرفون لألوان أحلامك لبلدك بشرط كبير جدا إنك تكون سوداني ما عنصري! أو شايف نفسك أحسن من غيرك وماعندك أفكار اضطهادية للناس الأقل منك - زي الشماشي مثلا- ولازم تكون شايل هم التنوع الفينا ده وجواك سؤالو الحار: (ياربي تنوّعنا ده محنة ولا منحة ؟) وإذا شايف إنو محنة كيف بلونك تحوّله لحالة حياة سمحة.. وإذا شايف انو منحة كيف بلونك تقدر تديها لناس تانين ما قادرين يشوفوا. { كلنا عارفين إنو بلدنا مشت في درب صعب شديد واتقطعت أطرافها من ألغام الحرب والنهب والكضب! وكلنا متأكدين إنو السياسة سجنتنا في الكلام والأحلام والوعود و إنو بكرة أحلى وببلاش! وأيّ بكرة جا علينا كان غالي بغلاتو وما ضوقنا حلاتو! وبقينا محبوسين وساكتين وعارفين إنو الكلام براهو ما كفاية وإنو الأبى يسمع صوتك وريهو لونك وسمعو لحنك بأدب وبأصول.. وفي الشارع اللامينا كلّنا الماشين والسايقين والمتواصلين.. الأولاد والبنات الشماشة والعندهم بيوت و... { محتاجين نشوف الألوان التانية عشان اتعودنا على الجير الأبيض والأخدر في كل حتة رسمية وشعبية.. محتاجين نعرف بعضنا بألوانّا المختلفة دي، فالزول المن جبال النوبة المتعود على الزراعة وألوانا النضيفة ما برسم ليك زي الزول الجاي من البطانة بألوان الواطه والإبل مثلا! { محتاجين نمرق الساكتين عليهو سنين ندفقو ملّون بالجوانا عشان البعرفوا يحللّوا النفس يورونا نحنا مالنا؟ والبعرفوا يحللوا السياسة يوروهم نحنا دايرين شنو؟ والبعرفوا يحللوا الّلون يوروه إنو في ناس في بلد اسمو السودان عرفوا يحولوك لكلام ويقولوا بيك: (وحدتنا والسلام )..