{ بذلنا للاعب المريخ الراحل (ايداهور) أقصى ما يبذله شعب لضيف يقيم بين ظهرانيه، قدمنا له كل شيء إلا (الإسلام)، لأن الرجل بعد موته لا يحتاج لشيء غير الإسلام الذي لم نقدمه إليه، وحزننا يتضاعف وأسفنا الطويل، والجميع يشهد لإيداهور بأنه صاحب خُلُق رفيع، وحُسْن الخلق يفضي للإسلام، إن أحسن توظيفه! { أقرأ بصخب هذه الأيام للكاتبة الزميلة (مشاعر عبد الكريم) التي لم ألتقها كفاحاً، وأستطيع أن أبذل إليها لقب (أحلام مستغانمي السودانية) نظراً لعمق أفكارها وقوة تعابيرها وحصافة معالجاتها، طربت أكثر لمعالجتها الطريفة لثقافة (أولاد البلد) في مقالها منذ يومين، كانت معالجة سهلة لموضوع صعب ووعر. { إلتقطت (مشاعر) خيط فكرتها من (صاحب ركشة) وهو يشتجر مع أحدهم، ثم يُطلق في مواجهته تلك العبارة المؤلمة.. (أنا ود بلد يا وهم)، وعبقرية الفكرة تكمن في بساطتها، والحياة دائماً يصنعها البسطاء، فأجمل المقالات الوسيمة التي لم تُكتب، يمكن أن نلتقط خيوط أفكارها من (زنك الخضار)، ومن داخل تلك الوسيلة (الخلاقة) الركشة، التي لم تكن عربة بأربعة أرجل، ولم تصبح عجلة بلستكين.. ويا وهم! { نهار الجمعة الماضية كنت برفقة الأستاذين الإعلاميين عثمان محمد محجوب ومعاذ الصغير. كنّا بموقف حاج الريح بعطبرة بصدد رحلة العودة للخرطوم، (حيث الطيارة بتقوم والرئيس بنوم) انتخبنا بالإجماع سفريات التوحيد المشهورة بانضباط رحلاتها، تأخرت هذه الرحلة فقط عشر دقائق عن موعدها، وكان هذا مثار تساؤل واحتجاج!. فتصدى لنا الأخ معاذ (يا جماعة دا قايلها الإماراتية)؟!، عشر دقائق في (سودان النيل والشمس والصحراء) تعتبر اعجازاً، فيجب أن تسجل هذه الشهادة في (دفتر السرجلد) صاحب (توحيد مكة)، أن تُسجّل له وليس عليه! فهيئات حكومية بأكملها مثل سودانير يمكن أن تتأخر عشر ساعات. { وجدت نفسي في مواجهة الفريق الهادي عبد الله، ولم ألتقه من قبل، والرجل قد شغل عدة مناصب وزارية من بينها وزارة الداخلية، وهو مرشح المؤتمر الوطني لمنصب والي ولاية نهر النيل، فقال لي: (أنا قدمت لك خمس دعوات ولم تستجب)، ثم لم تكتب سطراً واحداً عن حملتنا الإنتخابية! قلت لسعادة الفريق إني أُعاني من أزمة بطء (قلب الصفحات)، ولازلتُ أقلب في صفحات أحمد مجذوب (الوالي المنصرف)، فهل تعتبر هذه أول سطور لصالح الفريق الهادي عبد الله الذي تنتظره معركة شرسة مع دكتور بخاري الجعلي! مرشح الحزب الإتحادي (الأصل)؟! { لازلت أحتفي بقول ذلك الجنوبي الفيلسوف والذي قال يوماً، (لقد تمنينا دائماً للسودان مقعد «أفضل الأفارقة»، ولكن السودان يختار دائماً مقعد «أسوأ العرب»)!، وأتصور، -والحديث لمؤسسة الملاذات- أن نعيش (أزمة ارتباك هوية)، وتجاذبات بين الأفرقة والعروبة. فلماذا والحالة هذه لا نتواضع في نهاية المطاف على توصيف السودان (كدولة إفريقية مسلمة)، بحيث أن المسلمين من ذوي الأصول العربية ليس لهم مكان غير السودان يمكن أن يعودوا إليه، (وطننا السودان وديننا الإسلام)؟، فهل يقبل شغِّيلة (السودان الجديد)، بهذه المعادلة؟. { نعم كلّما استمعت لمرشح (السودان الجديد)، كلّما أدركت أن (السودان القديم بخير)، بل بألف خير، فمنذ أيام أبرزت هذه الصحيفة صورة لمرشح (السودان الجديد) وهي مُلصقة على مكب نفايات، والآن أدركت لماذا تلجأ حملاتهم إلى تلك الأمكنة، لأن أهل المحال التجارية لا يقبلون بملصق غير بوستر المواطن عمر البشير (مرشح السودان القديم). { الأخ الزميل الصديق الطاهر حسن التوم، بعد لقاء الرئيس ليس هو الطاهر قبل لقاء الرئيس، ألم أقل لكم إن الإبداع (شايقي أربعة صلائب)، يستحق الطاهر بعد ذلك أن (يركّب مكنة كبيرة)، لكنه لا يفعل وهو يدرك أن (الرفعة في التواضع)، فكلما نجحت، كلما ازددت تواضعاً، هذه المضامين يُدركها الذين يجعلون من هذه المهنة رسالة..! والله أعلم. { استطيع أن أطمئن كل أصدقاء الأخ الفكي مكي (نجم المجتمع والكرة) بعطبرة أنه بخير، وأنه ذاهب نهاية هذا الشهر إلى عملية جراحة نقل الكُلى، بإيمان وثقة كبيرين، وذلك بعد أن تلقيت منه مكالمة من مقر إقامته بالدمام.. فأكثروا من الدعاء له..