حوار: عزمي عبد الرازق - تصوير : علم الهدى على حين غفلة وجد أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني «حاج ماجد سوار» نفسه في مواجهة الأسئلة الصامتة بُعيْد انتقاله لخط الدفاع عن المؤتمر الوطني وعباراته الدواية التي أطلقها في بورتسودان وفتحت عليه النيران من حيث لا يحتسب، وهو أحد قيادات الحزب الممسكين بأكثر من ملف في وقت واحد، وبما أن المؤتمر الوطني هو الوحيد المتحكم هذه الأيام في مجريات الأحداث وأسرار «الطبيخ» السياسي تظل الرغبة متصلة لمعرفة ما ينوي فعله ويسعى لترجمته عبر قادته وإماطة اللثام عن تلك المواقف والتقاطعات.. في هذا الحوار حاولنا الاقتراب أكثر من أمين التعبئة بالوطني وحاصرناه بالعديد من الاتهامات والأسئلة ونحن نتعقب ذلك الهاجس الجنوني، هاجس التحول السياسي المربك في المواقف، والانفلات من المرئي إلى اللا مرئي، ومن أين للمؤتمر الوطني بتلك الثقة باكتساح الانتخابات، وأين أخفى الحركة الإسلامية، وهل صحيح أنه يدير حرباً سرية على الحركة الشعبية عبر منابر وأحزاب أخرى، وكيف يرد على الاتهامات المتناسلة بأن وجوده ضعيف في المراكز والولايات وما تردّده المعارضة عن تسخيره لإمكانيات الدولة في حملته الإنتخابية، كل هذه الأسئلة وغيرها واجهنا بها أمين التعبئة السياسية «حاج ماجد سوار» فماذا قال: { تجمع جوبا يسعى لتوحيد صفوفه لخوض الإنتخابات بمرشح واحد، ألا يمكن أن يشكل هذا تهديدا على فرص فوز مرشح المؤتمر الوطني ؟ - لا أعتقد ذلك . نحن لدينا دراسات وإستطلاعات تؤكد أن الرئيس البشير سيفوز من الجولة الأولى بأكثر من 70% من أصوات الناخبين السودانيين، فإذا تجمعت أحزاب جوبا واعتمدت نظريتها الأولى لتشتيت الأصوات وجر المؤتمر الوطني لجولة ثانية ، إذا إختارت هذا الخيار فهذا لن يؤثر على نتيجة الانتخابات فنحن على ثقة وعلى اطمئنان تام بأن الرئيس البشير سيحقق النتيجة المطلوبة من الجولة الأولى. { المعارضة لم تنفك تتحدث عن (الخروقات) التى وقع فيها الحزب الحاكم والتلاعب في كشوفات الناخبين عبر اللجان الشعبية، كيف حدث ذلك ؟ - الحديث عن الخروقات جاء في إطار استراتيجية قصد منها بناء حقيقة بأن الإنتخابات مزورة ولذلك كانت أحزاب جوبا منذ البداية تطرق على هذا الوتر وعندما جاءت فترة الطعون في السجل الانتخابي لم تقدم هذه الأحزاب أي أدلة تثبت أن هناك تجاوزات أو خروقات أو تزوير تم في السجل، فلذلك أي حديث عن خروقات للمؤتمر الوطني هو حديث غير صحيح ، { كيف هو غير صحيح وهناك مذكرة رفعت للمفوضية وهنالك العديد من الجهات الخارجية طلبت مرقبة الإنتخابات حتى لا تصاحبها أي عملية تزوير ؟ - المؤتمر الوطني حريص على أن تتم الإنتخابات في جو من الحرية والشفافية ولذلك فتح الباب لكل الجهات التى تريد أن تراقب الإنتخابات سواء أكانت جهات وطنية أم خارجية، وهو أمر كفله الدستور وقانون الإنتخابات ، ولكن هذه الأحزاب نتيجة لعدم استعدادها ورغبتها في خلق حالة من عدم الاستقرار في البلد تحاول أن تصور الأمر في هذا الاتجاه غير أن هذا لا يفوت على فطنة الناخب السوداني . { حسنا ، دكتور الترابي نادى بحكومة انتقالية تبقى على الرأس والكتفين كيف تقيمون ذلك الاقتراح ؟ - هذه الدعوة طبعا ليست جديدة وهى دعوة ظلت ترددها القوى السياسية ولكن الحديث عن حكومة قومية فيه نقض لاتفاقية السلام والدستور وهذه الحكومة قائمة على تلك الشرعية ، شرعية الدستور الانتقالي والتى حددت المشاركة بنسب معروفة ، وأي تغيير في شكل الحكومة يعد خرقا للدستور والاتفاقية فالمؤتمر الوطني متمسك بالحكومة القائمة حتى قيام الإنتخابات ، وهى دعوة لا تجد أي تجاوب داخل المؤتمر الوطني { الحديث عن الفساد تكاثر بشكل ملحوظ وهنالك إتهامات للبعض في الحزب والحكومة بالفساد وبالإفساد ، بماذا تردون على تلك الاتهامات؟ - الحديث عن الفساد هو مكايدات سياسية تدفع بها القوى السياسية في مواجهة المؤتمر الوطني ، وكل من لديه معلومات المطلوب منه أن يتقدم بها للجهات العدلية وهى كفيلة بأن ترد الحق لأهله إذا كانت هنالك حقوق (مسروقة) أو مسلوبة من أموال الشعب السوداني ، ولكن لا يخرج ذلك الحديث عن دائرة الكيد السياسي . { (مقاطعة) .. حتى لو كانت شخصيات معروفة ولديها حصانة ؟ - وهذه مسؤولية الحكومة.. كل من يثبت عليه تجاوزات أو فساد الحكومة لديها من الآليات والمؤتمر الوطني نفسه لديه من الآليات الرقابية المعروفة والمعلومة ، ومحاولة دمغ التجربة كلها بأنها مبنية على الفساد هى مجرد دعاية سياسية لا أكثر، فإذا كان الأمر كذلك فليتقدم من يسيرون بهذا الإتهام بأدلتهم وإثباتاتهم للجهات العدلية وهى كفيلة بحسم أي تجاوز . { في حالة إكتشاف حالات داخل المؤتمر الوطني ما الذي سيفعله الحزب لتصحيح الأوضاع بداخله؟ - أنا أؤكد لك بأن قيادات المؤتمر الوطني هى قيادات بعيدة عن الشبهات فيما يثار ، وإذا حدث واكتشفت مثل هذه الحالات فالمؤسسات قادرة على أن تتعامل معها وهو حديث إفتراضي ... { القوى السياسية إتهمت المؤتمر الوطني بأنه وظف موارد الدولة والمرافق العامة في حملته الإنتخابية، أليس هذا ايضا خرقا ؟ - هذا أيضا غير صحيح وهو من باب الكيد السياسي ، معلوم للجميع أن المؤتمر الوطني منذ بداية الحملة الإنتخابية جمع كل الموالين له من رجال الأعمال وأصحاب المال ودفعوا أموالا كثيرة في إجتماع واحد تجاوزت ال(15) مليار جنيه ، والمؤتمر الوطني الآن يبني كل حملته على ما يمتلكه من موارد من اشتراكات أعضائه العاملين في مؤسسات الدولة أو في غيرها ، وأنا أؤكد لك بأنه لم يحدث أي إستغلال لامكانيات الدولة، ومن كان أيضا له دليل فليدفع به للرأي العام والمفوضية . { ولكن رجال الأعمال الذين يدعمون «الوطني» يقدم لهم إمتيازات وتسهيلات في أماكن أخرى وبالتالي يمكن دمغهم بال.......؟ - هذا غير صحيح وفي كل التجارب الديمقراطية في أوربا وفي الولاياتالمتحدة أو غيرها رجال الأعمال هم من الممولين الأساسيين في الإنتخابات ورجال الأعمال في المؤتمر الوطني هم أصحاب إنتماء حقيقي وأصيل لا تدفعهم أي أجندة أو مصالح لتمويل حملة الحزب بل بعضهم يدفع دون ان يذكر اسمه ودون أن يوضح شركته التى تبرعت بهذا ويقدمون أموالهم عن رضا تام.. { .....................................................؟ هذه تجربة الإنقاذ من يومها الأول مع رجال الأعمال هم الذين دفعوا ببواخر القمح عندما كنا نحاصر وهم الذين حرروا البترول بأموالهم عندما اشتروا إمتياز شفرون وهم الذين مولوا القوات المسلحة في عمليات صيف العبور بوسائل الحركة وغيرها وبالتالي فليس هنالك أي مقابل يعود على رجال الأعمال جراء هذه المواقف والمؤتمر الوطني لا يرهن سياساته ولا خططته ولا برامجه لأي فئه من الفئات بل يراعي مصلحة الوطن والمواطن تماما . { حسناً، لماذا الإهتمام بالرياضة في هذا الوقت تحديدا ودعم جمال الوالي مرشح الوطني وتوريط صلاح إدريس في العديد من المشاكل والديون حتى قرر الإستقاله هل لأنه إتحادي و.. ؟ - هذا غير صحيح فالمؤتمر الوطني جزء من سياساته أن يدعم الرياضة بصورة عامة دون اللجوء لتسييس الرياضة لأن هذا نشاط مجتمعي يجب أن لا يزج به في أتون العمل السياسي ، وأنا كنت قائما على أمانة الشباب وهى المسؤولة عن ملف الرياضة في المؤتمر الوطني ظللنا نقدم الدعم لكافة الأندية الرياضية دون تميز ولأن المؤتمر الوطني نفسه قياداته موزعة بين العديد من الفرق بعضهم يشجع الهلال وبعضهم يشجع المريخ وبعضهم الموردة وكوبر ، ولذلك ليس صحيحا أن يقال ان النادي الفلاني هو نادي المؤتمر الوطني، ونحن أحرص الأحزاب على أن نحافظ على ديمقراطية العمل الرياضي ولكن هذا لا يمنع أن بعض الذين يقودون دفعة العمل الرياضي في البلاد لديهم انتماءات سياسية ويعبرون عن وجهة نظر سياسية، فالمؤتمر الوطني من هذا الباب هو قدم الأخ جمال الوالي مرشحا عنه في دائرة مدني الغربية وقدم الآخر معتصم جعفر مرشحا عنه في دائرة (الحصاحيصا) ولكن هذا لا يعني تسييس العمل الرياضي بأي حال من الأحوال . { في حديث لك ببوتسودان ذكرت أن مرشح الحركة الشعبية يسعى لتعطيل حدود الله وطالبته بالبحث عن خمارة خارج السودان ، فما الذي تقصده بخمارة ؟ - أنا أيضا لم أسم شخصا بالاسم ولكن تحدثت بصفة عامة عن بعض المرشحين الذين طالبوا بإيقاف بعض الحدود كحد (الخمر) وأنا قلت إن الشريعة الإسلامية هى خط أحمر للمؤتمر الوطني بل هى ملزمة حتى للحركة الشعبية نفسها لأن اتفاقية نيفاشا ومن قبل مشاكوس كان هنالك اتفاق واضح جدا موقع عليه ومشهود بأن يحكم شمال السودان بالشريعة الإسلامية ويحكم الجنوب بكريم الأعراف ، وكل الأديان تحرم الخمر هذا شيء معلوم بما فيها المسيحية وكل العاقلين والراشدين يحرمون الخمر ولذلك لا أرى أي مبرر لأي مرشح في أي مستوى من المستويات أن يطالب برفع الحدود ... { (مقاطعة) ولكن السودان فيه تنوع ثقافي وتعدد ديني وياسر عرمان يدافع عن ذلك التنوع ويدافع عن الدستور أيضا الذي يدعم رؤيته ؟ - ليس هنالك دستور ولا قانون يقر بأن يتم تجاوز حدود الله، والتنوع هذا تنوع ثقافي من أجل إثراء السودان وليس هو تنوع من أجل الحديث عن الخمور وغيرها ، وأنا أتمنى من كل الأحزاب السياسية والقوى السياسية أن تبتعد من الحديث عن الثوابت بالصورة التى نراها في بعض الأحيان، وفي مقدمة هذه الثوابت الشريعة الإسلامية بحدودها ومعاملاتها وقوانينها في كافة المجالات { ولكن ياسر عرمان ظل فقط يطالب بالحرية والمساواة وينادي بتعديل بقانون النظام العام باعتبار أن هنالك العديد من ضحاياه ولكنه لم يتحدث عن (خمارة) ؟ - المؤتمر الوطني يحترم كل القوى السياسية ويحترم كل المرشحين على كافة المستويات ومن حق أي مرشح أن يطرح برنامجه كما يشاء ، وأنا أشرت في حديثي إلى أن الشعب السوداني هو الذي سيحكم على البرامج فمن حق ياسر عرمان أن يتحدث عن برنامجه بوضوح وشفافية للشعب السوداني وأنا أؤكد بأنني لا أتحدث عن مرشح بعينه ولكنني أتحدث عن برامج ومرشحين دون تسمية لهم ولعل ذلك ما أشارت إليه المفوضية بأنه على الأحزاب السياسية أن تلتزم في خطابها السياسي وبرامجها وندواتها بالمبادئ العامة والأطر القانونية . { بعض قادة «الوطني» تحدثوا عن أن الأحزاب تتلقى أموالا من السفارات الأجنبية، فهل لديكم أدلة على هذه الإتهامات ؟ - أكبر دليل هو ما تحدث عنه حزب البعث وهو كان شريكا في تلك الاجتماعات وقال إن الأحزاب تلقت دعوة من السفارة الامريكية لتسلم أموال للإنتخابات والأحزاب لم تنف ذلك بل سعت إلى تبرير هذا العمل، والمؤتمر الوطني يمتلك أدلة ومعلومات تؤكد أن القوى السياسية إستلمت أموالا من بعض السفارات. { حسناً. لماذا لم تكشفون عنها ؟ - سنكشف عنها إن شاء الله ولعل الحديث عنها هو كشف لها. { دعنا نختم هذا الحوار بسؤال عن الإنقاذ والتى كانت تتحدث في الماضي عن المشروع الحضاري والإسلامي واعادة صياغة الإنسان وإنتهت إلى التسليم بدولة المواطنة، الا يعد هذا تراجعا ؟ - هذا ليس تراجعا ، دولة المدينة التى أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم قامت على المواطنة ، كان فيها المسلمون والنصارى واليهود، ودستور المدينة نفسه هو أول دستور ينص على المواطنة وهى الأصل في الحقوق والواجبات ولذلك المؤتمر الوطني لم يتراجع فكريا ومنذ البداية حتى قبل الوصول للسلطة كانت أفكار الجبهة الإسلامية تقوم على أن المواطنة أصل في الحقوق والواجبات ، ونحن نريد مشروعا يعزز السودان اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ويزكي قيم التدين والإيمان في نفوس كل السودانيين ، لن نتراجع عن هذا المشروع وسنستمر فيه، ولذلك برنامجنا الانتخابي في هذه الانتخابات يحمل عنوان (إستكمال النهضة) وهو يأتي في هذا الإطار. { في الختام ذكرت بأن البشير قطعا سيفوز في الانتخابات، بنسبة كم تتوقع فوزه؟ - بنسبة 70%