خرج وزير العدل عبد الباسط سبدرات مغاضباً أمس «الثلاثاء» بسبب عدم انطلاقة مؤتمر الاحتفال باليوم العربي لحقوق الإنسان في الموعد المحدد له عند الحادية عشرة صباحاً بعد حضوره لقاعة وزارة الخارجية المخصصة للاحتفال قبل الوقت وانتظاره حتى الزمن الأصلي المقرر للاحتفال دون مجيء المشاركين أو حتى الجهات المنظمة بما فيها وزارة الخارجية والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، مما اضطره لمغادرة القاعة والزهد في المشاركة. واعتبر وكيل الخارجية، د. مطرف صديق، مغادرة وزير العدل بمثابة رسالة وإشارة إلى ضرورة احترام الوقت كقيمة من قيم الإنسان، وقال مطرف: «اعتذر لكم على عدم مشاركة وزير العدل وهو أرسل لنا رسالة وإشارة يذكرنا فيها بقيمة الوقت»، وأكد مطرف مجيء وزير العدل قبل الوقت المحدد وخروجه عند الموعد المضروب لعقد المؤتمر، وأضاف: إننا كثيراً لا نحترم الوقت ونظن أنه لن يحدث شيء ونعتاد على هذا الأمر. وأرسل مطرف رسالة اعتذار لوزير العدل، وأردف: نقول لسبدرات رسالتك وصلت ونلتزم لاحقاً بالوقت ونحترم وقت الآخرين. في الأثناء استنكر مطرف خلال مخاطبته الاحتفال باليوم العربي لحقوق الإنسان بالقاعة الكبرى لوزارة الخارجية، ما أسماها ادعاءات المجتمع الدولي بأنه سبق المسلمين في مجال حقوق الإنسان، واتهم مطرف الدول الغربية والمجتمع الدولي بانتهاك القيم الإنسانية وعدم احترام الإنسان، واعتبر ما يحدث في غزة من جرائم وانتهاكات يدل على عدم احترام الدول التي تدعي الإنسانية لحقوق الإنسان، ودعا مطرف المجتمع الدولي لنبذ المعايير المزدوجة وتعزيز وحماية حقوق الإنسان وسياسة الكيل بمكيالين لتمكين الشعوب تحت الاحتلال خاصة الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإعادة أراضيه المسلوبة ووضع حد لمعاناته، مؤكداً احترام السودان لحقوق الشعب انطلاقاً من مبادئ الدين الحنيف والأعراف والثقافات المتنوعة واتساقا مع المواثيق الدولية والإقليمية التي ارتضاها وتوافق عليها لتحقيق الغايات السامية القائمة على احترام كرامة الفرد، مشيراً إلى ما تتعرض له الإنسانية من الظلم والاضطهاد والتعصب وعدم قبول الآخر، فضلا عن الآثار السالبة للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وأزمة الغذاء والتغيير المناخي التي فاقمت من معاناة العديد من الأمم والشعوب وحالت دون تمتعهم بحقوقهم الأساسية والمساهمة فى بناء الحضارة الإنسانية عبر تعزيز أسس العدالة وتعميق الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة ونبذ التمييز ومظاهر التعصب . في الأثناء اتهم رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان «عبد المنعم عثمان محمد طه» المجتمع الدولي، باختزال مفهوم حقوق الإنسان في عقوبة الحكومات والعجز عن القيام بواجباته تجاه حقوق الإنسان، مشيراً إلى تجاهل المجتمع الدولي لتقرير غولدستون بما حدث من حرب وجرائم في قطاع غزة، منبهاً إلى تسييس الآليات التي تقوم عليها حقوق الإنسان تجاه الدول.