} امتلأت ساحة مطار الخرطوم مساء امس الثلاثاء في حضرة البطل العالمي او السوبر ستار للرياضة السودانية ابوبكر كاكي الذي شرف العرب وشرفنا كسودانيين في بطولة العالم لألعاب القوى التي اقيمت في دوحة قطر.. ونال عن جدارة الميدالية الذهبية في سباق 800 متر متربعاً علي عرش العالم ومتحدثاً بصوت مسموع عن السودان ومعرفاً كل الدنيا باننا نمتلك من القدرات ما يؤهلنا لإرتياد الافاق!! } احتشد الالاف من أبناء بلدي في باحة مطار الخرطوم، وتشرفت بانني كنت معهم، في استقبال بطل الابطال وصاحب الانجازات والميداليات المحمولة جواً من البطولات التي تقام في كل البلدان اوروبية كانت او عربية.. الكل يهتف بقلب رجل واحد: ( كاااكي.. كاااكي) ويا له من مشهد اكد المكانة المتقدمة للرياضة وتحدث بصوت مسموع حاكياً الوضع المثالي الذي تحتله الرياضة والتي هي سفارة بكل ما تحمل الكلمة من معني. } رفع كاكي علم بلادنا في اشهر المحافل واشرفها.. وعُزف السلام الوطني امام كل العالم الذي عرف ان هنالك بلداً اسمه السودان يمتلك بطلاً في قامة ابوبكر كاكي.. بطلٌ يتحدي الصعاب ويعشق التحديات ويرفع علم السودان في مكان يركض فيه.. يتحين المناسبات ليتحدث لنا عملياً ويهدينا الذهب ذلك المعدن الغالي الذي فشلت في الحصول عليه كل رياضاتنا الفردية والجماعية!! } وكاكي الذي اعرفه شاب متواضع وطموح التقيته غير مرة وتناقشت معه في العديد من المواضيع المتعلقة بمستقبله وتطلعاته وطموحاته.. وجدته بسيطاً بساطة ابناء بلادي.. يهوى التحديات.. يقسو علي العقبات التي تحاول اعتراض مسيرته.. ينظر الي هوايته المحببة (ألعاب القوى) على اساس انها المدخل لإعادة السودان في صدارة قائمة الرياضة العالمية!! } عرضوا عليه الجنسية الاميريكية فرفضها في كبرياء وفخر بجنسيته السودانية وذلك ليس بغريب على الفتى الابنوسي الذي تربى في احياء السودان وامتزجت روحه بحب هذا البلد الغالي فرفض بيع جنسيته بالدولارات التي لو طلبها لما عجز عن تأمين مستقبله ومستقبل اسرته!! } كان التلاحم عميقاً امتزجت فيه الروح الوطنية بعفوية وتلاقت فيه الهتافات وشق اسم البطل والسودان عنان السماء بفخر وكبرياء تحدث الموقف بتلقائية عن وضعيتنا الحقيقية ومكانتنا المتقدمة بين بقية الدول من حولنا عبر السفارة الشعبية الأولي الرياضة. } كان يوماً تاريخياً ووالدة كاكي الحاجة التومة ووالده الحاج خميس يحتضنان ابنهما في حنان بالغ في حضرة السودان وارتمى البطل في احضان والديه في مشهد حكى بالتفاصيل الدقيقة وتكلم مؤكداً ان رضاء الوالدين عن ابنهما هو الذي يمهد له سكة الانجازات ويفرشها له بالورود ويجعل اسمه علي كل لسان. } كان المشهد مهيباً لم يعكره صفوه الاّ الفوضى التي صاحبت تنظيم الاستقبال حيث ظللنا، كاعلاميين، نتنقل ما بين صالة والوصول وصالة كبار الزوار جيئة وذهابا في مشهد لا يرتقي لعظمة المناسبة التي من اجلها حضرنا للمطار.. ثم كان التعامل وبطريقة غير كريمة من جانب احد المسؤولين في البوابات المؤدية الي مدرج هبوط الطائرة، لا اذكر اسمه، والذي منع الزملاء المصورين والصحافيين من الدخول والتقاط الصور للبطل لحظة نزوله من الطائرة!! } ثم كان التغيير المفاجئ لبرنامج الاحتفال والذي تبدل وبدلاً من الذهاب الي المقر الدائم للمعسكرات توجه ركب البطل الى بيت الضيافة لمقابلة الرئيس.. وكانت الاحداث سالفة الذكر سبباً في ظهور الفوضى خاصة ومنظر الناس يهرولون مابين صالة كبار الزوار وصالة الوصول وبدورنا نتساءل: من المسئول عن هذه الفوضي في يوم من المفترض ان يكون عيداً للرياضيين..؟! } كان الاحساس جميلاً ورائعاً وتشرفت بالحديث مع كاكي ووالدته ووالده والوزير هاشم هارون الذين تلاقت كلماتهم وتباروا على التفاخر بالانجاز التاريخي الذي يستحق عليه البطل كاكي اكثر من مجرد الاستقبال!! } تأملت الموقف.. وتساءلت في نفسي: لماذا نهتم بكرة القدم وننشغل بها علي الرغم من اقتناعنا بانها تُصّدر الينا الامراض ولا تأتي الاّ بالانكسارات والهزائم في وقت يحقق فيه امثال كاكي مثل هذه الانجازات..؟! } الحقيقة الماثلة انه لا مريخ ولا هلال.. بل كاكي واسماعيل وبقية عقد الابطال النضيد.