كأنما بالدار عرس.. فجيران أسرة «كاكي» بدار السلام جبل أولياء أخذوا يتقاطرون صوب المنزل البسيط في مبناه.. الكبير بقاطنيه.. فمنذ ان تخطى «ابوبكر كاكي» خط النهاية محرزاً الميدالية الذهبية في اولمبياد الدوحة، اعتلت الزغاريد كل أجزاء الوطن.. وانسابت الدموع فرحاً وعلم السودان يرتفع خفاقاً في دوحة العرب.. بيت ناس «كاكي» الناصية.. لم يكن بابه موارباً فالأسرة والجيران يستقبلون المهنئين ويعدون مفتخر الثياب لاستقبال البطل في السادسة من مساء أمس إذ اخطرهم بعودته الظافرة في الموعد اعلاه.. الحاج كاكي خميس والد أبوبكر كان في استقبالنا بترحاب كبير.. سبحته الخضراء لا تفارق يده.. وابتسامة رضاء تفصح عن سروره من ابنه المفخرة.. ابوبكر ابنه الوحيد وسط «6» من البنات، آثر ان يقطع دراسته في الصف الثامن ليعاون والده في معيشة البيت بعد تقاعده للمعاش من العمل بقاعة الصداقة، عمل «كاكي» في الجيش وفي أوقات فراغه كان يساعد والده «فني الكهرباء» في عمله في البنايات الجديدة.. «كاكي» في طفولته كان ماهراً في كرة القدم بدار السلام في الملعب المقارب لمنزلهم، انداده كانوا يشتكون من سرعته الفائقة وقوة ركله للكرة، لاحظ جارهم «فضل» سرعته الفائقة فمهد له الانضمام لالعاب القوى وكان كاكي في طفولته يقوم بالجري مع رياضيي الحي من العسكريين صباحاً لمسافات بعيدة، في الثامنة عشر من عمره في العام 4002م اصبح «كاكي» قريباً من العاب القوى.. يقول والده: شهر 6 سنة 5002م جاءني «كاكي» بعد مشاركته في مسابقات محلية، كان عندنا «بكاء» في الرميلة قال لي انا مسافر «لندن» مع ناس العاب القوى واشترطوا موافقتك للسفر، فرفضت لأنو ولدي واحد وما بدور ليهو الغربة.. والدته ايضاً رفضت ولكن بعد تدخل الاجاويد ووسط دموع كاكي رضخنا لرغبته، سافر وجاب ميدالية فضية كنا نتحلق حول التلفاز انفاسنا تلاحق خطواته في السباق، وتتالت مشاركاته الناجحة فأصبح فخراً لأهله ووطنه.. «كاكي» معروف في الحي بأخلاقه الرفيعة، حتى وهو بطل عالمي لا زال يلبى «مراسيل» ناس الحلة للدكان.. يحترمه الصغير والكبير قام بشراء منزل لعمه في الحي حتى يكون قريباً من الأسرة الكبيرة، ملتزماً بمصاريف البيت واحتياجات شقيقاته وملتزماً بصداقته مع «ماركو» ابن الدينكا ومحمد حسن اصدقاء طفولته.. ذكر والده ان الهدايا من «بيوت» و«عربات» وخلافه والتى قيل ان الدولة كرمت كاكي بها.. «كلام جرائد».. المنزل اشتراه من ماله وكذلك العربة.. مافي زول اداه حاجة وللحقيقة «كاكي» استشارني في جنسية أمريكية عرضت عليه بعد نجاحاته العالمية ولكني قلت له نحن فقراء نعم لكن عزاز في بلدنا.. كسرة بي موية بنعيش.. مافي زول ببدل بلدو يا ابني.. من يومها لم يفكر «كاكي» في تغيير جنسيته رغم الاغراءات ورغم حال اسرته الغنية بسمو أخلاقها وقناعاتها.. «الرأي العام» قال والده انها الصحيفة الوحيدة التي زارتهم في المنزل بعد عدم توفيق «كاكي» في بكين، فالاعلام ابتعد عنه بعد المسابقة التي لم يوفق فيها لظروف خارجة عن ارادته، حتى «كاكي» لم يعرف ماذا حدث له، نشكركم على تقديركم واهتمامكم، فوزه الاخير بالدوحة اسعدنا واسعد السودان كله فكاكي ود البلد دي كلها مش ولدنا برانا.. انطلقت زغاريد والدته «التومة باشر فضل الله» واخذت هي وبناتها وجاراتها مقاعدهن في الحافلة المتوجهة الى المطار لاستقبال ابنها وابن السودان «ابوبكر كاكي» الشاب الذى رفع «منفرداً» اسم البلد عالياً..