{ يجد دعاة المتعة والفن والمهارة والجماعية والاداء الراقي والتطريب الجمالي والسحر البديع في فرقة برشلونة ضالتهم المنشودة نظرا للمكونات الموجودة وتمتع الفريق بعناصر رائعة الاداء باهرة المستوى ما اكسبها كل البطولات الاخيرة وجعل من مباريات النادي الكاتالوني مساحة للتلاقي تنتظرها الجماهير بالاشواق وعلى احر من الجمر. { المتابع الدقيق لاسلوب لعب البرشا يلاحظ انه ينتهج طريقة 4-3-3 وهو ذات الاسلوب الذي اختاره البرازيلي كامبوس للهلال في الموسم الجديد وهو يعتمد اساسا على ارتفاع المخزون اللياقي والالتزام الصارم والتقيد الشديد بالجانب الخططي وتسخير كل امكانات ومهارات اللاعبين لجهة التقدم الهجومي واستثمار حال النزعة العالية لدى ميسي وبويان وهنري وابراهيموفيتش وبيدرو. { وتتكامل الادوار بالدعم غير المنظور المتوفر من لاعبي الوسط وحتى المدافعين وقد احرز المدافعان بيكي وبويول عددا من الاهداف بالاضافة لماركيز والفيش. { وتعتمد براعة الاداء الراقي لبرشلونة على المستوى الرفيع للثنائي الساحر اينستا وشافي وهما من يصنع الفارق ويرجح الكفاة نظرا لمعرفتهما التامة بمتطلبات بل واجبات الوظيفة وقد لاحظنا اكثر من مرة كيف يبدأ اينستا الدفاع بمطاردة مدافعي الخصم رغم انه بالاصل لاعب وسط صانع العاب وكثيرا ما نلاحظ انحسار الدور الدفاعي عند لاعبينا خاصة هيثم مصطفى والعجب كمثال. { قصدت من هذه المقدمة الطويلة المقارنة بين أداء الفريقين وتنبيه لاعبي الهلال بل توجيههم لمشاهدة مباريات البرشا بصورة دائمة ومتكررة للافادة من حركة اللاعبين طلوعا ونزولا وتقدما وتراجعا حيث يعتبر برشلونة الفريق الافضل في الانتشار والتحول من الدفاع للهجوم والعكس وفي مساندة الزميل والضغط على حامل الكرة وفتح اللعب عند الاستحواذ والسرعة للتغطية في حالة الفقدان وتناغم الاداء والحركة خاصة عندما يتقدم المدافعون. { توزيع اللاعبين داخل الملعب يعتبر هو الحلقة الاهم في الفرقة وبها يتاثر سلبا او ايجابا الايقاع العام ولهذا ظل برشلونة يتفوق على اعتى الفرق وبهذا الشكل المميز حصد كل الالقاب تقريبا في الموسم الماضي وتربع بلا منازع على عرش العالم بعد الفوز بالدوري الاوروبي والليقا الاسبانية. { تعتمد طريقة برشلونة اساسا على الجماعية والقوة والارادة والتحمل والتنوع كما لا يتأثر الفريق بالغائبين عن الملاعب لظروفها المختلفة. { اذا اراد كامبوس اقتفاء اثر البرشا والسير على هديه يجب اخضاع اللاعبين للمزيد من المشاهدة ومتابعة اشرطة المباريات على ان يراقب كل لاعب هلالي اللاعب الاخر الذي يؤدي ذات خانته ووظيفته في البرشا للمقارنة بين المستويين والسعي الجاد للتقليد والتطبيق السليم للاسلوب حتى يرتقي مستوى الهلال او يشابه البرشا ويسحر الجماهير كما يفعل الاخير فيزداد التدافع الجماهيري وتكسب المباريات قوتها ونكهتها وجمالها ويرتفع المستوى الفني العام ويكسب النقاط بعد ان يمتع القاعدة التي لا تقل في حبها عن حب جماهير اسبانيا للبرشا. { الفوارق كبيرة بين الدوريين وبين الفريقين وحتى الجماهير والملاعب والارضيات والبنى التحتية ولكن المهم هو الاختلاف في الثقافة العامة للاعبين والحضور الذهني والرغبة في التطور والحرص على تصاعد المستوى واداء الواجب باحترافية احتراما للموهبة اولا وللعقود ثانيا وحرصا على المستقبل وهى العناصر التي قادت للتطور اللافت للكرة الاسبانية في السنوات الاخيرة وسحبها للبساط من رصيفتيها الانجليزية والايطالية. { ولكن علينا الا نلقي المنديل ونسلم باستحالة التغيير وصعوبة المهمة والتقدم خطوة للامام في طريق الاصلاح وكما تقول القاعدة الذهبية «ان توقد شمعة افضل من ان تلعن الظلام». { معظم من يلعبون الان بالدوريات الاوروبية اما افارقة او من امريكا الجنوبية وكما هو معلوم ان القارتين فقيرتان من الناحية الاقتصادية وتعيش بعض الدول تحت خط الفقر ولكن تسهم العائدات من المحترفين وكرة القدم بنسب مقدرة في الناتج القومي في دولة كالبرازيل مثلا. { ولا نعتقد ان المسافة بعيدة بين المواهب السودانية والبرازيلية او الافريقية عموما الا في الثقافة والتعاطي الجاد مع الاحتراف كمهنة واكل عيش. { ونعتقد ان عدم وجود اكاديميات متخصصة تُعنى بناشئة اللاعبين تسبب بصورة غير مباشرة في انعدام المرجعية والاساس الذي تعتمد عليه كرة القدم نظرا للاهتمام المتأخر بالمواهب وبعد ان تشب على الاخطاء ما يُصَعب من مهمة المدربين عندما يتجاوز اللاعب سن التشكيل.