منذ أن تداعت الحركة النقابية السودانية قبل سنوات، لتقود مبادرات الوفاق والسلام على كافة المحاور؛ لمّاً لشمل السودانيين، والفرقاء، كمسؤولية أدركتها الحركة النقابية السودانية؛ كان لا بد لها أن تسير في هذا النهج، وذاك الاتجاه؛ لعلمها التام أن الاحتراب والاقتتال هنا وهناك، وفي أطراف البلاد شرقها وغربها وجنوبها؛ كله لا يجدي ولا يفيد الوطن في شيء، لذلك كان على الحركة النقابية أن تقف وتتصدى وتقود العديد من المبادرات في سبيل الإسهام والمشاركة مع بقية الأطراف والخيرين لوضع المعالجات وتسوية المشكلات بين الفرقاء، فظلت الحركة النقابية تتابع وتقدِّم وتنفذ العديد من الجوانب في هذا الاتجاه، وكانت مشكلة الجنوب قد عانى منها الشعب السوداني وكانت اللهيب والنار التي استشهد فيها عدد من أفراد قطاعات القاعدة العمالية والقطاعات الأخرى إلى أن تحقق السلام وتنزل إلى أرض الواقع. ولقد ظلت الحركة النقابية أيضاً تتابع عن قرب ما يجري في دارفور، وما يحاك ضد السودان، فجلست الحركة النقابية منذ وقت مبكر من عمر بدايات قضية دارفور واجتمعت قياداتها ومكوناتها في كل هياكلها المختلفة ممثلة في اتحادات ولايات دارفور الثلاث، وهذه القيادات أجمعت وتوحدت كلمتها في الاتحاد العام لنقابات عمال السودان، باعتبار أن الحركة النقابية تمثل طليعة وشريحة معافاة من العديد من الأشياء والأمراض التي أصابت غيرها، وما ساقنا لذكر هذه الوقائع والمحطات التاريخية؛ هو اعتقادنا - وبعد أن انطوت المسافات والأزمات - أنها الأقدر على القيام بالمهام المصيرية الوطنية، وهي المؤهلة لذلك، وهي التي يمكنها أن تقدم وتقود العديد من البرامج التي من شأنها معالجة الكثير من المشكلات بما لها من انتشار واسع وبحكم هيكلها، ووجودها، وعافيتها النقابية والسياسية، فهي التي لا زالت تؤمن وتتمسك بشعارها الأوحد (لكلٍ حزبه والنقابة للجميع). إذن هي مطلوبة، بل وحاضرة في مستلزمات السلام والتحول الديمقراطي فيجب ألا ننسى ونحن نتسابق نحو الديمقراطية الرابعة دور الحركة النقابية المتعاظم وكوادرها المؤهلة التي تصلح لأن تقود كل المواقع بالدولة فهي من أكبر منظمات المجتمع المدني القادرة على حمل المسؤولية، فعلى الأحزاب التي يتشكل منها البرلمان القادم والحكومة القادمة أن تكون ركيزتها عن وعي لا عن استقطاب حزبي؛ ضيق هذه المنظمة العملاقة، وأخيراً، لو طلب مني تكوين برلمان؛ لشكلته بكامله من الحركة النقابية السودانية، لأنها كانت على الدوام بوتقةً للوحدة الوطنية والسلام، وتربت في كنفها قيادات غير موجودة في الأحزاب.