يقول الخبراء إن كل خمس نساء في شوارع الخرطوم اثنتين منهن ترتديان ملابس صديقاتهن أو جزء منها إن كانت طرحة أو حذاء أوبلوزة أو اسكيرت أو حتى مجوهرات حقيقية أو (فالصو). وبالمقابل بين كل خمسين رجلاً يجوبون الشوارع هناك (واحد) يرتدي ملابس مستعارة من أخ أو صديق أو زميل دراسة. فما هي مخاطر تبادل الملابس بين النساء؟ وما هي الأمراض التي تنقلها عملية الاستعارة أو الإستلاف حتى في حالة استئجار فستان الزفاف أو الخطوبة من الكوافير؟. (الأهرام اليوم) سألت الفتيات والسيدات والرجال أيضاً عن (لبس ملابس الغير) الدواعي والأسباب وجاءت ردود طبيب الأمراض الجلدية (مُرعبة)، وإفادات الطبيب النفسي (مُدهشة). فتابعونا في هذا الاستطلاع علّكم تقلعون أو تُقلعن عن هذه الممارسة الخطرة فوراً.. { قالت (س. م).. إن بعضهن يستلفن لبسة معينة من الصديقات ليذهبن بها الجامعة أو مناسبة، فتكون قد رأتها صديقة أخرى فتستعيرها منها وتأخذ من هذه الصديقة لبسة أخرى بدلاً عنها لترتديها في مناسبة أخرى، وهكذا تكون اللبسة متداولة من شخص لآخر وحتى ترجع إلى صاحبتها تكون قد فقدت رونقها وتكون بالية تماماً وربما تستغني عنها صاحبتها. { صفاء عبد الرحيم أوضحت بأنها خاضت نفس التجربة مع إحدى زميلاتها وقالت: إنها استلفت منها بلوزة وطرحة وذهبت بها إلى مناسبة ولم تردها إليها لعدة أسابيع وبعد أن إعادتها إليها كانت البلوزة والطرحة (محروقتان) بالمكواة دون أن تُخبرها بذلك مما اضطرها إلى ارتدائها في البيت. { نورا علي (محامية).. أبانت أنه أحياناً تكون عملية استلاف اللبسة أو الحذاء لتكملة (المنظر) وتكون الواحدة لديها لبسة وليس لديها الطرحة أو الحذاء المناسب لها، لذلك تستلف من أجل تكملة ملابسها. وأضافت هي مسألة نفسية. أما عرفة علي طالبة.. صاحت بقولها أنا شخصياً لا أستلف ملابس أو أي شيء إلا من أختي فقط. وهي معاملة بيننا لأنني إذا استلفت من أي واحدة يمكن أن تكون مصابة بمرض جلدي معدي، ونصيحتي (للبنات) بأن كل واحدة تقتنع بما لديها «ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها». تيسير محمد طالبة عبّرت بقولها: أنا شخصياً لم أتعامل بطريقة (استلاف الملابس)، وإذا واحدة استلفت مني شيء لا آخذه منها ولا ألبسه إطلاقاً، وإن دوافع الاستلاف قد تكون عدم توفر الامكانيات أو حب ملابس الغير. ومن الأشياء الملاحظة أن البنات عندما يستلفن الملابس، يتم تبادلها مع أخريات دون أن تدري مالكتها بذلك. { محمد أحمد طالب .. أكد بأن مسألة تبادل الملابس، فهي عادية بيننا كشباب أو طلاب جامعة فهذه دائماً تحدث بين الأصحاب وهي (شراكة) بين الأصدقاء وأراها مسألة عادية، أما بالنسبة للبنات فهي صعبة بعض الشيء ربما تكون التي ترتدي ملابس صديقتها قد يراها شخص عندها. { عدلان إمام قال: لا أقبل نهائياً أن أرتدي ملابس أي شخص، فأنا شخصياً مقتنع تماماً بما لدي ولا أفكر مجرد التفكير في أن استعير ملابس الزميل أو الصديق فهي مسألة قناعات شخصية. لأن تناول الملابس ربما ينقل الأمراض المعدية، لذلك لا أتخيل نفسي في يوم من الأيام مرتدياً ملابس غيري. { السستر سلافة التجاني قالت: إن اللبس المشترك هو (اليوني فورم) وهو ينقل الأمراض المنقولة جنسياً في حالة الغسيل مع بعض لأن المغاسل ليست كلها جيدة فتعمم المرض على كل قطع اليوني فورم. { الدكتور أحمد عبد الرحمن نائب اختصاصي جلدية، أكد بأن الفطريات تنتقل بواسطة الملابس مثل القوب وأسبابه تبادلها واستعمال البشكير والمرتبة وقوب الرأس يصيب الأطفال في المدارس نتيجة لتبادل الطاقية مثلاً. أما قوب الجسم فينقله تبادل الملابس وهو أنواع بين الأصابع، وفي الوجه والإبط وبين الفخذين، والأظافر، وأيضاً مرض المارقوت (الحنكلو) وتسببه قشرة تكون مختبئة في السرير وتفرز أجساماً غريبة يتفاعل معها الجسم وتحدث حبوباً فيه وتنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق تبادل الملابس ويمكن أن تصيب كل من بالمنزل. ولا أنصح بظاهرة تبادل الملابس وقد تكون كثيرة عند الفقراء أو محدودي الدخل وأيضاً تنقل الأمراض الجنسية. { أما الدكتور علي فرح أحمد علم نفس جامعة السودان قال: إننا في علم النفس أكثر شيء نهتم به في السودان هو تكوين الشخصية وتفرُّدها وخصوصيتها وحفظ توازنها. واللبس من الأشياء التي تعكس إلى حد ما نمط الشخصية من حيث تصميم الملبس والألوان والنظافة ومناسبة الملابس نفسها للوظيفة أو المناسبة أو الدراسة، وإلى أي مدى أن الشخصية منفتحة أم منغلقة، والمجتمع السوداني ذو عقلية جماعية، بمعنى أن الفرد فيها يعيش إلى حد كبير بمعايير الآخرين وبدرجة كبيرة من الانصياع الإجتماعي بسلوك الجماعة، وهذا الأمر يُقلّل من معدل ودرجة الخصوصية والتفرُّد في سلوك الفرد الواحد داخل المجتمع. فتبادل الملابس يندرج تحت باب ضعف وانعدام الخصوصية للفرد في مجتمعنا، وهذا السلوك يدخل في صميم تكوين المجتمع وتنشئة الأفراد، ولذلك سيكون الحل في اجراءات تربوية طويلة الأجل أو قصيرة الأجل وأخرى تكون فورية ليس لتعديل عادات اللبس فقط، ولكن مجمل تركيبة شخصية الفرد داخل المجتمع السوداني. واستعارة الملابس تعنى ضعف الشخصية.