لم يستبعد المؤتمر الشعبي التنسيق المشترك مع الحركة الشعبية على موقفه من المشاركة في الانتخابات لقيام حكومة منتخبة تتحمل أعباء إجراء الاستفتاء مطلع العام المقبل. وأكد الأمين السياسي للشعبي كمال عمر وقوف أحزاب كبيرة لم يسمّها مع موقفه بعدم ترك صناديق الاقتراع للمؤتمر الوطني لوحده. وقال في المنبر الإعلامي للحزب بالمركز العام أمس «السبت» إن اجتماع رؤساء القوى السياسية المكونة لتحالف جوبا سيحدد الموقف النهائي بخصوص مقاطعة الانتخابات باستثناء المؤتمر الشعبي الذي حدد موقفه الواضح بالمشاركة فيها لإسقاط مُرشّحي المؤتمر الوطني في كل المستويات بدءاً من رئاسة الجمهورية كما قال. وأضاف كمال: «هنالك أحزاب كبيرة لن تقاطع الانتخابات وهنالك تنسيق مشترك بيننا في تحالف جوبا وترتيبات حول بعض الولايات والدوائر الجغرافية للاتفاق حولها وسيتم ذلك خلال اجتماع يعقد غد الإثنين»، وعزا سبب تأجيل اجتماع رؤساء الأحزاب الذي حدد له السبت لارتباطه بالحملات الانتخابية، وأكد استعداد المؤتمر الشعبي لخوض الانتخابات في كافة مستوياتها، ووجّه انتقادات لاذعة لمفوضية الانتخابات، وقال إن قرارها الذي أصدرته حول تأجيل الانتخابات في جنوب كردفان بمعايير توقعات حدوث انفلاتات أمنية يماثل الواقع في ولايات دارفور بانعدام الأمن والاستقرار فيها. وأضاف كمال «المفوضية تُرضى المؤتمر الوطني ولدينا تحفظات على أدائها وعليها أن تلتزم بالدستور والقانون». وعزا أسباب خوض المؤتمر الشعبي الانتخابات ورفضه التأجيل إلى انفضاض سامر منبر الدوحة دون تحقيق حل لأزمة دارفور، مشيراً إلى أن حركة العدل والمساواة في طريقها إلى أن تتركه، وقدم شرحاً حول تباين وجهات نظر الأحزاب بعد أن طرح المؤتمر الشعبي في مؤتمر جوبا فكرة مقاطعة الانتخابات وربطها ب «5» شروط، غير أنه نبّه إلى أن كل الأحزاب السياسية المعارضة قدمت مُرشّحين بعد نهاية نوفمبر من العام الماضي الذي حددته موعداً للمقاطعة، وقال «ولكن حالياً تأهبت الساحة السياسية بأكملها للانتخابات رغم الظروف التي تحيط بها والتزوير لا يمكن إثباته بالابتعاد عن صناديق الاقتراع بل من خلال العمل المباشر»، ونبّه إلى أن المعارضة تفهمت موقف المؤتمر الشعبي ولا يوجد خلافات بينها. واتهم كمال المؤتمر الوطني بتوفير ملياري جنيه لدائرة في أقصى الشمال لم يسمِّها. من جانبه شكك أمين أمانة الولاء السياسي والانتخابات سليمان حامد في تقديرات المؤتمر الوطني للانتخابات بعد أن حدد لها «10» ملايين ناخب فجاء السجل الانتخابي مغايراً لتوقعاته، وأكد أن المؤتمر الشعبي بالنشاط والحراك الذي قام به سيحصل على بضع ولايات لم يسمِّها، وبضع عشرات المقاعد في المجلس الوطني من خلال الدوائر الجغرافية والمرأة والتمثيل النسبي، وأضاف حامد: لن يقتصر هذا التقدير على البرلمان بل أن مقعد رئيس الجمهورية نفسه نتوقع ألاّ يحصل مُرشّح «الوطني» من الجولة الأولى على نسبة «50+1%» وستكون هنالك جولة ثانية، مؤكداً على أن نظرية تشتيت الأصوات ستسود حتى إذا قاطعت بعض الأحزاب الانتخابات. من جانبه أكد مُرشّح الشعبي في الدائرة «28» الخرطومالشرقية الأمين أحمد الشايقي اهتمامهم بقضايا المواطن، وتحدى قرار المفوضية باستخدام المساجد كمنبر لتوعية المواطنين اقتداءً بسنة «الرسول صلى الله عليه وسلم». وطرح مُرشّح المؤتمر الشعبي في الدائرة «39» الصحافات برنامجه الانتخابي معلناً تمسكه بالحريات واهتمامه بالصحة والتعليم. ووجهت أمينة الإعلام بالحزب إيمان محمد حسين انتقادات لاذعة للآلية الإعلامية لتماديها في الخروقات وإسقاط مقترحات الأحزاب المعارضة حول الحملة الانتخابية. يذكر أن الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي سيتوجّه اليوم «الأحد» إلى ولاية الجزيرة لزيارات اجتماعية وندوات سياسية.