يبدو أن حمَّى الانتخابات التي انطلقت لم تترك قضية وإلا وظفتها لاستخدامها للترويج لأجل الفوز بأصوات المستفيدين أو المتضررين منها، وكانت أبرز هذه القضايا قضية بائعات الشاي التي أرهقت حتى الدولة وهزمت كل الخطط لمعالجتها، بالإضافة لمشكلة العطالة آفة الشباب، والفقر الذي يغطي السواد الأعظم من الناس، حيث أن الاستهلاك المقل لهذه القضايا يقدح في مصداقية المرشحين عندما يتوعّدون بقتل الفقر وإيجاد فرص لكل العاطلين. من بين هؤلاء مرشح الدائرة (34) البرلمان، أحمد بشير عبد الله، من الحزب الاتحادي «الأصل». يقول مصطفى إن دائرته معظم سكانها من الفقراء والمهمشين والقادمين من المناطق المتأثرة بالحرب، وتوجد أعداد كبيرة من النساء العاملات في مهنة بيع الشاي والأطعمة بالأسواق، مشيراً إلى أنه سيعمل على حمايتهن وإيجاد حل ل «كشات» المحليات. وكشف لدى حديثه ل «الأهرام اليوم» أنه وجد مضايقات كبيرة بالدائرة لإثنائه عن الترشح بإزالة البوسترات الخاصة بحملته الانتخابية، وقال إن هنالك جهات لم يسمِّها أصبحت تعمل ضده بعد أن اتضحت لها فرصته الكبيرة في الفوز، ويضيف: «الدائرة تعاني من مخالفات كبيرة بسجل تمليك الأراضي حيث أن شهادة البحث الواحدة تستخرج لشخصين»، ويؤكد أن لديه مستندات وشهود لوقائع ومتضررين تثبت تورط متهمين من اللجان، متوعداً بأنه سيلاحقهم في حال فوزه. ومضى قائلاً: «ليس المهم بالضرورة أن أفوز أو أخسر وإنما الأمر يتعلّق باحترام خيار الناخبين لأن لهم الحرية في اختيار من يصوتون له»، مؤكداً أن عزيمته في تمثيل أهل الدائرة بالبرلمان كانت أكبر من أن يرشحه الحزب، وأضاف: «لكن أيضاً الحزب فتح شهيتي لتمثيل هؤلاء «الغلابة» بالبرلمان ولن أجامل في قضاياهم، خاصة وأن معظمهم يعيشون تحت خط الفقر ويقطنون أحياء غير مخططة ومنازلهم من الجالوص والحصير ويفتقدون الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم». وقال إنه سيساند وزير الإسكان بتكوين لجنة لتقصي الحقائق حول مخالفات تسليم الأراضي التي جنى منها الانتهازيون والسماسرة أموالاً طائلة دون وجه حق، كما أن السلطات لا علم لها بهذه المخالفات. وعن مغزى ترشحه بالدائرة يقول: «لقد قمت بجولة استكشافية تفقدت خلالها أحوال المواطنين فلاحظت أن أعداداً كبيرة من النساء يعملن في بيع الشاي كما لاحظت غياب الخدمات». ويضيف: «رغم الفقر الذي تعانيه المنطقة يتم تحصيل العوائد من المواطنين بينما يوجد مشفى وحيد يعاني نقصاً في الكادر الطبي وتردي النظافة».