وصلت الخرطوم مساء أول امس الثلاثاء بعثة الهلال عائدة من ابيدجان العاجية بعدما ادى الفريق مباراته اما افريكا سبورت في ذهاب الدور الأول لمسابقة رابطة الأبطال الافريقية.. وعلى الرغم من ان الهلال لم يفز ولم يتحصل على بطولة او كأس فإن مداخل مطار الخرطوم امتلأت عن آخرها بالمشجعين الذين هبوا لاستقبال البعثة الظافرة بتعادل سلبي كان من الممكن ان يتحول الى خسارة كبيرة لو ان مهاجمي افريكا سبورت يملكون التركيز الذي هو آفة اللاعب الافريقي..!! الإصدارات الهلالية لم تقصر هي الاخرى وملأت الدنيا ضجيجاً وكأن الهلال عاد للبلاد بكأس سيكافا لأول مرة.. او هو تحصل على لقب بطولة الأندية الافريقية ذلك الحلم الذي طال انتظار الاهلة له لعشرات السنين دون اي بشارات او بوادر تشير الى اقتراب موعد تحقيقه على ارض الواقع..!! واستقبال الأبطال هذا والذي يأتي دوماً على شاكلة ما حدث امس الأول في مطار الخرطوم ما هو الاّ واحد من الاسباب المباشرة التي تصيب لاعبينا بالثقة الزائدة والتي تنقلب في كل مرة على فرقنا وتتسبب في خروجه مبكراً من المسابقات سواء الافريقة او العربية.. وامامنا ما حدث قبل ايام معدودة للمريخ امام سان جورج الاثيوبي والكيفية التي كاد معها المريخ ان يودع من التمهيدي..!! المؤسف ان الإعلام وخاصة الإصدارات الرياضية مبسوطة ع الآخر من الذي يحدث ولا تكلف احداها نفسها بالحديث، مجرد الحديث، عن النتائج السلبية لمثل تلك التصرفات التعصبية والتي اعتدنا عليها سواء من جماهير المريخ او الهلال وحتى لو فاز الفريق على احد الفرق الافريقية في الدور التمهيدي فإنه سيجد الآلاف من المهاويس ينتظرون بعثته في المطار وكأنهم فازوا بكأس العالم للأندية.. المضحك في الامر ان لاعبي الهلال عاشوا في الدور تماماً وخرجوا من صالة الوصول، كما شاهدتهم في الصور المنشورة على صفحات الجرائد، ووكأنهم عادوا ومعهم كأساً جوية وحسبت ان كل واحد منهم يقول بداخل نفسه: طالما اننا تعادلنا في الدور الاول ووجدنا كل هذه الاستقبالات فلماذا نتعب ونتقدم في البطولة..؟! الطريقة السلبية التي قام بها جمهور الهلال ادخلت اعضاء مجلس الادارة ايضاً في الدور وعاشوه بالطول والعرض.. وكأني بالاعضاء وهم في قمة الاستمتاع بالهتافات التي يجدونها من المهاويس مع عودة كل بعثة بالتعادل او حتى الخسارة بهدف.. وفي ذاكرتي ما حدث عندما فاز الهلال على مازيمبي في لوممباشي بهدفين دون مقابل في اياب نصف نهائي الأندية الأبطال العام الماضي عندما هبّ الملايين لإستقبال البعثة التي ودعت البطولة..!! إن سيلان مشاعر الناس جداول وخيران، او كما يقول الفنان، وبالطريقة التي تابعناها امس الأول في مطار الخرطوم تحتاج منا لوقفة ووقفة متأنية على الاقل حتى نعرف بأن ذلك الاسلوب يمثل حجر الزاوية في التراجع الذي نعيشه وتعيشه كرتنا السودانية.. والأوجب ان تقوم الصحافة الرياضية بدورها الحيوي والطبيعي في هذا الامر ولو من باب تنفيذ رسالتها السامية التي تتولاها..!! اصّر الاتحاد العام علي قيام مباراة الهلال وهلال كادقلي اليوم بعدما ملأ رئيس الهلال وكتاب الهلال صفحات الصحف امس عن احقية الهلال في التأجيل وب(القانون) او كما قالوا.. ولأنهم مكابرون اكد الاتحاد اليوم في حيثيات رفضه التأجيل الى صحة مطالبة الهلال لكن الامر النهائي يكون بيد اللجنة المنظمة والتي تمتلك الحق في قبول طلب التأجيل او رفضه.. وعلي الهلال ان يغادر الى كادقلي لأن المريخ حاول الدخول في هذه الازمة مع الاتحاد الاّ ان المدرب كاربوني قطع الطريق على اصحاب العنتريات واعلن جاهزية فريقه لأداء مباراة امس امام الميرغني.. وكم تمنينا ان يقطع كامبوس التحركات الادارية الهلالية بإعلانه جاهزية فريقه للعب في اي وقت..!! ما حدث بشأن طلبات التأجيل من جانب ادارتي الهلال والمريخ وتعارض الرأي الفني مع تلك الطلبات يؤكد اول ما يؤكد ان الادارة في المريخ والهلال يترصدان الاتحاد العام ويحاولان بشتى السبل تفجير الموقف معه ولا مانع في تحريك الاداة الجماهيرية واقحامها في الحرب المفتعلة هذه.. وذلك لعمري واحد ايضاً من الاسباب التي تساهم في تراجعنا وتدهور كرتنا السودانية.