بعض المسافرين عبر صالات الميناء البري يتصرفون بأنانية وسلوك غير حضاري فيما يخص الحفاظ على الأماكن العامة، وهذا ما شهدته (الأهرام اليوم) في صالة رقم «2» نهار أمس. مشرفة الصالة سارة محمد خريجة ترجمة جامعة السودان تقول إنها ظلت لعامين تبحث عن وظيفة (مشرفة عُمّال) وتم تعيينها عبر شركة نظافة بالميناء البري بدوامين وتشرف على حوالي 28 عاملاً وعاملة بدوامات جزئية وتؤكد أنها تقف طوال اليوم لتتابع نظافة الصالة وملحقاتها وتلجأ إلى معاونة العمال حين يصيبهم التعب بجمع أكياس القمامة السوداء نهاية اليوم واستبدالها بأخرى، وتقوم يومياً بكشط (اللبان) الذي يستمتع البعض برميه على أرضية الصالة. سارة تقول إن أكثر ما يؤلمها العبارات الجارحة التي توجّه لها من بعض الركاب حين تقوم بتوجيههم للمحافظة على النظافة إضافة إلى قيام آخرين برمي (الصعوط) على الأرض أو رمي مخلفات الطعام والقوارير أرضاً رغم وجود سلة قمامة على مقربة منهم مما يزيد من معاناة (الخالات) العاملات وهنّ غالباً كبيرات في السن أجبرتهن ظروف الحياة على العمل. وتؤمِّن سارة أنها لم تختار مهنة مشرفة عمال نظافة لكن حالها أفضل من غيرها من خريجي الجامعات رغم أنها تخرج باكراً ولا تعود إلا بعد أن ينام معظم أفراد أسرتها. ألفاظ جارحة: أما مديحة فلم يتسن لها الدراسة الجامعية ولكنها تعول 3 أطفال أصغرهم في مرحلة الأساس وتسكن بالإيجار بواقع (350) جنيهاً شهرياً ولو لا عملها لما تسنى لها تربية الأولاد. وتضيف أعمل منذ «3» أعوام كمشرفة نظافة بالصالة رقم «1» وأحاول مساعدة «سارة » كأخت صغرى لا تمتلك الخبرة وأشجعها على التقاضي عن كلام زوار الصالات وألفاظهم الجارحة حيث لا يتورّع البعض بوصفنا بصفة (الشغّالات) وأن عملنا هو التنظيف وجمع مخلفاتهم. وأتمنى أن يرتقي المواطن السوداني بنظرته للعاملات في مجال صحة البيئة والنظافة لأن أول علامات التحضُّر في البلد هي نظافة الأماكن العامة. حاشية: ٭ عمال ومشرفي عمال النظافة ينالون عادة أدنى الأجور مقابل عمل ضخم يحفظ صحة البيئة في الأماكن العامة. ٭ أجور عمال النظافة عادة لا تشمل البدلات المعروفة كبدل مواصلات أو بدل وجبة ولا يتمتعون بالرعاية الطبية عبر التأمين الصحي ولهم الحق في يوم واحد كإجازة مرضية خلال الشهر وأي زيادة تعني خصم من الراتب. ٭ مديحة لا تفكر في تغيير مهنتها لأنه لا بديل لها لأنها لا تملك المؤهلات ولا الشهادات. أما سارة فتسعى للبحث عن مهنة أقل إرهاقاً وبأسرع وقت.