{ أحياناً كثيرة بفعل التعوّد وتكرار الحدث (نفوِّت) على أنفسنا فرصة أن نتأمل ونعرف قيمة ما تعودنا عليه. لكن ما أن ينقطع الفعل لأي سبب من الأسباب، إلا ونشعر بحجم الفراغ الذي كان ممتلئاً إلى آخره أو ربما إلى درجة التُّخْمة. وواحداً من الأعمال الكبيرة التي شكّلت وجدان الكثير جداً من السودانيين وظل متكأً لنوادرهم وقضاياهم وحكاياتهم، هو برنامج دكان ود البصير الذي يعِدّه الأستاذ الدكتور عبد المطلب الفحل لسنوات طويلة مما جعله خصب الفكرة وعميق المحتوى بما يتناوله من قضايا إجتماعية وسياسية، أو تطورات شهدها المجتمع السوداني ربما لا نحسها أو نشعر بها ونحن نقطع الشارع جيئة وذهاباً لكن بمجرد الإستماع إلى دكان ود البصير تحس أنك بالفعل أمام سلسلة من التغيُّرات لنماذج مختلفة من السودانيين يعكسها ببراعة الأساتذة الذين يؤدون شخصيات رواد دكان ود البصير. { بالمناسبة مثل هذا البرنامج الثّر يحتاج بالفعل إلى عقلية وشخصية جذورها ممتدة في الواقع السوداني متأصلة فيه وفي تراثه وجمالياته ومفرداته. لذلك كُتب له النجاح والتميُّز إذ أن هذه الصفات جميعها تجتمع في شخص الدكتور عبد المطلب الفحل الذي أُراهن لو أن أي فضائية سودانية منحته الفرصة لتقديم برنامج إجتماعي أو تراثي، لضمنت أعداداً هائلة من المتابعين لما يمتلكه الرجل من مفردة بسيطة وإبتسامة (أولاد بلد) وطيبة أهلها الحنان (الما بتندسّ ولا بتتفشّ)! فالتحية لك أستاذنا الدكتور الفحل والتحية لدكان ود البصير هذا العمل الذكي الذي ظلّ محل متابعة من كل مستمعي الإذاعة السودانية العظيمة وأتمنى (بالجد) أن يتم تكريم الأستاذ عبدالمطلب لأنه واحداً من القيم النادرة والشخصيات التي تستحق التكريم في حياتها وإن شاء الله يا دكتور لاتفوت لا تموت. { وبما أن الحديث ذو شجون عن البرامج الحقيقية التي يستفيد منها المتابع إن كان عبر أثير الإذاعة أو موجات الأطباق اللاقطة فأنني لن أستطيع أن أتجاوز بالحديث والإشادة ببرنامج منبر سونا والذي يقدمه الأستاذ بابكر حنين مستضيفاً فيه السادة مرشحي رئاسة الجمهورية حيث أن البرنامج يتيح الفرصة الحقيقة للناخب السوداني أن يتعرّف أكثر على هوية المرشحين وأفكارهم وبرامجهم وأيضاً يستطيع من خلاله أن (يجِس) نبض المرشح من إنفعالات ومقدرته على تقبُّل الرأي الآخر وضبط النفس وأعتقد أن الأستاذ حنين قد نجح بدرجة ممتاز في إدارة المنبر لنغفر له بذلك مشاركته الخجولة في خيمة الشروق رمضان الماضي والتي كانت أقل بكثير من إمكانياته وخبرته الطويلة. بالمناسبة أنا مؤمنة تماماً أن الحديث عن كبارنا في أي مجال يجب أن يكون بأدب وبحذر لذلك أستاذن أستاذنا الدكتور إبراهيم دقش في أن ألفت نظره إلى أن طريقة إلقائه للأسئلة يخلو دائماً من البروتكول والاتيكيت ويظل يُطلق الأسماء مجردة مثل (ياجحا ويا لام أكول) أو على هذا النحو، خاصة وهذه الشخصيات تقف على المنصة وهي مرشحة لمقعد رئاسي ودستوري خطير مما يفقد اللحظة هيبتها وما تستحقه من البروتكول والرسمية. كلمة عزيزة { تحدث المخرج لؤي بابكر صديق لشاشة النيل الأزرق وللحضور أيضاً في جلسة مناقشة البوم الفنانة الشابة نهى عجاج تحدث عن رؤيته الإخراجية لأغنية (لوحت) واستمعت بتركيز تام لحديثه وهو يتحدث عن الرؤية الإخراجية للعمل وعن إحساسه الكبير الذي جسّده بكاميرته لرائعة الكتيابي لكنني باسترجاع ذاكرتي للعمل المصوّر لم أجد رؤية إخراجية تنبش أو تعكس تفصيلات العمل الذي يبدأ وحتى ينتهي بمنظر نُهى وهي تغني وسط العديد من الأشجار بإضاءة خافتة ومروحة جعلت شعرها يتناثر و(اللوكيشن) واحد وزاوية التصوير واحدة والسلام ختام! فأين الرؤية الإخراجية يا سيدي؟ مزيداً من التوضيح رجاءً إن كنا لم نفهم!. كلمة أعز { أخي الشفيع عبد العزيز.. لوح الثلج دا ممكن جداً يبرِّد العين السخنة كلها!!