في الجلسة الافتتاحية السبت الماضي لقمة سرت العربية، قال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية: (يجب أن ندرس احتمال فشل عملية السلام.. وقد حان الوقت الذي يجب فيه أن نواجه إسرائيل ويجب أن تكون لدينا خُطط بديلة، ويجب على الجامعة العربية أن تشرع في محاورة إيران خاصة في ما يتعلق باهتمامات جيران إيران في الخليج حول برنامجها النووي). وكان عمرو موسى في كثير من مواقفه وتصريحاته يعبّر عن نبض الشارع العربي لكنه مغلول اليدين. وهناك سببان وراء ذلك هما ميثاق الجامعة العربية والثاني أنه حتى إذا ما تم تعديل الميثاق فإن الجامعة العربية تظل انعكاساً للواقع العربي الرسمي الذي هو الآن كما قيل في أضعف حالاته. وقال محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية: (لا يمكن استمرار المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات). وتحدث في الجلسة الافتتاحية لقمة سرت العربية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردوغان وأدان سياسة إسرائيل التي تعتبر القدس (كل القدس) هي عاصمة إسرائيل، وقال لا يمكن أبداً أن نقبل بانتهاك إسرائيل للقدس وللأماكن المقدسة. وعلى الجانب الآخر فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال الأسبوع الماضي: (القدس ليست مستوطنة لكنها عاصمتنا). كلام في كلام في كلام، ووحده الكلام الإسرائيلي للأسف الذي يتبعه الفعل، ولا نقول ذلك من باب التشاؤم، فقد تابعنا القمم العربية منذ عام 1964م ولم تكن الحصيلة يؤبّه لها. وقد إعتدنا هنا في السودان أن نتحدث بكثير من الزهو عن قمة الخرطوم العربية التي انعقدت في أغسطس عام 1967م رغم أن تلك القمة لم تتطرق إلى أصل المشكلة أي قيام إسرائيل على أرض فلسطين عام 84 مكتفية بضرورة إزالة آثار عدوان أو حرب يونيو 67 وبعدم التفاوض والاعتراف والصلح مع إسرائيل. ولكن كان لتلك القمة نتائج مهمة مثل دعم دول المواجهة، ووقف نزف الدم العربي في اليمن، وتحقيق المصالحة بين أكبر دولتين عربيتين هما مصر والمملكة العربية السعودية. وبالعودة إلى سرت نجد أنه بالإضافة إلى القدس وإلى ضرورة السعي الجاد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس، فإن البعض يرون أنه يفيد العرب في هذه المرحلة بعد ترتيب البيت من الداخل أن يفكروا ويسعوا إلى إقامة علاقات راسخة استراتيجية مع أهم جارتين في المنطقة هما تركيا وإيران. أما ما لفت الأنظار في قمة سرت فقد كان قِصر خطاب الرئيس القذافي وكان مما قاله في خطابه (أنا شخصياً تحدثت خلال أربعين عاماً في كل شيء)، ونوم رئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني، وعدم استقبال الرئيس القذافي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في المطار.