{ مُخطئ من يظن ان لقاء اليوم بين المريخ والغزالة التشادي سيكون سهلاً على ممثل السودان في اياب الدور الأول لرابطة الابطال لأن كرة القدم لا تعرف الاّ البذل والعطاء داخل الملعب.. كما انها، وكما علمتنا الدروس السابقة، يمكن ان تحمل معها كل ما هو ليس متوقعاً خاصة فيما يتعلق بالنتائج في مثل هذه المباريات التي تعوت فرقنا ولاعبينا الدخول اليها بشيء من التراخي واللامبالاة.. { وعلى الرغم من ان المريخ سبق له الدخول في مطب صعب ومتشابه مع المعطيات الحالية التي تسبق مباراة اليوم امام الغزالة التشادي الاّ ان احداً لم يفكر في الاستفادة من ذلك الدرس القاسي والذي كاد معه المريخ ان يدفع الثمن خروجاً مبكراً من مسابقة رابطة الابطال.. ولكل من يدعي او يكذب على نفسه نطالبه باستعادة ما حدث قبل اسابيع للمريخ ذاته امام سان جورج الاثيوبي والكيفية التي عاشت بها الجماهير على اعصابها في المدرجات او امام شاشات التلفزة..؟!! { وفريق الغزالة له تجربة أخرى حدثت له في الدور التمهيدي امام بايسا النيجيري بعدما انتهت مباراة الذهاب في انجمينا بالتعادل فكان التراخي من جانب الفريق النيجيري هو السبب المباشر الذي عصف به الى خارج المسابقة على ارضه ووسط جماهيره.. وتلك الاحداث لا نستبعد حدوثها اليوم للمريخ الذي فيما يبدو ان الاعلام الهدام لعب لعبته المعتادة وصدّر الى اللاعبين احساساً بأن لقاء الليلة انما هو نزهة لن يجد فيها ممثل السودان صعوبة تذكر وسيكون العبور متاحاً امام لاعبيه وبأقل مجهود.. { وتلك للأسف هي المأساة بعينها والتي نخاف ان يدفع ثمنها الفريق ويودع بصورة مأساوية ثم يتجه ذات الاعلام الهدام لتعليق اسباب الهزيمة على المدرب او المجلس مع ان الحقيقة تؤكد ان الاعلام هو من يتحمل مسؤولية وداع المريخ اذا ما حدثت لا قدر الله.. ولعل لقاء الليلة لن يخرج في مفهوم اللاعب السوداني عن تلك الدائرة التي سبق لها وان اودت بالهلال والمريخ وساهمت في ابعادهما عن منصات التتويج الدولية لزمن ليس بالقصير.. { جمهور المريخ ينتظره دور عظيم لا يقل عن ذلك الدور الذي من المفترض ان يقوم به لاعبو الفريق داخل الملعب.. ولعل الاكتفاء بالمشاهدة فقط انما هو من المعطيات الاساسية التي ظلت من السلبيات التي تصاحب كل المباريات للفرق السودانية مع نظيرتها الافريقية او العربية.. والفرجة سادتي لا تنفع كما ان شتيمة اللاعبين او الهتاف ضدهم يضر اكثر من ما ينفع... { إنها دعوة لنجوم المريخ لتناسي ما حدث في لقاء الذهاب في انجمينا والدخول الى الملعب من اجل الفوز وليكن البذل والعطاء هو الاداة التي يستعين بها الجميع من اجل تحقيق فوز مريح ومبكر علي الفريق الضيف الذي لن يأتي الى الملعب مستسلماً وانما سيكون منافساً شرساً لن يدخر جهداً في سبيل الفوز على المريخ والعبور الى الدور الثاني لأول مرة في تاريخه.. وتلك الحقيقة التي اغفلها معظم الاعلام الاحمر هي التي ستكون ظاهرة اثناء لقاء اليوم وحتى لا يتفاجأ احد فإننا لا نستبعد ان يتقدم الفريق التشادي بالهدف الأول على المريخ.. { إنها الحقيقة التي لا نستبعد حدوثها حتى يستفيق الناس من الاحلام التي عشعشت في رؤوسهم على مدار الايام الماضية لكن اذا تقدم الفريق الضيف، وكما حدث من جانب سان جورج الاثيوبي في الدور التمهيدي، هل لنا ان نضمن عودة المريخ للمباراة من جديد..؟! { الثقة الزائدة هي الخطر الحقيقي الذي يهدد المريخ اليوم، وعلى الجميع خاصة الجهاز الفني ان ينبه لاعبيه ويشدد عليهم حتى لا يفقد الفريق الفرصة الذهبية التي تتاح له من خلال ادائه للمباراة على ملعبه ووسط جماهيره..؟! { احترموا الفريق المنافس اولاً قبل ان تفكروا في لقاء الترجي التونسي في الدور الثاني وامطروا شباك الغزالة بوابل من الاهداف ومن بعد ان تتأكدوا من العبور يمكنكم ان تمارسوا الفرح بشتى انواعه واشكاله..!! { راجعوا الدروس السابقة وخذوا حذركم ولا يغرنكم المستوي المتواضع الذي ظهر به التشادي في لقاء انجمينا لا لشيء سوى لأن الملعب هو الفيصل دائماً في مباريات كرة القدم.. مع الامنيات للمريخ بالتوفيق.