{ تصل اليوم بعثة المريخ عائدة من تونس بعدما تعرض الفريق لهزيمة ثلاثية اضعفت كثيراً من حظوظه في التأهل الى الدور ربع النهائي، المجموعات، وعلى الرغم من ان الفريق السوداني خسر وبنتيجة كبيرة الاّ اننا تابعنا على بعض صفحات الاعلام الهدام ما يفيد بأن القاعدة الجماهيرية ستهب للمطار من اجل استقبال البعثة.. { وهبّت بعض الصحف لما هو أبعد من ذلك عندما اكدت بأن المريخ حاضر الترجي في الشوط الثاني خلال المباراة التي خسرها بثلاثة اهداف في اقل من ثلث ساعة فقط.. حدث ذلك وتعودنا على ان يحدث في كل المرات التي تسقط فيها فرقنا وتخسر.. وبدلاً من التأنيب والحزن نجد الجميع بمن فيهم قادة الصحف الرياضية يمارسون كل التعصب ويروجون للكذب والوهم.. { وبعد التأكد من خسارة المريخ بدأ الشارع المريخي يتحدث عن امكانية التعويض في لقاء الاياب وامكانية الفوز بثلاثة اهداف او اربعة نظيفة.. واشتغلت العقدة، عندما اكد معظم المريخاب ان الهلال سبق له وان عبر ناسراوا النيجيري بعدما خسر في الذهاب بثلاثة اهداف نظيفة..!! { واذا سلمنا جدلاً بأن الامكانية متوفرة للمريخ ليحرز ثلاثة واربعة اهداف في شباك الترجي خلال لقاء الاياب الحاسم استناداً على العاطفة وتواضع مستوى الدفاع التونسي فهل يا ترى يوجد احد المريخاب يملك الضمان اللازم لعدم اهتزاز شباك المريخ في اللقاء المذكور..؟؟! وكيف تسلم شباك المريخ امام الترجي وهي التي صارت متاحة على المستويين المحلي والافريقي لكل من هبّ ودبّ..؟!! { وبنظرة سريعة للمباريات التي اداها المريخ في هذا الموسم وبداية من مباريات الاعداد التي اقيمت في كاسراني الكينية سنجد ان الشباك المريخية لم تسلم الاّ في مباريات قليلة وقليلة جداً من استقبال الاهداف.. وفي الدوري الممتاز صار من الطبيعي ان تستقبل الشباك المريخية العديد من الاهداف ومن لاعبين يلعبون لفرقنا المحلية..!! { وبنظرة عابرة لمباراتي المريخ في بطولة الابطال هذا العام سنجد ان فرقاً على شاكلة سان جورج الاثيوبي والغزالة التشادي ادخلت المريخ في امتحانات صعبة ومعقدة هنا على ارضه ووسط جماهيره ولم يتمكن الفريق من العبور الاّ ببركة دعاء الغلابى والمساكين.. فكيف بالله يمكن لدفاع المريخ الصمود امام الرجي في لقاء ام درمان..؟!! { لقد قالها المدرب التونسي لطفي البنزرت عندما اكد بأنه سيحضر الى السودان من اجل تسجيل هدف في شباك المريخ على الاقل لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتأكيد التأهل الى دوري المجموعات.. ولعل ما قاله المدرب الكبير يؤكد أول ما يؤكد بأن بطل تونس يعرف ماذا يريد وبالتالي فإنه يدرك الاسلوب والطريقة التي يقوده لتحقيق ما يريد ليس امام المريخ فحسب وانما في كل المباريات..!! { وذلك للأسف هو الفارق الكبير بيننا وبينهم فهم يعرفون ماذا يريدون وكيف يصلون لما يريدون وبأي الطرق يمكنهم تحقيق غاياتهم التي يخططون لها.. وعلى العكس تماماً نحن في السودان لا نعرف ماذا نريد وبالتالي لا ولن يأتي اليوم الذي نعرف فيه سكك البطولات والانجازات..!! { وستظل فرقنا وبقيادة الاعلام الهدام تكتفي بما يسمى برد الاعتبار تماماً مثل الذي حدث للهلال قبل شهور امام مازيمبي الكنغولي فبعدما خسر الازرق بخماسية تاريخية على ملعبه ووسط جماهيره سافرت البعثة الى لوممباشي وفاز الهلال بهدفين وعلى الرغم من ان المحصلة النهائية كانت وداع الفريق للمسابقة الاّ ان الاعلام احتفل ايما احتفال بما يسمى ب(رد الاعتبار)..!! { المريخ هو الآخر لا ولن يستطع عبور الترجي ولن يتمكن هذا العام من التأهل الى دوري المجموعات وعليه التأهب منذ الآن للمشاركة ربما في دوري مجموعات آخر الكونفدرالية مثلاً وبعدها تتفرغ اصداراته الحمراء للاحتفال برد الاعتبار المنتظر كما فعل الإعلام الازرق مع الهلال بعد فضيحة لوممباشي.. { الخرطوم خسر بالثلاثة امام بتروجيت المصري.. والمريخ سقط بنفس النتيجة امام الترجي.. وما بين هذه الثلاثة وتلك يثبت عملياً الفارق الكبير والخرافي ما بين اللاعب المبني والمؤسس وذالك الآخر الذي يجد نفسه فجأة تحت اضواء نجومية لا يستحقها.. كما ان الخسارتين تكشف الفوارق الخرافية ما بين الاعلام المسؤول والآخر المتعصب الذي لا يعرف غير ممارسة التشجيع..!!