لقد قمت بزيارة مؤخراً للمؤسسة السودانية لقدامى المحاربين وجرحى العمليات، وكانت الزيارة بغرض الوقوف على جوانب عمل هذه المؤسسة التي أسميها «بيت المتقاعدين».. فهي تضم كوكبة من خيرة أهل السودان الذين ذادوا عن حِمَى الوطن بالغالي والنفيس ومن أوجب واجباتنا عليهم أن نقدم لهم بذات القدر الذي قدموه، فقدامى المحاربين هم وطنية لا تتجزأ وعطاء متصل لا ينفصل وعندما ذهب الناس شِعباً وطوائف وأحزاباً تمسّكوا هم بتجمعهم الكريم وبعروتهم الوثقى التي هي الوطن الكبير وترابه الغالي. وحسناً بل وشرفاً عظيماً أن جاءت هذه المؤسسة لترعى هذا القطاع، وأعتقد أنها نجحت في ما قدمته حتى الآن ونتطلع إلى دور كبير لها في المرحلة القادمة. كيف لا والمؤسسة من أهدافها خدمة المتقاعدين من ضباط القوات المسلحة وأسرهم والعمل على بسط الأمن والسلام على المستوى المحلي وعلى المستوى الإقليمي فهي الآن ذات وجود فاعل بحكم عضويتها في الاتحاد العالمي للمحاربين القدامى والاتحاد العربي والاتحاد الأفريقي. وما لفت انتباهي حقاً أن هذه المؤسسة والعاملين بها مهتمين بعدة مشاريع بعضها رأى النور وأصبح واقعاً معاشاً لمسه الكل من منسوبيها في كل ربوع الوطن ذلك هو مشروع تمليك السيارات بالأقساط المريحة للضباط المتقاعدين لحل مشكلة الترحيل، كما تقوم هذه المؤسسة بتفعيل شعيرة الحج سنوياً ولها مشروعات منها السكنية والزراعية من خلال دراسة قطعت شوطاً مقدراً. ولم يقتصر عملها وتطلعاتها وغاياتها عند هذا الحد بل تقوم الآن بإعداد سجل للمتقاعدين بغرض التنوير في حالات التكريم وعلاج الحالات المستعصية بالخارج وذلك بحكم الاتفاقيات المبرمة بين المؤسسة وعدد من الدول العربية الشقيقة التي من بينها سوريا والأردن ومصر. وللمؤسسة مكاتب بالولايات ومشاريع في طور الإعداد. كما تقدم المؤسسة المراجع والدراسات لطالبي الدراسات العليا من المتقاعدين وتملك مستشفى لعلاج قدامى المحاربين بمنطقة الشجرة بالخرطوم.. إذن حق لنا أن نقول: «قدامى المحاربين إلى الأمام دور».