{ ويسقط النظام الأهلي ممثلاً في السيد «ناظر عموم الرزيقات»، «سعيد محمود مادبو» في امتحان الحريَّة والديمقراطيَّة.. ويرتكب أول مخالفة (جهيرة) لحقوق الإنسان.. وحقوق (أمراء) القبيلة في اختيار القوي الأمين في انتخابات هذا الشهر.. { وهي ليست مخالفة.. بل (فضيحة بجلاجل).. تورط فيها الناظر «سعيد مادبو» بضغوط مكثفة من (صهره) مستشار رئيس الجمهورية «عبد الله علي مسار»، إذ أصدر الناظر قراراً قبل ثلاثة أيام بإعفاء الأمير «حامد يوسف ماهل» أمير قبيلة الرزيقات بولاية الخرطوم، وتعيين «الصافي محمد مصطفى» بديلاً له..!! { ولعلكم تعلمون السبب.. فقد أعلن الأمير «ماهل» وقوفه ومساندته لحملة ترشيحي بالدائرة (13) الثورة الغربية، وزارني بالصحيفة مؤكداً أن برنامجنا الانتخابي فيه خير ومصلحة أهلنا الرزيقات القاطنين بمدينة الثورة. وقال الأمير في تصريح نشرته «الأهرام اليوم» بالصفحة الأولى: (إن وقوفنا مع الهندي عز الدين يؤكد قوميّة زعماء القبائل ونظرتهم الاستراتيجيّة التي تتجاوز أُطر الجهويّة الضيقة). { حديث راقٍ.. وفهم متقدّم لأمير شاب يعبر بالقبيلة إلى رحاب السودان الكبير.. لا يميِّز بين «جعلي» و«رزيقي» إلاّ بما يخدم المصلحة العامة، ويحفظ الوطن ويعزِّز أمنه واستقراره ووحدته. { والأمير «ماهل» لا يخون أهله وعشيرته عندما يقرِّر أن «الهندي عز الدين» أفضل لأبناء الرزيقات من «عبد الله مسار»، فلا بدّ أنه اتخذ هذا الموقف استناداً إلى معرفة شخصية عميقة، وتجارب مريرة مع السيد «مسار». { وإذا كان أمير القبيلة بولاية الخرطوم بهذا العقلية المستنيرة، والصدر المفتوح، فإن (ناظر العموم) يريد أن يحبس القبيلة في سجن علاقاته الخاصة ومصالحة، ومصاهرته مع «مسار» أو غيره.. من داخل القبيلة.. أو خارجها.. { قبيلة «الرزيقات» قبيلة عربيّة ممتدة لها تاريخها الناصع.. ومجاهداتها الطويلة.. منذ أن ناصرت «المهدي الإمام» ودفعت برجالها وخيولها لنصرة الدولة الإسلامية وطرد المستعمرين الأتراك في الربع الأخير من القرن التاسع عشر.. { وأفراد الرزيقات بمئات الآلاف تتفرق انتماءاتهم بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة.. ففيهم مَنْ يوالون «المؤتمر الوطني»، وفيهم الكثير جداً من الأنصار وأعضاء حزب الأمة القومي (الأصلي)، وليس (التايواني) كشأن حزب «مسار»، وفيهم أعضاء بالحركة الشعبية لتحرير السودان.. وفيهم اتحاديون.. ويساريون.. فلماذا يريد الناظر «سعيد مادبو» أن يمارس قهراً.. ووصاية على جميع أفراد القبيلة ليبايعوه على مبايعة أصهاره مثل السيد «مسار»؟ لماذا يحجر الناظر على أفراد القبيلة، ويمنعهم الوقوف خلف مرشحين من مختلف الانتماءات، ومختلف القبائل.. ما داموا سودانيين يشهدون لله.. وللوطن الكبير..؟؟ { إن العشرات من أبناء «الرزيقات» بالدائرة (13) ينتمون لحزب الأمة (القومي) بقيادة الإمام «الصادق المهدي»، وبالتالي، فإنهم لن يصوتوا لمرشح حزب الأمة (الوطني) «عبد الله مسار»، بل سيدلون بأصواتهم لصالح مرشح حزب الأمة القومي، وهو ليس من أبناء قبيلة «الرزيقات»، فهل سيقوم الناظر «سعيد مادبو» بفصلهم من القبيلة وإبعادهم من مناصبها ومواقعها الأهلية وحرمانهم من حوافزها ومخصصاتها.. إن كان لها مخصصات؟! { إنها فضيحة للنظام الأهلي.. وفضيحة انتخابية داوية، تكشف سوء استخدام السلطة من قبل المستشار رقم (12) للسيد رئيس الجمهورية..!! ماذا كان سيفعل «مسار» لو كان مستشاراً مقرباً من رئيس الجمهورية - بكفاءته وخبرته لا بقبيلته مثل الدكتور مصطفى عثمان أو الدكتور غازي صلاح الدين - ماذا كان سيفعل لو كان نائباً للرئيس، أو مديراً لجهاز الأمن والمخابرات - خاصة أنه ذو هوس، وولع، ووله بالأساليب الأمنية - هل كان سيخسف بجميع مخالفيه في القبيلة وفي قائمة المرشحين، الأرض؟! هل كان سيمنعنا الماء.. والهواء..؟! { «عبد الله مسار» يستغل اسم الرئيس «البشير» وموقع الدكتور «نافع علي نافع» في التنكيل بخصومه في الانتخابات.. يستغله أسوأ استغلال، وأدواته في الجريمة - للأسف - كوادر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.. طلائع المشروع الحضاري..!! { سيدي رئيس الجمهورية.. أيّ ذنب ارتكبه أمير الرزيقات بولاية الخرطوم ليتم فصله بضغوط من مستشاركم؟ { أي ذنب جناه الأمير «ماهل» سوى إعلان حقه في دعم من يراه مناسباً، تماماً مثلما فعل ناظر القبيلة.. وغيره من النُظّار والعُمد على امتداد الوطن الكبير..؟ { لكن الأمير «حامد ماهل» سيبقى أميراً في سجلات التاريخ بموقفه المناهض للرجعية والعنصرية والولاء الأعمى. { وسيبقى الأمير أميراً لأن جميع (عُمد) القبيلة بولاية الخرطوم رفضوا قرار الناظر.. وتجمهروا أمس مساندين لابنهم «حامد ماهل». { وسيمضي قطار الحق قاطعاً الفيافي من «الخرطوم» إلى «الضعين».. والله غالب على أمره.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون.