واصل المريخ عروضه الباهتة في بطولة الدوري الممتاز ودق ناقوس الخطر قبل مباراته المرتقبة أمام الترجي التونسي أواخر الشهر الجاري في دور ال 16 لدوري أبطال افريقيا وأدخل لاعبو الفريق الهلع في نفوس الجماهير بعد الأداء الرتيب أمام الأهلي العاصمي أمس الأول رغم أن المريخ كسب المباراة بأربعة أهداف مقابل هدفين وأحكم قبضته على صدارة المنافسة إلا أن اللقاء حمل العديد من المؤشرات والمعطيات التي يجب التوقف عندها لأن أداء المريخ أصبح في تراجع مستمر من مباراة لأخرى واختفت ملامح التنظيم والأداء الجماعي والتكتيك العالي الذي تميزبه الفريق وبات المدرب كاربوني يدفع بوجوه وتشكيلة جديدة في كل مباراة مواصلاً سياسة التجريب وعدم الاعتماد على خطة واضحة ليقود ذلك لتراجع في المستوى العام للفريق الذي تنتظره استحقاقات مهمة في المرحلة المقبلة ابرزها على الاطلاق مواجهة الترجي التي تمثل طريقاً لاتجاه واحد أما أن يكسب المريخ أو يودع ليلعب في الكونفدرالية فالفريق بوضعه الحالي وأدائه الرتيب لا يقوى على معركة سوسة المرتقبة بعد اسبوعين من الآن ويجب على الاطار الفني مراجعة السلبيات ومعالجة الأخطاء واختيار التوليفة المتجانسة القادرة على تقديم العروض القوية والأداء الجماعي. تراجع خطير في مستوى الفريق كشفت مباراتا الغزالة التشاي والأهلي العاصمي عن تراجع خطير في مستوى المريخ وانخفاض في ثيرموتر الأداء العام والأسباب متعددة في هذه الناحية منها البرمجة الضاغط والأداء المتواصل الذي أثر سلباً على بعض اللاعبين وابتعاد البعض الآخر منهم عن أجواء اللعب التنافسي بجلوسهم الدائم على مقاعد البدلاء دون أن يجدوا فرصة المشاركة وكمثال لذلك في مباراة الأهلى الأخيرة شارك غاسروكا وراجي عبد العاطي والعجب بعد غيبة طويلة وهم الأبعد عن أجواء المباريات مما أحدث خللاً في أداء الفريق فكاربوني أراد اتاحة الفرصة لعناصر ظلت بعيدة عن الفورمة على حساب أخري ظلت تؤدي باستمرار وذلك أمر خطير اثر سلباً على الفريق. اهتزاز الدفاع وحراسة المرمى: بالنظر لأداء خطوط المريخ في المباريات السابقة نجد أن الهجوم والأطراف الأفضل أداءً لأنهما أصبحا يحسمان المباريات أما خط الدفاع المريخي فتعددت ثغراته وكثرت اخطاء المدافعين وأصبح الخط يشكو من ضعف واضح استغله مهاجمو الأندية التي تواجه المريخ للوصول لشباكه فالأهلي العاصمي وصل مرتين للمرمى الأحمر وكاد يحرز المزيد لو ركز لاعبوه قليلاً ففي كل مباراة للمريخ دورية كانت أم افريقية اصبحت شباكه تستقبل الأهداف السهلة نتيجة غياب التغطية الدفاعية وارتباك حراس المرمى وهي ظاهرة جديرة بوقفة من الاطار الفني لوضع المعالجات اللازمة لها وتوجيه المدافعين حتى لا تتكرر في مقبل المباريات. وهناك ظاهرة أخرى في المريخ وهي الاستهتار الواضح من اللاعبين بالأندية الأخرى وكأنهم يضمنون النتيجة مما يقود لتراخي في الأداء وحدث ذلك في بعض المباريات أمام حي العرب والغزالة والأهلي. خط الدفاع المكون من سفاري وطارق ونجم الدين عبد الله وغاسروكا أصبح مضطرباً تعددت به الثغرات والمساحات للفرق الأخرى وأصبح الخلل واضحاً في خط الدفاع وعلى كاربوني معالجة ذلك كما أن مستوى سفاري تراجع كثيراً ولم يعد ذلك المدافع الصلد بجانب طارق مختار الذي عاد لمقاعد البدلاء ويعتبر نجم الدين عبد الله الحسنة الوحيدة في الدفاع الأحمر. أما بالنسبة للرواندي غاسروكا فهو بطئ الحركة لا يقوى على استخلاص الكرات من داخل المنطقة وظل اسيراً لدكة البدلاء وعاد للمشارك في لقاء الأهلي ولم يقدم المستوى المطلوب. وسط بلا فاعلية: حتى وقت قريب كان خط الوسط هو ما يميز المريخ وهو مصدر تفوقه وحسمه للمباريات لكن في هذا الموسم تراجع أداء الوسط كثيراً وأصبح بلا فاعلية لأن المدرب كاربوني يركز على لاعبي المحور دون صانعي الألعاب مما أحدث فوجة في عمق الوسط رغم وجود النفطي ووارغو اللذين يركزان على اظهار المهارات والأداء الفردي دون الجماعي. خط الوسط افتقد القوة والهيبة والتنظيم وتأثر كثيراً بغياب بدر الدين قلق أفضل نجوم الوسط واللاعب صاحب الحركة الدائبة داخل الملعب وهو يعتبر ضابط الايقاع. اظهرت مباراة الأهلي أن احمد الباشا لا يقوى على اللعب في الجهة اليمنى وهو أفضل في الدفاع أو الوسط. أما فيصل العجب فتأثر بالابتعاد عن المباريات لكنه اجتهد وصنع الهدف الثاني للسعودي ويمكن للجهاز الفني أن يدفع بالعجب في الشوط الثاني لكل مباراة للاستفادة من خبراته. مصعب عمر كان الحسنة الوحيدة في المريخ خلال لقاء الأهلي وساهم بشكل كبير في الفوز باحرازه الهدف الأول وتسببه في الثاني من ركلة الجزاء التي ارتكبت معه الاصابة التي تعرض لها كلتشي حرمته من مواصلة اللعب واللحاق بهداف المنافسة. ناقوس خطر قبل ملاقاة الترجي دق الأهلي ومن قبله الغزالة التشادي ناقوس الخطر للمريخ وكشفا الكثير من الأخطاء والسلبيات في أداء الفريق ويبقى على الاطار الفني مراجعة ذلك بهدوء والوقوف على مكامن الخلل قبل ملاقاة الترجي التونسي في سوسة نهاية الشهر الجاري