في إطار فعاليات نادي الشعر، أقيم أمسية الخميس منتدى بعنوان «لغة الشعر» كعنوان لورقة قدمها الاستاذ محمود محمد حسن، متحدثاً بأن لغة الشعر هي دائماً تكون أكثر حدة وتركيزاً، كما ليس في الشعر ترتيب منطقي، مسترسلاً بأن النثر هو عبارة عن وصف تقريري كرؤوس أقلام، مشيراً الى طرح سؤال يتمثل في كيف نتعرف على النص عبر لغة الشعر؟. ومضى: كأن تقول هذا شعر.. وهذا نثر. مشيراً في ورقته الى أن التقريب الدلالي يدخلنا كثيراً الى عالم المجاز والاستعارات.. لينتهي الى سؤال: ما هو الشعر؟، أو ما المقصود بلغته؟ يذكر في ورقته بأن النسيج اللغوي يتضمن عدة عناصر منها الموسيقى الابداع الرمز كالشعر العاطفي الوطن وغيرها من صنوف الشعر، وذلك يؤدي لتمدد المعاني اذا ما استخدمنا صورا تقودنا مباشرة الى دلالة ومعنى. وزاد: قد يكون الشاعر صاحب رسالة اخلاقية وهو ما يوضع في الاعتبار لتقويم الشعر، مشيراً الى أن اللغة مستويات، فالشاعر كثيراً ما يختار المفردات ثم يلجأ لتوليف الجمل التي ترمي الى أبعاد ودلالات، كما أن الألفاظ تنقسم الى نوعين: ما هو جامد ليس مقدور الشاعر أن يتصرف فيه وآخر مشتق، حيث جمالية اللفظ أو ابتذاله. مسترسلاً بأن النقاد لا يميزون ما بين البنيوي أو الصيغي، لنصل الى المشتق الذي يؤخذ دائماً من جذر الأفعال من مفردات ودلالات. ذاكراً بأن هناك سؤالا: هل للشعر لغة خاصة؟، في رد على هذا السؤال: يكاد تكون للشعر العربي لغة خاصة به، مستدركاً: لا أريد أن أتحدث عن انزياح اللغة، وهذا يأتي في حضرة الانتقاء اللغوي، وللكلام أيضاً مستويات، إذ البيان حده الاعجاز، وحده الآخر ما ارتفع بالكلام عن صوتيات الغوغاء ولابد أن يكون في الشعر تحديداً انتقاء لغوي بدقة. مشيراً الى أن الانتقاء اللغوي بأن يأتي الكلام موصلاً للمعنى، أما الشاعر فإنه لا يهدف لتوصيل معنى بسيط، بل يهدف دائماً الى اضافات حسية بلحظة تجليات الحال الشعرية وصولاً الى المستوى الفني الجمالي الراقي وعبر اختيارات الشاعر ليلامس سر العاطفة الدفينة في النفس البشرية، مضيفاً بأن لغة الشعر لا تتضمن مترادفات لفظية. ويمضي بالقول: «إذا ما لمسنا معنى يتنوع فيه الألفاظ فهذه استخدامات تمت عبر خيارات لفظية مختارة بانتقاء لايصال المعنى بكل ما فيه من صور وإيحاءات، كما أن بالشعر استخداما اشتقاقيا مختارا بعناية دلالتها المطاوعة في رسم المفردة بحس فني دقيق..