تشهد العاصمة الخرطوم في يومها الثاني للانتخابات هدوءاً ملحوظاً على مستوى الشارع العام، وشهد الإقبال الجماهيري انخفاضاً لافتاً عن اليوم الأول، ولم تخلُ العملية الانتخابية من مشادات وبعض المشاجرات التي حدثت في (26) مركزاً من مجمل (821) بالعاصمة وفق تقديرات المفوضية العامة للانتخابات. من جانبها اعترفت المفوضية في بيان لها أنه حدثت أخطاء في طباعة البطاقات في كل من جنوب أفريقيا وبريطانيا، وأنها قامت بإخطار بعثة الأممالمتحدة للإسناد الانتخابي بهذا الخطأ. وأكدت المفوضية إعادة طبع البطاقات بمطابع العملة قبل الانتخابات بيوم، مبينةً أن هذا الخطأ تم لضيق الوقت، مشيرةً إلى أن عملية تصحيح الطباعة حدثت في وجود ممثلي بعثة الاتحاد الأوربي للمراقبة ومركز كارتر. من جهتها أعلنت البعثة العربية الأوربية المستقلة نشر أعضائها في ولايات (الخرطوم نهر النيل البحر الأحمر القضارف وكسلا النيل الأزرق الجزيرة وسنار جنوب وشمال كردفان شمال دارفور جنوب دارفور غرب دارفور البحيرات بحر الغزال). وبناءً على التحليل الأولى للمعلومات الواردة من خبراء البعثة القادمين من سبع دول وثلاث قارات، أفادت البعثة في تقريرها عن اليوم الأول أنه تراوحت عملية الاقتراع بين أجواء اتَّسمت بالإيجابية واستياء من خروقات متفاوتة في تأثيرها على مسار العملية الانتخابية، ويجرى حالياً التحقق من صحتها وطرق معالجتها من قبل المفوضية القومية للانتخابات، وأوضحت أنه في اليوم الأول من عملية الاقتراع ما كان يمكن أن يطعن بمصداقية النتائج لو قُدّر له أن يستمر. في حين أقرت الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات بوجود ظواهر سلبية وإيجابية في اليوم الأول للانتخابات. وقال الناطق الرسمي للشبكة طارق مبارك في مؤتمر صحفي إن الظواهر الإيجابية تمثلت في وجود مراقبين دوليين ومحليين، أما السلبية فكانت في إثارة المشاكل، والأخطاء الفنية التي حدثت أمس، مبيناً أنه لم تُرفع تقارير بوجود حالة أمنية واحدة، مشيراً إلى أن اليوم الثاني شهد تدارك الأخطاء الفنية، موضحاً أن مراقبي الشبكة منتشرون في كل الشمال وأنهم يرفعون تقاريرهم تباعاً. من جانبه أكد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر أن البيئة السرية المطلوبة في الاقتراع لم تكن موجودة. وقال ل(الأهرام اليوم) إن المساحات القانونية داخل غرف الاقتراع بين المراقب والناخب لم تراعَ، وأنه يمكن التأثير على الناخب في هذه الحالة، موضحاً أنه كانت هناك أيضاً تجاوزات فنية متعلقة بمفوضية الانتخابات. وقال عمر إنه رغم هذه الأخطاء وهذه التجاوزات إلا أنها جميعاً لا تصلح لأن نسجل اعتراضاً بالانسحاب، مؤكداً أن هناك إقبال جماهيري واسع. من جهته وصف القيادي البارز بالحزب الشيوعي الشفيع خضر عملية التصويت بالمهزلة، وقال ل(الأهرام اليوم) عملنا مسحاً شاملاً للعاصمة، وكنا نتوقع أخطاء، ولكننا لم نتوقع أبداً أن تكون بهذه الفداحة، مشيراً إلى أن النظام الانتخابي بالسودان معقّد، وأنه كان يجب شرح العملية بصورة أكبر للمواطنين، مبيناً أن الأموال التي صُرفت على هذه العملية أثبتت بالنزول إلى أرض الواقع أنها لم تُصرف في أماكنها. ورأى خضر أن الإقبال الجماهيري كان ضعيفاً وأن الخرطوم شبه خالية هذه الأيام نتيجة لذهاب الناس إلى الأقاليم. من جانبه قلّل الأمين السياسي للمؤتمر الوطني إبراهيم غندور من قيمة الخروقات، وقال ل(الأهرام اليوم) حتى أنه لو وجدت بعض الخروقات، فمسؤوليتها تعود إلى مفوضية الانتخابات وليس للمؤتمر الوطني الذي يعاني منها، مضيفاً أن مجموع ما تمّ رصده لا يطعن في صلب العملية الانتخابية.