لاحظت «الأهرام اليوم» في إطار جولاتها الميدانية على مراكز الانتخابات في اليوم قبل الأخير «الأربعاء» خلو بعض المراكز من المقترعين مما حدا بالموظفين للجلوس بهدوء وتكاسل وهم يتجاذبون أطراف الحديث مع رشفات الشاي والقهوة في انتظار ما تجود به الساعات من مقترعين ظلوا يأتون فرادى. في الوقت الذي نشطت فيه الوفود الأجنبية من الاتحاد الأوربي والمنظمة الحكومية لمحاربة التصحر لدول وسط وشرق أفريقيا و«إيقاد» والجامعة العربية في زياراتها للمراكز الطرفية بمحليات الخرطوم بصورة لم تشهدها الأيام الثلاثة السابقة التي رصدت فيها (الأهرام اليوم) الكثير من المواقف الطريفة والمفارقات. ومن الطرائف التي تداولها المواطنون خلال جولة (الأهرام اليوم) بأحد مراكز أطراف الخرطوم أن رجلاً كفيفاً جاء يسعى برفقة طفل في نحو العاشرة من عمره أوقفه الطفل أمام ضابط المركز فسأله عن الشجرة وآثار جلبة لفتت نظر الحاضرين. وعندما اقتاده الطفل المرافق بصحبة ضابط المركز، قال لهم ضعوا يدي على الشجرة وانتهر الطفل قائلاً: «أمسك القلم يا ولد» وعندما وضع يده على رمز الشجرة في البطاقة الانتخابية صاح في الطفل بأعلى صوته :«أكتب صاح على أي حاجة يا ولد.. إلا الشجرة دي»!. وشهد مركز الراشدين قيام أحد الناخبين وبعد تسليمه لبطاقات الاقتراع لرئيس الجمهورية والوالي وبعد مكوثه فترة طويلة خلف الستار خرج بعد أن «قصّ» صورة مرشحه للرئاسة والولاية بإتقان من بطاقتي الاقتراع وقذف بباقيها كتالف متوجهاً لرمي الصورتين داخل الصندوق إلى أن نبّهه الموظف المختص وسلمه بطاقات أخرى. وفي ذات المركز حضرت إحدى الفتيات للإدلاء بصوتها وهي تحمل شهادة سكن تثبت هويتها فشك فيها وكيل أحد الأحزاب وطالبها بإثبات هوية بأنها (إشراقة) فخرجت غاضبة باعتبار أن جميع سكان الحي يعرفونها وعادت في أقل من ربع ساعة ومعها مجموعة كبيرة من الأطفال أدخلتهم مباشرة إلى نقطة الاقتراع وسألتهم بصوت عالٍ وهي تصوب نظراتها الغاضبة نحو الوكيل: (أنا أسمي منو؟) فرد الأطفال بصوت واحد: (إشراااقة). وبالدائرة «6» أمبدة فاجأ شيخ كبير موظفي الاقتراع عندما خرج شاهراً أصبعه السبابة وصوته يعلو: (يا أخوانا حبركم نشف أصوّت بشنو؟) فانفجر الموجودون ضحكاً وتبادلوا القفشات مع الرجل الذي كسر رتابة الصمت، وقام الموظف المسؤول بتوجيهه إلى أن الحبر لا يؤشر به في وجود قلم لإداء المهمة ليخرج الرجل وهو يلعن الجهل.