{ رجعت المفوضية القومية للانتخابية إلى الحق.. والرجوع إلى الحق فضيلة.. رجعت وقررت إلغاء الانتخابات بالدائرة (13) و(32) دائرة أخرى، فقد شكونا إليها.. ثم شكوناها إلى الله ثم إلى الرأي العام السوداني يوم تبديل بطاقات الاقتراع في الساعات الأولى من صباح الانتخابات.. { اتخذت المفوضية القرار الصائب وأعادت إلينا حقوقنا المسلوبة رغم أننا كدحنا كدحاً في هذه الدائرة نرجو ثوابه عند عزيز مقتدر.. { كدحنا.. ولم نكن نقبل غير الفوز نتيجة.. وصلنا الليل بالنهار.. خاطبنا الناس في (20) حارة حتى جفت الدماء في عروقنا.. وبحّت أصواتنا.. جعنا.. وعطشنا.. وسهرنا.. فالتحمت معنا الجماهير الوفيّة في حارات الثورة الغربية.. نظمنا الليالي السياسية التي تداعى لها الآلاف في الحارة (29).. أكبر الحارات، و(السابعة) - معقل القوى الوطنية - و(التاسعة) - مركز ثقل الإسلاميين.. { وغنّينا للوطن.. «أنا سوداني.. أنا..» بصوت الجيل الجديد.. وهتفنا للوحدة.. هتفنا للسلام.. للعدالة والحرية والديمقراطية.. { لم نتنازل لمرشّح.. ولا لحزب.. ولم ننسحب.. قاتلنا لنحو ثلاثة أشهر طويلة.. أنفقنا خلالها عشرات الملايين من الجنيهات (الحلال) لنؤسس للمبادئ.. لنؤصّل للمواقف.. لنصدع بالحق في ساحات السياسة التي احتكرتها مجموعة من الديناصورات.. يسوسون الناس بجهالة إلى حتف الوطن.. { لم ننسحب إلاَّ لندفع بالعدالة ونزاهة الانتخابات في مسارها الصحيح لمصلحة العملية الانتخابية في طول البلاد وعرضها.. { وعدنا مرةً أخرى لنمارس الديمقراطية ونصبر على أذاها بعد إلحاح قواعدنا الأمينة التي تدافعت بالمئات إلى مقر صحيفة «الأهرام اليوم» تطالبنا بالعدول عن قرارنا بالانسحاب.. { عُدنا، فرحبت قيادات عليا في الدولة بعودتنا لأن عودة ثلاثة رؤساء تحرير (مرشّحين) للعملية الانتخابية يعني ضخ الدماء في عروقها التي جفت بعد الانسحاب بتلك الدوائر.. { وعادت المفوضية للحق.. وكتبت بقرارها شهادة براءة ونزاهة للانتخابات.. فالرئيس المرشح «عمر البشير» ليس في حاجة إلى صوت أو صوتين أو «ألف» يزورها عضو لجنة شعبية.. الرئيس «البشير» راسخ في قلوب الملايين.. باق في حنايانا.. نابض في عروق الغلابى والمساكين.. { تحية إجلال واكبار لمفوضية الانتخابات.. فقد أحسنت.. وها نحن نقول لها (أحسنتِ) غض النظر عن موقفنا الانتخابي، فقد غضب بعض أعضاء حملتنا من هذا القرار لأنهم كانوا واثقين من الفوز والنصر العزيز.. لكن المبادئ أكبر عندنا من أي (دائرة) ومن أي (مقعد).. { شكراً.. مفوضية الانتخابات.. شكراً سيدي الرئيس البشير.. شكراً سيدي الشيخ «علي عثمان محمد طه».