تمّت الناخبة «جنجر هجانة كيلي مُنده»، إحدى أمهات السودان التي تجاوز عمرها المائة عام، جرتق صناديق الاقتراع أمس الأول بزغرودة أطلقتها عقب الإدلاء بصوتها قبل دقائق من إغلاق عملية الاقتراع في اليوم الأخير بحصولها على آخر بطاقات الترشيح من رئاسة الجمهورية. ورددت جدران مركز الاقتراع صدى زغرودة الجدة معلنةً بداية مرحلة أخرى لفرز الأصوات وإعلان النتيجة لعرس السودان الديمقراطي. وقالت ل«الأهرام اليوم» إنها أعطت صوتها للبشير «لأنو كويس وحكموا تمام»، وحضرت بمساعدة ابنها عباس أقيجة لممارسة حقوقها الدستورية. «الأهرام اليوم» رافقت الناخبة المُسنّة (جنجير هجانة كلي مُندة) من منزلها بالحارة «14» إلى مركز الاقتراع بالراشدين الدائرة «8» البقعة ضاحية أمبدة التي أصرت على ممارسة حقوقها الدستورية على الرغم من تقدم عمرها، وكانت الجدة (مُندة) آخر ناخب يُدلي بصوته في المركز بحيازتها لآخر بطاقات الاقتراع قبل أن يتم إغلاق صناديق الاقتراع نهائياً إيذاناً بمرحلة أخرى من مراحل الانتخابات. وتنحدر الجدة (مندة) التي كانت تتحرك ببطء شديد، من منطقة جبال النوبة قرية (كُرمتي) بمحافظة الدلنج بولاية جنوب كردفان. وقالت ل«الأهرام اليوم» إنها عاصرت جميع الحقب التاريخية منذ الاستعمار وعاصرت الاستقلال وحكومة الديمقراطية الأولى وعهد نميري والديمقراطية الثانية ووقتها كانت تعيش في مسقط رأسها الذي تزوجت فيه وأنجبت خمسة من البنين والبنات وللجدة «مندة» «87» حفيداً وذكرت أنها رأت أحفاد أحفادها وهي من عائلة معمرة توفي والدها عن عمر يقارب «120» عاماً وأنها استقرت في الخرطوم منذ «23» سنة بطلب من أبنائها. وقوبلت الجدة «مُندة» بترحاب شديد داخل مركز الاقتراع وقام ابنها البكر (عباس اقيجة) بمساعدتها وترجمة حديثها للموظف المسؤول، وقام الموظفون بإجلاسها على كرسي وخدمتها حتى أكملت عملية الاقتراع وقامت برمي البطاقات داخل الصناديق التي أغلقت في أكبر دائرة بأمبدة.