النص القصصي (ثلاثتهم دهاقنة حرباوات لدنة خضراء برائحة تعبق) للقاص عثمان شنقر، طالعناها من قبل منشورة في عدد من الصحف واختارها صاحبها لتكون عنواناً لمجموعته القصصية الصادرة عن دار عزة للنشر في العام الماضي، وقد اختارتها اذاعة (بي. بي. سي) العربية حائزة على المرتبة الأولى وقامت بنشرها مجلة (العربي) بعدد يناير 2010م. وقام الناقد السوري المعروف والروائي نبيل سليمان بكتابة تقرير عنها في سطور نورده تعميماً للفائدة: (في قصة «ثلاثتهم دهاقنة حرباوات لدنة خضراء برائحة تعبق» يرسم عثمان شنقر بمكنة وثقة وألوان مؤثرة ثلاث شخصيات لا فكاك بينها، فكما وحدتها الطبيعة، فالمدينة، وحدها السرد. ومثلما جاء رسم الغول أي الفضاء الصحراوي الرملي، حيث كل شيء تحوّل إلى لا شيء وكذلك جاء رسم الغول الآخر، الفضاء المديني، سوى أن الأول واضح، أما الثاني فأمرّ وأدهى: تزخر القصة بالصور الطازجة والبديعة، كتلك التي تجلو العنوان، وقد اقتحم السارد القصة مرتين، فضاعف من نشاط السرد حين نصّ على أن هناك ما يفعله الشبان (خلافاً لمشيئة السرد)، وكذلك حين سرب سخريته في قوله (المساء يختلف قليلاً مضفياً عناصر ذات طابع فولكلوري مطلوب بشدة في الأدب الحديث، خصوصاً الروائي). ولم يكن هذا الاقتحام المؤطر بين قوسين كل مرة أقل مكراً من الانتقال من لسان السارد إلى ألسنة الشبان معاً، وهم يستعيدون الموسيقى الكونية، موسيقى الطبيعة، حمى الرقص والصخب على إيقاع النُّقارة، من الماضي إلى الحاضر، فإذا بهم ثلاثتهم في خاتمة فجائعية للقصة، صرعى حمى غريبة، تحوّل فيها الجسد إلى مشتعل، تلك هي القصة التي اخترتها للمرتبة الأولى).